العمل عن بُعد ليس شيئا سيئا، إنه المستقبل، مقولة أوردها جاسون فرايد ودافيد هاينمايرهانسون قبل نحو 7 سنوات في كتابهما الذي وضعاه على كتف عنوان آثار جدلا كبيرا في حينها «Remote: Office Not Required» أو « التحكم عن بعد: لا داعي للمكتب»، إلا أن تفشي كورونا الجديد أعاد المقولة والكتاب للواجهة وأصبح التساؤل في قطاع المال والأعمال من يربح رهان زيادة إنتاجية الموظفين؟ دوام المكاتب أم العمل عن بعد في المنازل .

المكاتب الثابتة

تشير عدة تقارير إلى أن العمل عن بُعد سينافس العمل داخل المكاتب الثابتة بحلول عام 2025، حيث نما العمل عن بُعد بنسبة 140% منذ عام 2005، أي ما يقرب من عشر مرات أسرع من بقية القوى العاملة أو العاملين في شركات خاصة، كما يمهد تطور تقنيات الحوسبة السحابية إلى توسع ظاهرة العمل عن بُعد أكثر، ويسمح للشركات وفرق العمل بالتواصل والتعاون كما لو كانوا موجودين تحت سقف واحد.

شركات جديدة

تضم قائمة FlexJobs السنوية كل عام المزيد من الشركات الجديدة التي تعتمد نموذج العمل عن بعد، حيث يتزايد إقبال الشركات بشكل ملفت على العمل عن بعد، وأصبح العمل عن بعد الخيار الأكثر مرونة للشركات التي ترغب في الحصول على أفضل المواهب العالمية بأقل التكاليف، وتوفير نفقات البنية التحتية، وتحسين الاحتفاظ بالموظفين، ولتحظى بعمّال أكثر إنتاجية أيضا، ومع تَوفُّر المنصات التي تقوم بربط المستقلين مع أصحاب الشركات التي ترغب في الاتجاه نحو العمل عن بعد.

مزايا العمل عن بعد

خلصت دراسة حديثة إلى أن الموظفين عن بعد يشعرون أكثر بالسعادة والرضا الوظيفي من غيرهم، حيث أكد 82% من الموظفين عن بعد أن مستويات الإجهاد عندهم انخفضت وارتفعت روحهم المعنوية. كما يخفض العمل عن بعد النفقات الخاصة بالتأثيث المكتبي، والفواتير العامة، علاوة على أن الأشخاص الذين يعملون عن بعد أكثر إنتاجية من غيرهم، حيث توصلت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد إلى أن العاملين في المناطق النائية أكثر إنتاجية بنسبة 13%، ويأخذون إجازات مرضية أقل، ويتمتعون ببيئة عمل أكثر هدوءًا من زملائهم في المكاتب التقليدية. وتشمل المزايا كذلك إمكانية استقطاب المواهب المختلفة من كل أنحاء العالم دون التقيد بحدود جغرافية، والحرية والمرونة في العمل، ودوران أقل للموظفين.

التوازن بين العمل والحياة

تتجه القوى العاملة العالمية نحو العمل عن بعد لجني ثمار ترشيد الميزانيات والمرونة. وفي استطلاع للرأي أُجري في قمة القيادة العالمية في لندن 2018، من بين 600 مدير تنفيذي، ورجال أعمال وأكاديميين حاضرين، قال 34% منهم إن أكثر من 50% من القوى العاملة بدوام كامل سيعملون عن بعد في عام 2020. وقال 25% منهم إن ثلاثة أرباع موظفيهم لن يعملوا في داخل المكاتب التقليدية.

تحديات تواجه العمل عن بعد

ارتفع معدل القوى العاملة عن بعد بين العامين 2005 حتى 2018 بنسبة 140%، و63% من الشركات الأمريكية لديها موظفون عن بعد، ويتوقع أن تصل نسبة العاملين عن بعد حتى 50% من إجمالي القوى العاملة بنهاية عام 2020 بحسب إحصائيات Citrix. ولكن الأمر لا يخلو من بعض التحديات التي تواجه الشركات والموظفين على حد سواء، لعل أبرزها: المصاعب على صعيد التواصل وهي أولى التحديات التي يمكن أن تواجه فرق العمل عن بعد، ولكن منصات العمل الجماعي اليوم سهلّت هذا الموضوع إلى أبعد الحدود.

ومن التحديات أيضا متابعة المهام التي يعمل عليها كل موظف بشكل فردي، ومن الصعب أن تعرف ما الذي يفعله كل موظف في الوقت الحالي، لذلك ابتُكرت أدوات مشاركة وتتبع المهام مثل Trello، Buckets، وغيرها من الأدوات الشبيهة التي تمكن الفريق الواحد من متابعة المهام أولًا بأول.

p15