تعتلي قرية وادي الغيل بمنازلها الـ25 قمة جبل شاهق، وتبتعد 9 كلم فقط عن مركز خـاط بمحافظة المجاردة في منطقة عسير، وتعد من أهم المعالم السياحية للمحافظة، مستفيدة من تميز موقعها، وطبيعة منازلها المبنية من الحجارة، والتي تمتد تحتها مدرجات زراعية تزدان بمحاصيل الموز والبن والكاذي، وتنساب إليها المياه من عيون تتدفق من قمم الجبال، وشكلت بتدفقها وتجمعها ما بـ(الغيل)، منتجة بيئة مناسبة للسكن والزراعة.

طقس موات

تشهد قرية وادي الغيل اعتدالا في أجوائها صيفا وشتاء، لارتفاعها فوق مستوى سهول تهامة، وانخفاضها عن محافظة النماص، ويشتغل أهلها بتسويق محاصيلهم الزراعية التي تعد مصدر رزقهم ودخلهم الأساسي في الأسواق الشعبية الأسبوعية القريبة، مثل سوق الخميس في خاط، وسوق الاثنين في المجاردة، وسوق الثلاثاء في النماص.

مطل الذكريات

يقول علي بن مفرح العمري (أحد الساكنين القدامى في القرية) وصاحب مزارع ما زالت تنتج حتى اليوم لـ«الوطن»، وهو يجلس في مطل القرية «أحضر بعد العصر من كل يوم مع أحد أبنائي إلى هذا المطل، فأجلس هنا وأسترجع شريط الذكريات الجميلة التي عشتها في القرية منذ عشرات السنين مع أهلي وجيراني». ويضيف «كانت الحياة بسيطة، نزرع ونحصد ونبيع المحاصيل في الأسواق الشعبية الأسبوعية القريبة، وتجد محاصيلنا رواجاً وشهرة لجودتها وخلوها من المواد الكيميائية، فنحن نسقيها بمياه الأمطار التي تصلنا من قمم الجبال عبر ممرات بنيناها من الحجارة، وتصب في المزارع بحيث تتم السقاية بالتساوي لكافة المزارع وبجدول منظم يرضي الجميع».

نزوح

يواصل العمري «مع التطور الكبير الذي شهدته بلادنا، وانتشار العمران والخدمات نزح سكان القرية للمدن والمحافظات القريبة، لكن القرية شهدت أخيراً تطورا ملحوظا، وعددا من المشاريع التنموية، فأنشأت الخزانات والبرك التي تحفظ المياه، ومددت أنابيب خرسانية من قمم الجبال تحمل المياه للقرية، ونأمل أن تستلم وزارة النقل مشروع الطريق الموصل للقرية ويتم تنفيذه وتوسعته بمواصفات عالية، لتتحول القرية إلى متنزه طبيعي يرتاده الزوار».

احتياجات

تحتاج وادي الغيل إلى جملة من الاحتياجات التي يلخصها شيخ قبيلة آل الدهيس علي حسن العمري، قائلا «نحتاج توفير مصادر مياه مثل آبار ارتوازية أو مصدات مائية، وتوفير شتلات، وشبكة ري تنفذ بطريقة علمية ونافعة، ودعم المزارعين مالياً وبشريا من خلال منحهم تأشيرات عمالة مجانية».

ويضيف «نقلت تلك المطالب لأمير المنطقة الذي وجه مدير فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بعسير بزيارة القرية ومعاينتها، والوقوف على احتياجات الأهالي، وقد زارنا فعلا، ووعدنا خيرا».

مبادرة

يقول نعمي محمد العمري، وهو أحد ملاك المزارع في القرية «أطلق فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بعسير مبادرة (تأهيل المدرجات الزراعية عن طريق تقنية حصاد مياه الأمطار)، وهي تهدف إلى إعادة تأهيل المدرجات الزراعية من خلال توفير مصادر للمياه، وتوفير شبكات ري حديثة، وترميم جدران المدرجات المهدمة، وتوفير مشتل زراعي، على أن يبدأ العمل بهذا المشروع قريباً، وقد تم توقيع العقد مع الشركة المنفذة، لكنها لم تبدأ حتى الآن». وأضاف «سفلتت بلدية المجاردة الطريق المطل على القرية وأنارته، ووعدت بتوسعة الطريق الموصل إليها نظراً لضيقه والزحام الشديد الذي يعانيه الزوار، وكذلك رصف طرق القرية الداخلية وإنارتها، وإنشاء حديقة ومواقف للسيارات». وتابع «نتطلع لتنفيذ هذه المشاريع قريباً، حيث أصبح وادي الغيل مزارا ومعلما سياحيا في المنطقة».

متابعة

يذكر فيصل بن غازي العمري، أحد ملاك المزارع بالقرية، أن فريقا من وزارة الزراعة وقف على احتياجات الأهالي (قبل 4 سنوات) وشاهد الوفد ما بقي من المدرجات الزراعية التي تسقى من العيون الطبيعية، وبحثوا مع أهالي الوادي مساعدة المزارعين على إعادة زراعتها والاستفادة من مياه العيون والأمطار في السقيا، وكذلك الاستفادة من مشروع عيون المياه وإعادة المدرجات وزراعتها بالمحاصيل التي اشتهر بها، وإعادة وادي الغيل لما كان عليه سابقا.

مزار برسوم

يقترح محمد الشهري «باتت القرية خالية من الأهالي حالياً، ولذا أتساءل لماذا لا يستفاد من منازلها المتقاربة والمتداخلة، بإعادة ترميم المتهالك منها (من قبل السياحة) والعناية بها وجعلها مزارا وبرسوم رمزية، وتخصيص ساحة كبيرة للاحتفالات في القرية وجلسات للزوار تطل على مدرجات مزارع الموز والبن والكادي؟».

اعتماد

يؤكد رئيس بلدية المجاردة عايض المحجاني أنه تم في وادي الغيل اعتماد أعمال قص وردم الطريق والتوسعة وتركيب عبارات أنبوبية، والسفلتة لأكثر من 3.5 كلم، كما تم العمل على تركيب أعمدة إنارة لكامل الطريق الرئيس الموصل للقرية. وعلمت «الوطن» أن هناك لجنة مشكلة من المحافظة والبلدية والبيئة والمياه والزراعة ووقفت على طبيعة القرية، ورفعت توصيات للمجلس البلدي لتطوير القرية. بدوره، أوضح رئيس المجلس البلدي بالمجاردة أحمد غرمان لـ«الوطن» أن التوصيات المرفوعة ما زالت قيد الدراسة.

من جانبه، بين فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة عسير في رده على استفسار «الوطن» أنه ليس هناك مشروع للوزارة خاص بقرية بعينها، سواء وادي الغيل أو غيرها، وأن الوزارة تنفذ مبادرة تأهيل المدرجات الزراعية وتطبيق تقنيات حصاد مياه الأمطار بالجنوب الغربي من المملكة، أي أن المبادرة تشمل مناطق عسير وجازان والباحة وكذلك محافظة الطائف، وقد تم تنفيذ بعض أعمال التأهيل بمزارع وادي الغيل في المرحلة التمهيدية للمبادرة، وشملت إنشاء خزانات لحصاد مياه الأمطار وتمديد شبكات للري، وسيتم استكمال بعض الأعمال الأخرى خلال تنفيذ المرحلة الأولى للمبادرة والتي سيتم الانتهاء من تنفيذها خلال هذا العام.

أبرز التوصيات

توسعة الطريق الموصل للقرية

رصف طرق القرية الداخلية وإنارتها

إنشاء حديقة ومواقف للسيارات