كشف مصدر إعلامي تابع للميليشيات الانقلابية في صنعاء خطابا سريا موجها من رئيس ما يسمى المجلس السياسي مهدي المشاط إلى وزير دفاع الانقلاب حول مقتل القيادي الحوثي اللواء مبارك المشن على أيدي الانقلابيين أنفسهم. حمل الخطاب السري توجيها بتشكيل لجنة برئاسة رئيس الأركان، ورئيس هيئة الاستخبارات نائبا، وعضوية كل من: مدير الدائرة القانونية، ومدير دائرة القضاء العسكري، ومسؤول الأمن الوقائي بجهاز الأمن الوقائي، وذلك للتحقيق الفوري في حادثة مقتل قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء مبارك المشن الزايدي وبعض مرافقيه في جبهة صرواح والتي يتهم بالوقوف خلفها عبدالولي الحوثي.

آلية العمل

حدد الخطاب بحسب المصدر 24 ساعة لأعضاء اللجنة للرفع والإلزام بحضور العمل والمتابعة والرفع بالنتائج خلال أسبوع من تاريخه، وحمل المسؤولية للجميع حيال أي تقصير. أضاف المصدر لـ»الوطن» أن انتقال الخلافات بين القيادات الحوثية من مرحلة التهديدات الكلامية إلى مرحلة التنفيذ أصبح أمرا واقعيا وفعليا، إذ شهدت الفترة الماضية مقتل عدد من القيادات الحوثية الكبيرة في مواقع متعددة دون معرفة القاتل، إضافة إلى حالة تكتم شديدة، وهو الأمر الذي تتبعه الجماعة الانقلابية وتنتهجه منذ زمن بعيد في عدم الإعلان عن مقتل أي شخصية في صفوفها. كشف المصدر أن قتل هؤلاء يتم في مواقع مكشوفة ومناطق سيطرة الحوثيين مما يؤكد أن العمليات تتم كتصفية حسابات بين القيادات الحوثية العليا.

ضحايا الصراعات

لفت المصدر إلى أن بعض القيادات العسكرية تتبع بولائها لأشخاص معينين، لذا أصبحوا محل استهداف لقيادات حوثية أخرى، ومنهم اللواء مبارك المشن الذي يدين بالولاء لمهدي المشاط تحديدا، وهو الأمر الذي استدعى تدخلا فوريا من رئيس المجلس للبحث عن القاتل، بينما تشير معلومات إلى أن أبوعلي الحاكم لديه خلافات واسعة مع اللواء المقتول، بينما تربطه علاقة قوية بالمنفذ عبدالولي الحوثي، وتابع: «لذا فإن التوجيه لن يصل إلى نتيجة، نظرا لوجود أبوعلي الحاكم في عضويتها.. وهناك صراع آخر في اختيار الأشخاص المعنيين للتحقيقات».

حالات الانتقام

بيّن المصدر أن هناك قيادات حوثية كبيرة تتم تصفيتها في الجبهات من أجل مجهولية المنفذ لتلك العملية، إضافة لتصفية بعض القيادات في النقاط الأمنية بالمواقع لسيطرة الحوثيين داخل أمانة العاصمة صنعاء أو محافظ عمران أو إب، وغيرها من المحافظات، والمواقع التي تخضع لسيطرة الانقلابيين، كما يستهدف بعض القيادات في طرق رابطة بين المدن الكبيرة، وعند مداخل الأحياء، حيث تمت تصفية العديد من القيادات.

مطامع قيادية

أفصح المصدر أن هذه العمليات بدأت منذ وقت مبكر بين القيادات الحوثية وتصاعدت بشكل قوي تحت الرماد، ولكنها كشفت في الأخير بعد تطورها بشكل لافت بما لا يمكن التغطية عليها، وتدور أسبابها حول التنافس على المناصب القيادية، المطامع المالية، تعطيل أو إيقاف توجيه من قيادي حوثي، إضافة إلى خلافات بين عناصر القيادات أنفسهم.

الخيانات

بين المصدر أن كل قيادي ومشرف حوثي لديه مخاوف من القيادي الآخر، وهناك تهم توجه بين الأطراف المتصارعة بالتخوين والعمالة للخارج، مما أدى إلى انتشار تبادل التهم في الآونة الأخيرة حول تحديد المواقع لبعض القيادات، واستهداف أخرى بطيران التحالف، وزاد الأمر خلافات بين الأطراف وعدم ثقة فيما بينهم وتابع «كل طرف وقيادي لديه شكوك ومخاوف من القيادي الآخر وعدم الثقة بالآخر».

القتال العشوائي

قال المصدر: إن هناك حربا علنية في عدة مواقع بالجبهات بين فرق الحوثيين وقياداتهم، من خلال إصرار ملكية الموقع لإحدى المجموعات، والاحتكام بالقتال بينها، بينما لا يزال حتى هذه اللحظة حرب المنافسة والقتال العشوائي هو الحكم بين القيادات الحوثية وعناصرها في الجبهات.

قرار الإقالة

أكد المصدر أن أي قرار إعفاء أو استغناء لقيادي حوثي يعتبره قيادي آخر إهانة له، ليبدأ تشكيل مجموعات من أفراد تم إقصاؤهم ومن هم على رأس العمل لمواجهة القائد الجديد وعناصره، بينما لم تستطع الجماعة القضاء على هذه الأعمال التي تتزايد بشكل مضطرد في الجبهات.

عناصر التنفيذ

أشار المصدر إلى أن لكل قيادي حوثي عدة أشخاص يكلفهم بمهمة تنفيذ عمليات الاغتيال لبعض الأشخاص المناوئين له، مبينا أن أبوعلي الحاكم لديه عناصر متعددة موزعة الأدوار بينهم لتصفية خصومه، بدليل قيام الحاكم بالتحفظ على الجاني أبوناجي الماربي الذي قام بتصفية الشيخ أحمد السكني، وغيره من الأشخاص الآخرين.

انفراد

أكد المصدر صحة المعلومات التي خص بها «الوطن» في وقت سابق حول التحول من التهديدات الكلامية إلى الأفعال المباشرة ونشرت في 20 يوليو 2018 عندما أكد أن خلافات الحوثي والمشاط تمهد للاغتيالات داخل الجماعة وتصاعدها بقوة.

وبيّن المصدر أن الخلافات والتهديد بالتصفيات وتنفيذ الاغتيالات لم تتوقف عند المشرفين بل وصلت للقيادات الحوثية العليا، إذ يستغل أبوعلي الحاكم علاقة مهدي المشاط ومحمد الحوثي المتطورة لتنفيذ مؤامراته الخاصة. كان المصدر حينها أكد أن مهدي المشاط رفض استقبال محمد الحوثي وتكبيل أدواره، كما تنبأ المصدر بأن التصفيات بين القيادات العليا وأجنحتها ستظهر في العلن خلال الفترة المقبلة.

أسباب التصفيات بين القيادات الحوثية

التنافس على المناصب والمطامع المالية

تعطيل توجيهات ميدانية لقيادي منافس

خلافات حول ملكية مواقع محددة

رفض قرارات إعفاء لقيادات محسوبة لأطراف أخرى

الاحتكام إلى القتال العشوائي بين القيادات في الجبهات

بعض القيادات تتبع بولائها لأشخاص معينين