أكد إبراهيم محمد آل سوار، وهو أحد المصابين بفيروس كورونا الجديد، وهو داخل غرفة العزل الصحي بمستشفى الملك خالد بنجران، أنه يعمل موظفاً في الهلال الأحمر بجسر الملك فهد بالخبر، ونظراً لأنه خالطَ العديد من الحالات المصابة بالفيروس، فقد اضطر إلى نقل زوجته الحامل إلى نجران خوفاً عليها، مبيناً أنه تعرض لكثيرٍ من الانتقادات والاتهامات بالإهمال بنقل الفيروس إلى زوجته، رغم أن الكثير لا يعرفون الظروف التي يعانيها قبل وبعد إصابته، مؤكداً أنه لم يتعمد نقل الفيروس إلى أحد، مشدداً على حرصه على صحة كل من خالطهم أو يعرفهم.

وقال آل سوار لـ«الوطن» إنه كان أكثر حرصاً على سلامة الجميع خصوصاً زوجته وزملاء العمل، ولكون زوجته حاملاً في الشهر الأخير، فقد تواصل مع مرجعه في العمل، وأخبرهم بخشيته بأن يكون قد تعرض للإصابة وأرسل إليهم تقارير طبية تفيد بأنه يعاني من مرض السكري المزمن.

فكرة السفر إلى نجران

أضاف آل سوار أنه خشي من مسألة عدم القدرة على السفر بين المدن، وكانت فكرته أن يوصل زوجته إلى نجران؛ لأنه لا يوجد من يقوم بشأنها أو يعتني بها، وكان متخوفاً من مسألة أن يُصاب بالمرض ويدخل العزل ولن يكون بمقدوره الاطمئنان عليها.

وقال «سافرت مع زوجتي إلى نجران، وقبل وصولنا، حرصتُ على التواصل مع 937 والهلال الأحمر للإجراء الاحترازي في كيفية نقلنا إلى مكان آمن ومعزول حتى لا نختلط بأهالينا والمقربين حتى تظهر نتائج التحاليل التي سيقومون بإجرائها، وعند وصولي إلى نقطة الحصينية وجهتني الجهات الأمنية بسرعة الذهاب للمستشفى العام، حيث تم عزلي هناك وزوجتي».

رفض الذهاب إلى المنزل

أكد آل سوار أنه بعد وصولهما إلى المنزل وإجراء الفحوصات اللازمة، نصحه الطاقم الطبي بالذهاب إلى المنزل وعزل نفسه وزوجته، لكنه رفض هذه النصيحة خوفاً على عائلته وأقاربه. وأضاف «طالبتُ بعزلنا في مكان آمن وصحي، وفي الأخير استسلمت للأمر الواقع، وذهبت بزوجتي لمنزل أهلها، وحرصت على عزلها لوحدها في غرفة خاصة وتوفير كل أدوات السلامة لها، وبعد ثلاثة أيام تلقيت اتصالاً من صحة نجران يبلغني بظهور النتائج التي كانت إيجابية لي ولزوجتي، وطلب المتصل من كلانا الحضور للمستشفى».

قضاء وقدر

يتواجد المصاب وزوجته في العزل الصحي بالمستشفى، وتُقدّم لهما كافة الخدمات الصحية، حيث بين آل سوار، أن أكبر هم له الآن هو صحة كل من خالطهم في تلك الفترة، وألا يكونوا قد تعرضوا للعدوى، وقال «حرصت على إبلاغ جميع زملائي فور ظهور النتيجة، وطلبت منهم التوجه لأقرب مستشفى وعزل أنفسهم وإجراء الفحوصات لسلامتهم وسلامة الجميع ويبلغ عددهم حوالي 20 شخصا».

ووجه رسالة عبر «الوطن» قال فيها إن ما حدث له ولزوجته قضاء الله وقدره، موجهاً حديثه لكل من دعا عليه وأساء له من قريب ومن بعيد، وقال «كنت مضطراً للسفر إلى نجران؛ لأني أعيش أنا وزوجتي لوحدنا، وهي حامل في شهرها الأخير، وكنت حريص جدا على سلامتها وسلامة الجميع، وفضلت أن أنقلها من مصدر العدوى، ففضلت السفر بها إلى نجران لتبقى في مكان آمن، وكل ما كان يدور داخلي مجرد شكوك، متمنيا للجميع الصحة والسلامة وأن يجنبنا الوباء والبلاء».