أفادت تقارير محلية أن رفض بعض القوى السياسية لرئيس الوزراء العراقي المكلف عدنان الزرفي، يعود إلى توجّهاته السياسية، والحياد النسبي في مواقفه بين طهران وواشنطن، لافتة إلى أن الزرفي يواجه عدة تحديات على مختلف الأصعدة، ولكن أبرزها على الإطلاق الصراع الأمريكي – الإيراني. ولفتت التقارير إلى أن كتلة تحالف الفتح المقربة من طهران بدأت عقب تكليف الرئيس برهم صالح للزرفي بتشكيل الحكومة، بافتعال المشكلات باتهام الرئيس صالح باختراق الدستور.

تشكيل الحكومة

وأوضحت التقارير أن رئيس الوزراء المكلف يواجه عدة تحديات أولها تشكيل حكومة جديدة خلال الثلاثين يومًا المقبلة، خصوصاً بعد عدم نجاح أي مرشح بمنصب رئيس الوزراء من الحصول على الموافقة والإجماع، بعد استقالة عبدالمهدي، كان آخرهم محمد علاوي الذي أعلن انسحابه بعد فشل جهوده. ويتمحور التحدي الثاني في تدني أسعار النفط، إذ يقع على عاتق رئيس الوزراء الجديد مسؤولية كبيرة تتعلق بوضع خطط لمواجهة الأزمة الاقتصادية المرتقبة على خلفية هبوط أسعار النفط نتيجة لتفشي فيروس كورونا.

التوترات الأمنية

اعتبرت التقارير أن التوترات الأمنية تمثل التحدي الثالث لرئيس الوزراء المكلف، لاسيما بعد سيطرة القوى الموالية لإيران على مفاصل الدولة العراقية وهيمنتها على هياكل المؤسسات الرسمية، فضلاً عن استمرار السجال الأمريكي الإيراني على الأراضي العراقية، وتأثيرها السلبي على الدولة وسيادتها. وتقول صحيفة «جيروزاليم بوست» إن واشنطن وطهران، يستعدان لخوض جولة صراع جديدة داخل الحلبة العراقية، لا سيما بعد تقارير أمريكية تحدثت عن خطط سرية للبنتاغون تهدف إلى تصعيد القتال في العراق ضد الفصائل المسلحة.

مولد داعش

ويتوقع مراقبون أن تفتح الضربات العسكرية المتناوبة والمتبادلة بين الولايات المتحدة والأذرع الإيرانية داخل العراق فرصة تحول البلاد إلى بيئة خصبة لاستقطاب عناصر داعش الفارين من الحرب في سورية. تحدي كوروناغير أن التحدي الأكثر ضراوة للزرفي يتمثل في خطر انتشار فيروس كورونا المستجد في العراق، حيث تتجاوز تداعياته الجانب الصحي لتمتد لتشكل تحديات سياسية واقتصادية، خصوصاً في ظل ما يعانيه النظام الصحي من استشراء الفساد وعدم كفاءة الإدارة.