شجع النجاح الباهر الذي حظيت به تجربة مشاركة اللاعبين المواليد مع أندية دوري الدرجة الأولى في المملكة القائمين على وزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم، على إقرار مشاركة اللاعب المولود في المملكة بدوري المحترفين، لاكتشاف المميزين منهم، والاستفادة من مواهبهم، حتى وصل ذلك إلى المنتخبات الوطنية.

وحظي الأمر بهالة إعلامية كبيرة متفائلة بمستقبل مشرق، وأن المشروع سيدعم الكرة السعودية وتحديداً المنتخب السعودي، إلا أن التجربة التي تمر بموسمها الثالث لم تشهد تفوقا واضحا للمواليد، بل إن الغالبية منهم باتوا حبيسي دكة البدلاء إلا فيما ندر.

وعلى الرغم من تسابق الأندية على الاستفادة من خدمات المواليد، وسد الثغرات التي تعاني منها الفرق في بداية التجربة، عادت الأندية إلى اللاعب السعودي وبات هو المطلوب لسد العجز في ذات الخانة التي كان يشغلها أحد اللاعبين المواليد، مما وضع المتابعين في حيرة من أمرهم، وأثار عدة تساؤلات، منها:

هل اللاعبون المواليد إضافة أم مقلب؟

هل الأندية هي التي لم تتعامل بالشكل المثالي مع التجربة؟.

سقف الطموح

ارتفع سقف طموح الرياضيين بعد انطلاق المشروع، وذلك للعدد الكبير الذي تم في مشروع اللاعبين المواليد، بشرط استيفاء شروط التسجيل في المشروع ولعل أبرزها أن يكون اللاعب من مواليد المملكة، وألا يكون مسجلا في ناد خارجي أو اتحاد آخر، مع تقديم اللاعب تعهد بذلك، ولا يكون قد سبق له تمثيل أي منتخب، وأن تتوفر فيه الشروط المطلوب توفرها في اللاعب السعودي المحترف المنصوص عليها في المادة التاسعة من لائحة الاحتراف وأوضاع اللاعبين وانتقالاتهم، باستثناء شرط المؤهل الدراسي.

صدمة المستويات

منحت الأندية اللاعبين المواليد الذين استقطبتهم في بداية التجربة الفرصة، وزجت بهم في قوائهما المشاركة في دوري المحترفين، والمنافسات المحلية، إلا أن كثيرا منهم صدم بالمستويات غير المتوقعة من اللاعبين المواليد المستقطبين، والأمثلة كثيرة على ذلك، فالهلال الذي يعج بالنجوم، كسب أحد الأسماء التي كان القائمون على المشروع يراهنون عليه وهو أحمد أشرف الفقي، إلا أن اللاعب سرعان ما غادر صفوف الزعيم متجها إلى الفيصلي، وهو ما ينطبق على لاعب الوحدة علي النمر «عموري السعودية» الذي كان الرهان عليه قويا، ومع ذلك ورغم تواجده حاليا في الوحدة، إلا أن مشاركته أساسيا باتت ضعيفة، لا سيما مع وجود 7 لاعبين أجانب، واللاعب عثمان الحاج المعروف بالرنقي، الذي خطفه الأهلي من جدة وتعاقد معه وهو هداف دوري الأولى، ومع ذلك لم ينجح في فرض تواجده في قائمته الأساسية ورحل إلى الفيحاء، ولم يشارك كثيرا، وفي النصر كان سالم علي مطلبا وظفر به العالمي ومع ذلك لم ينجح في سد خانة الظهير الأيمن ليرحل ويتعاقد النادي مع اللاعب المحلي سلطان الغنام الذي يقدم مستويات لافتة، والأمثلة كثر.

تناقض ثنائي

أصعب وأقوى التجارب وأكثرها ألما ومرارة هي تجربة هارون كمارا، الذي قدم نفسه بشكل لافت مع القادسية، ومع الأخضر الأولمبي، قبل أن ينتقل إلى الاتحاد في صفقة من العيار الثقيل، تجاوزت قيمتها الـ20 مليون ريال، ومع ذلك لم يقدم ما يشفع له مع العميد وبات خارج حسابات مدربي الفريق، بل إنه لم يعرف طريق الشباك سوى في مرات معدودة لا تصل إلى عدد أصابع اليد الواحدة، ما أجبر إدارة النادي على التعاقد مع لاعبين أجنبيين في خط الهجوم.

وفي ذات السياق لم يظهر عبدالفتاح آدم بمستواه المعروف عندما كان في الحزم ثم التعاون، ولم يشارك مع العالمي كثيرا، وظل حبيس دكة البدلاء أو غرفة العلاج.

مختار الاستثنائي

لعل لاعب النصر مختار علي، الذي تعاقد معه النادي أخيرا يبقى استثناءً نظير ما قدمه مع الأخضر الأولمبي في نهائيات كأس آسيا المؤهلة للأولمبياد، ومع العالمي خلال الفترة الحالية من مستويات لافتة، وربما أن لتجربته الاحترافية خارجيا دورا في ذلك.

-3 مواسم للاعبين المواليد في دوري المحترفين

-سالم علي فشل مع النصر واستبدل بالمحلي الغنام

-أحمد أشرف لم ينجح مع الهلال ورحل للفيصلي

-الرنقي نجح في الأولى وغاب مع الأهلي والفيحاء

-هارون كمارا انتقل للاتحاد في صفقة مدوية ولم ينجح

-عبدالفتاح أدم غاب عن العالمي رغم نجاحه مع ناديين

-علي النمر بات حبيس دكة بدلاء الوحدة

-الأندية السعودية استبدلت المواليد بمحليين وأجانب