كشف مصدر إعلامي في صنعاء التزام الحوثيين بصرف مرتبات الإعلاميين وموظفي الهيئات والجمعيات الحقوقية والإنسانية في مناطق سيطرتهم بشكل متواصل، وعدم توقفها منذ الانقلاب على السلطة في عام 2014. وقال المصدر لـ«الوطن» إن هناك نحو 132 منظمة وهيئة حقوقية تم إلغاؤها وتهميشها، لينتهي التعامل مع الأشخاص والهيئات التي تقف مع توجهات الحوثيين وتلتزم بما يرد إليها، وتابع «هؤلاء الأشخاص تم اختيارهم بعناية.. بعضهم حوثيون يعملون بتلك المنظمات.. والبعض الآخر ولاؤهم للانقلابيين، سواء أكانوا من الإعلاميين أو موظفي الهيئات والجمعيات الحقوقية والإنسانية.. ويتم التنسيق بينهم في الدور والأداء تحت إشراف قيادي لبناني من حزب الله يتنقل بين بيروت وصنعاء».

دون توقف

أضاف المصدر أنه رغم توقف المرتبات منذ سنوات عن جميع الموظفين في اليمن، إلا أن مرتبات الإعلاميين والحقوقيين التابعين للحوثيين تسلم بشكل دائم دون انقطاع في الوقت المحدد حتى اللحظة، ويتمحور دورهم المحدد مسبقا في عدم التصوير أو القيام بجولات وزيارات إلى أي موقع، إلا بإذن وموافقة مسبقة، إضافة إلى توحيد الخطاب الإعلامي والحقوقي، وتجهيز وتصوير وتوثيق حالات للدمار والقتل والتفجيرات التي ارتكبها الحوثيون أنفسهم بحق المدنيين وتجييرها للتحالف. وكشف المصدر عن وجود غرف إعلامية وحقوقية مشتركة تنفذ هذه التوجيهات بشكل شبه يومي، بمساعدة خبراء في التخصص والتدريب في هذا المجال، إلى جانب وجود عمليات فبركة كبيرة وقلب للحقائق وتشويه للواقع بإشراف خبراء إيرانيين ولبنانيين.

تزوير الحقائق

بين المصدر أن هناك عملا كبيرا يتم نقله للإعلام الخارجي من خلال موظفين لبنانيين يجيدون لغات متعددة منها الفرنسية والإنجليزية والألمانية، تكمن مهمتهم في تزوير الحقائق وقلبها أمام المنظمات الدولية، بينما يقوم العديد من الموظفين بتمثيل هذه الأدوار من داخل بيوت صنعاء، عبر أشخاص مرتبطين بالحوثي، وبعضهم يعمل بمنظمات وهيئات حقوقية دولية وأممية لا يبحثون أصلا عن الحقيقة ويعتمدون في معلوماتهم بشكل مرتب مسبقا على ما يريده الحوثيون تحديدا. ولفت إلى أن المرتبات للموظفين بتلك المنظمات والجهات الإعلامية تصرف بشكل دائم، إضافة إلى منح المكافآت التقديرية، مبينا أن موظفي قناة المسيرة الحوثية يعدون ضمن نطاق هؤلاء العاملين ويسيرون في الاتجاه ذاته، وتابع «لذا هناك توحيد تام في مسار كافة وسائل الإعلام الحوثية، سواء كانت المرئية أو المسموعة، أو حتى الورقية».

التكتم الشديد

بين المصدر أن انتهاكات الحوثي بالتكتم وإخفاء الحقائق تتم بمعرفة وعلم منظمات دولية، دونما تحريكها ساكنا تجاه تلك الأعمال التي يمارسها الانقلابيون بشكل علني، وأردف بالقول «هناك انتهاكات خطيرة للحوثي بحق اليمنيين شملت إخفاء قسريا، وتعذيبا وخطفا وقتلا وتدمير منازل واعتقال النساء، إضافة إلى حالات القمع القهري والسجون المتعددة، وإكراه الناس على دفع الأموال ونهب الإعانات وسرقة الحقوق الخاصة فضلاً عن الانتهاكات الإنسانية».

مكافأة الأبواق

اختتم أن الحوثيين ملتزمون بصرف مرتبات الأبواق الإعلامية، وموظفي الهيئات والمنظمات التي تحسن وتجمل صورتهم، وأنها توفر الأموال لتصرف في هذا المجال، بينما هناك موظفون منعت مرتباتهم بحجة سرقة البنك المركزي، وتابع: الانقلابيون يصرفون الأموال سرا لأنصارهم وقياداتهم العليا والجهات التي تدعمهم، بينما تحرم المواطنين من مرتباتهم بتوجيهات حوثية.

ثمن استمرار صرف مرتبات الإعلاميين

عدم التصوير أو القيام بجولات وزيارات إلى أي موقع

توحيد الخطاب الإعلامي والحقوقي حسب رؤية الجماعة

تجهيز وتصوير وتوثيق حالات للدمار والقتل وتجييرها للتحالف

الفبركة وقلب الحقائق وتشويه الواقع بإشراف إيراني لبناني

تزوير المعلومات وتقديمها للمنظمات الدولية والإعلام الخارجي