أوصى المدير التنفيذي لجمعية التنمية الأسرية في الأحساء، المدير التنفيذي لمركز بيت الخبرة للبحوث والدراسات الاجتماعية خالد الحليبي، بأن تقوم المراكز البحثية الاجتماعية بإجراء دراسات طويلة الأمد لتداعيات مثل هذه الأزمات على الأسرة والمجتمع، من جميع الجوانب التي تؤثر في التنمية الشاملة، ولنكون أكثر استعدادا لأي جائحة تطل في المستقبل.

تداعيات

أكد الحليبي أن تداعيات جائحة «كورونا» الاجتماعية والنفسية لا تقل عن تداعياتها المالية أهمية، والمتمثلة في الشعور بالصدمات النفسية، وتوالد احتياجات كبرى للإرشاد الأسري والتوجيه النفسي خلال فترة الحجر الصحي المنزلي، وإذا كان كثير من الأسر استطاعت أن تحتوي الوضع الجديد بوجود أفرادها جميعا في فترة طويلة في المنزل، فإن أُسرًا أخرى فشلت في هذا الاحتواء، ومع ذلك فإن الصنف الأول أصبح في حاجة ماسة إلى البرامج اليومية التي تستوعب الوقت الطويل المتاح، وتستثمره بدرجة عالية في زيادة الترابط الأسري من جانب، وفي تطوير وتنمية المهارات المختلفة، كما أن الصنف الثاني من الأسر أصبح في أَمسّ الحاجة إلى تقديم الإرشاد لها بطرق مختلفة، دون أن يستدعي الأمر حضورها الفعلي، وذلك عن طريق الهاتف الاستشاري، ومواقع الاستشارات الإلكترونية، ومواقع التواصل، كما أن هذه الجمعيات لديها قواعد بيانات ضخمة للتواصل مع المواطنين والمقيمين، ومن اليسير أن توصل إليهم كافة الرسائل التوعوية الصادرة من الدولة، في هذه الاتجاهات الثلاثة كان دور الجمعيات الأسرية في المملكة.

الأدوات والمنهجيات

ذكر الحليبي أن من الأدوات والمنهجيات التي تتبعها الجمعيات الأسرية في هذه الجائحة، الجاهزية عند الحاجة، ووضع خطط بديلة تسهم في تحقيق أهداف الجمعية في حال الطوارئ، وتحقيق رضا المستفيد ومرونة عمل الموظف، وذلك في حال وجود طارئ، فلا تنقطع الخدمة عن المستفيد، وتوافر المرونة للموظف في مكان العمل، إذ يستطيع أن يعمل في أيّ مكان يرغب فيه، كالمنزل، كما أن بإمكان الشخص العمل خلال التنقل والسفر، ومرونة ساعات العمل: حيث يُمكن للشخص التمتع بجدول زمني مرن، إذ يُمكن العمل ليلا أو نهارا، وبالتجربة وتقديرا لهذا الظرف، أصبح العاملون في حقل العمل غير الربحي يعملون أضعاف ما كانوا يعملون سابقا، والكفاءة والفاعلية: بوضع حلول «إدارة الأزمات»، كما هو حادث في هذه الأيام، لمواجهة «فيروس كورونا»، لحماية المستفيدين والموظفين وإنجاز جميع خدمات الجمعية في الوقت المحدد وبالجودة نفسها، واشتملت هذه المنهجيات في مجملها على: تكوين فريق لإدارة الجائحة، والقيادة والعمل عن بعد، دون أن يخل ذلك بأعمال الجمعية وواجباتها بقدر المستطاع، مع وجود أفراد من العاملين في ظروف صحية آمنة، والتحول التقني لكل العمليات الإدارية، والتزام فريق العمل أخلاقيا ومهنيا بالقيام بكل الأعمال والإجراءات التي تحفظ حقوق المستفيدين، وتقدم الخدمة لهم عن بعد على أكمل وجه، وإيقاف كل البرامج المباشرة، وتحويلها عن بعد، وإيقاف العمل بالبصمة، ومراجعة الخطط والبرامج وتقديم ما يناسب عن بعد، وتأجيل الباقي، ووضع خطة للعمل عن بعد وتحديد القنوات، ونشر الخطة وتدريب الموظفين، ووضع مؤشرات للإنجازات، وإصدار تقارير أسبوعية، للاطمئنان على سير العمل، وتحديد الأدوار بدقة، والمحاسبة عليها باستمرار، كل ذلك مع مراعاة الارتباطات الرسمية: ومنها: نظام العمل الصادر من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ولائحة تنظيم العمل المعمول بها في الجمعية، والخطة الإستراتيجية في الجمعية ودليل المؤشرات، ودليل إدارة المخاطر المعمول به في الجمعية.

برامج إلكترونية

أبان المدير التنفيذي لجمعية التنمية الأسرية بالأحساء، أن أبرز عوامل نجاح العمل توافر برامج إلكترونية تناسب طبيعة الخدمات والعمليات الإدارية في الجمعية، وتدريب جميع العاملين في الجمعية على هذه البرامج الإلكترونية، وتصميم أدلة عمل لتوضيح طريقة استخدام هذه البرامج الإلكترونية للرجوع إليها، وإعلان القنوات الخاصة بخدمة المستفيد في جميع مواقع الجمعية، وتحديد ساعات العمل.

بيوتنا جاذبة

أضاف، أن من أبرز المبادرات مسابقة أفضل برامج الحجر المنزلي «بيوتنا جاذبة» من مركز بوح للاستشارات التربوية والتعليمية التي تابعها أكثر من 274 ألفا، وتفاعل معها 1600، وأنتجت 163 فكرة لاستثمار الوقت في البيوت خلال جائحة كورونا، متوقعا أن تخلق هذه البرامج والمسابقات ألوانا من الحياة المنتجة داخل هذه الأسر، وزرع عادات رائعة، وترك عادات سيئة.