حققت القطيف أفضل مؤشر في جودة الهواء خلال الشهر الحالي بين 8 محطات رصد تابعة لهيئة الأرصاد وحماية البيئة، وذلك بعد أن سجلت محطة حديقة الناصرة التابعة للإدارة العامة للرصد البيئي انخفاضا في جميع نسب مؤشرات تقارير رصد ومراقبة جودة الهواء مقارنة مع يناير الماضي، ويوم إعداد هذا التقرير في 29/ 3 /2020، أي بعد حوالي 3 أسابيع من عزل القطيف صحيا وتوقف جميع سكانها عن الخروج لأعمالهم.

وأظهرت التقارير البيئية - اطلعت «الوطن» على نسخة منها - انخفاضا في مؤشرات 8 محطات رصد مختارة بمناطق رئيسية بالمملكة تضمنت الدمام، والرياض، وجدة، ومكة، حيث سجلت أغلبها انخفاضا متفاوتا في المؤشرات، ما يعني ارتفاعا في جودة الهواء نهاية مارس الماضي، بالتزامن مع إجراءات المملكة للحماية من كورونا، التي فرضت حظرا جزئيا للحركة في جميع المناطق، وعزلا صحيا لمناطق أخرى بدأت بالقطيف، بالإضافة إلى مكة المكرمة التي أوقفت فيها حركة العمرة، وجدة التي زادت ساعات حظر التجول فيها، والرياض والتي تم عزلها مؤخرا.

تحسن جودة الهواء

صرح الناطق الرسمي للهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني لـ«الوطن» بأن الوضع الطبيعي أن يتجه مؤشر جودة الهواء نحو الانخفاض بسبب العوامل المؤثرة في انخفاض حركة السيارات، وتوقف العديد من المصانع، وتقلص إنتاج بعضها الآخر، وقلة الحركة في جميع المدن بالمملكة وانحصارها بفئة معينة ما يعني بأن مستوى الحركة قل بشكل كبير عن المعدل اليومي المعتاد.

وأضاف: كما حدث في مكة بإيقاف العمرة الذي أدى لخفض الملوثات الهوائية والملوثات العادية، فهذه المرحلة التي يوجد فيها حظر جزئي للتجول تؤثر بشكل إيجابي على جودة الهواء بجميع المناطق، مشيرا إلى أن مدن المملكة لم تسجل نسب تلوث عالية بالنسب العالمية، ولكن انخفاض النسبة يعتبر مؤشرا إيجابيا.

وأضاف: «الاشتراطات المعدة للمدن الصناعية بالمملكة جعلت تلك المدن ملتزمة بالأنظمة التي تجعلها تتخذ طرقا أكثر محافظة على البيئة، فلا نجد لدينا مؤشرات تلوث عالية حتى في المدن الصناعية».

تأثير المخلفات المنزلية

أوضح القحطاني أن الزيادة في المخلفات المنزلية والتي تنتج عن البقاء في المنزل لفترات طويلة لها تأثيرها أيضا على جودة الهواء ونسب التلوث، فترتفع بذلك بعض مؤشرات قياس جودة الهواء، فمن المهم أن يكون هناك تقليص للمخلفات الداخلية والناتجة من المنازل من خلال عملية الفرز وتعليم أفراد العائلة طريقة التعامل مع المخلفات المنزلية بشكل صحيح.

انخفاض أول أكسيد الكربون

أوضحت مؤشرات التقارير أن جميع المحطات التي تم رصدها سجلت انخفاضا في نسبة تركيز غاز أول أكسيد الكربون CO الذي ينتج عن عمليات الاحتراق، حيث كان أقصى انخفاض في محطة حديقة الناصرة التابعة لمركز الدمام والواقعة بمحافظة القطيف وانخفضت فيها النسبة من 2.9 إلى 0.43، ومحطة مركز جدة العلمي من 3.38 إلى 1.24، ومحطة الخالدية بالرياض من 1.08 إلى 0.57، كما انخفضت في محطة المروج من 1.26 إلى 1.01، وفي محطة الراكة بالدمام من 1.78 إلى 1.39، وفي محطات مكة الحرم المكي من 0.78 إلى 0.43 والعزيزية من 0.75 إلى 0.45.

انخفاض ثاني أكسيد الكبريت

سجل قياس غاز ثاني أكسيد الكبريت SO2 الناتج عن احتراق الوقود والكبريت انخفاضا في جميع محطات الرصد التي تضمنها التقرير باستثناء محطة الخالدية بالرياض التي سجلت ارتفاعا من 2.37 إلى 3.50، في حين انخفض في الدمام بمحطة الراكة من 3.83 إلى 1.55، وحديقة الناصرة من 2.67 إلى 2.32، وفي محطات جدة مركز جدة العلمي من 4.84 إلى 2.22، ومحطة بني مالك من 3.92 إلى 1.22، وانخفض في الرياض في محطة المروج من 1.76 إلى 1.30، وفي مكة محطة الحرم المكي من 6.37 إلى 3.95، والعزيزية من10.03 إلى 7.22

انخفاض ثاني أكسيد النيتروجين

وتظهر التقارير انخفاضا في جميع محطات الرصد لغاز ثاني أكسيد النيتروجين NO2 والذي ينتج عن احتراق الوقود الأحفوري، حيث انخفض في الدمام بمحطة الراكة من 27.13 إلى 3.81، وحديقة الناصرة من 2.84 إلى 2.71، وفي جدة بمحطة مركز جدة العلمي من 21.04 إلى 5.10، وبني مالك من 26.86 إلى 11.09، والرياض محطة المروج من 30.38 إلى 6.25، ومكة محطة الحرم المكي من 22.64 إلى 4.08، العزيزية من 10.28 إلى 1.43.

ارتفاع الدقائق العالقة بالهواء

سجلت محطات الرصد ارتفاعا متفاوتا في نسبة الدقائق العالقة 10 ميكرون 10 PM والتي تكون نتيجة للحركة والأنشطة المختلفة للإنسان باستثناء محطتي حديقة الناصر التي انخفضت من 67.87 إلى 17.12، ومحطة الحرم المكي من 206.72 إلى 182.37.