الحنشل، مصطلح محلي يعني قطاع الطرق، حيث كانوا يقطعون الطريق على المسافرين لسرقتهم، وهكذا في البحار يطلق عليهم القراصنة.

وهو بخلاف المعروف بمسألة (الظَفَر) في الشريعة الإسلامية، سواء بما تحت يدك للآخر، أو بما تقدر على الظفر به من الآخر.

وهذا يذكرنا بظَفَر النبي -عليه الصلاة والسلام- لحقوق المهاجرين من الصحابة الذين سلبت قريش أموالهم في مكة، فأخذها ظَفَراً من القافلة الحاملة لتجارة قريش من الشام، فنال المسلمون العير القادمة من الشمال، وهزموا النفير القادم من الجنوب في غزوة بدر.

وأما قطع الطريق على المسالمين وسرقتهم ونهبهم وسلبهم فمحرّم ومجرّم، وحكمه القتل حدّاً للحرابة.

وكان الحنشل يقطعون حتى طرق الحجاج القادمين إلى مكة أو العائدين منها، ولم يفرض الأمن إلا الملك عبدالعزيز، رحمه الله، حينما أعاد الدولة السعودية بنسختها الثالثة.

وهكذا الحال في البحر مع قراصنة الصومال وغيرهم.

واليوم مع كورونا صار «الحنشل» أوروبيين وأتراكا، حيث قرصنت التشيك طائرة مساعدات طبية قادمة من الصين في طريقها إلى إيطاليا، كما قرصنت تركيا طائرة في طريقها إلى إسبانيا، مما يظهر الفرق بين دول نبيلة تبادر بنصرة المحتاجين كالسعودية مع الصين أول الأزمة، واليوم مع اليمن وغيرها، في مقابل دول لا تمد يدها للخير ولا تكفها عن الشر، كالعثمانيين الجدد الذين يذكروننا بأجدادهم حناشلة الوطن العربي عبر ستة قرون كالحة، فما أشبه الليلة بالبارحة.