كشفت مصادر مطلعة لـ«الوطن» أن مدير قناة الجزيرة سابقا ورئيس الاستخبارات الصومالية الحالي فهد ياسين، يواجه انتقادات لاذعة من قبل الأوساط السياسية والصحفية، خصوصا بعد أن هدد باتخاذ إجراءات قانونية خلال الشهر الجاري ضد الصحفي الأمريكي من أصل صومالي في إذاعة صوت أمريكا هارون معروف، بعد تصريحه حول وجود تعاون وثيق بين الاستخبارات وحركة الشباب فيما يخص التفجيرات التي تستهدف وجهات محددة مسبقا، بالإضافة إلى تسهيل مرور أفراد الحركة من بعض النقاط الأمنية.

مصير الفشل

أوضحت المصادر أن الأوضاع السياسية في الصومال خلال الفترة الانتخابية المقبلة قد تؤول إلى الفشل، خصوصا في ظل عدم استتباب الأمن داخل العاصمة مقديشو التي تشهد هجمات حركة الشباب الإرهابية من حين إلى آخر، مما يقلل فرص إجراء انتخابات حرة بداية العام المقبل في ظل غياب السيطرة على المشاكل الأمنية والمشاكل الفيدرالية التي يواجهها الرئيس فرماجو خلال الفترة الحالية. وأضافت أن المرحلة الراهنة ساعدت بعض الشخصيات في الصعود إلى الواجهة السياسية عبر تمكين وتمويل حركة الشباب واستغلال فهمها المتطرف لمصالح سياسية ومالية، مشيرا إلى أن تمويل الدول الخارجية يجب أن يخضع للتدقيق الأمني لأهداف أمنية واقتصادية على المدى القريب والبعيد، كما أن التدقيق سيكشف ضخامة الرشاوى التي يتلقاها بعض المسؤولين من الجهات الخارجية المتنفذة داخل الأراضي الصومالية.

أمريكا تنتقد

علقت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في الصومال على الاتهامات التي وجهتها وكالة الاستخبارات والأمن القومي الصومالية إلى الصحفي هارون معروف في تغريدة على حسابها في توتير، إن هجوم وكالة الاستخبارات على معروف يشكل تهديدا لحرية القول واستقلال الصحافة اللذين هما الأساس للديمقراطية ومساءلة الحكومة في الصومال، مضيفة أن هارون يعد من الصحفيين المحترفين والأكثر تأثيرا على الساحة الصومالية.

وغردت وكالة الاستخبارات والأمن القومي الصومالية بتهديد صارم باتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة ضد هارون معروف، الذي ذكرت أن له اتصالات تشكل خطرا على الأمن القومي الصومالي، متهمة إياه بالقيام بأعمال تتنافى مع مهنة الصحافة، وحذرت الأجهزة الحكومية من الاتصال معه.

انتقادات المعارضة

شنت المعارضة الصومالية سيلا من الاتهامات للحكومة الصومالية بالتواطؤ مع حركة الشباب الإرهابية في مقديشو، حتى أصبح لها دور كبير في العاصمة الصومالية وضواحيها عن طريق تحصيل الضرائب من المؤسسات الحكومية والخاصة. واتهم الرئيس الصومالي الأسبق وزعيم منتدى الأحزاب الوطنية المعارض، شريف شيخ أحمد في لقاء مع الجالية الصومالية بلندن في وقت سابق، الحكومة الصومالية باستخدام المال العام في تجنيد أشخاص لسب القيادات الوطنية السابقة والمعارضين لسياساتها، مؤكدا أن غياب التفاهم السياسي بين قيادات الأحزاب والحزب الحاكم سيؤدي إلى عدم القدرة على إجراء انتخابات، وغياب الاستقرار السياسي في القرن الإفريقي.

كتاب الشباب

يذكر أن مطبعة جامعة إنديانا أصدرت مؤخرا كتاب «داخل حركة الشباب» للكاتبين الصحفيين هارون معروف، ودان جوزيف، يقدم رصدا تاريخيا وتحليلا توثيقيا لمسار حركة الشباب المجاهدين الصومالية، في محاولة لتقديم فهم أفضل لنشأة سياقات الحركة، والبنية الهيكلية لنظامها الداخلي، وصولا إلى صلتها بتنظيم القاعدة، كما يعرض العديد من المقابلات مع مقاتلين سابقين في صفوف الحركة، بمن فيهم مسؤولون وقادة كبار في الحركة، ممن انشقوا منها في الأعوام الأخيرة. وجاء الكتاب في أربعة فصول رئيسية موزَّعة على عناوين فرعية، على امتداد 320 صفحة، يبدأ فيه الكاتبان بمقدمة عن ولادة التطرف في الصومال، حيث يجادلان بأن انهيار الدولة في الصومال في بداية التسعينيات مثّل أحد خطط الجهادية الإسلامية لتقديم أحد نماذجها للوصول إلى الدولة الإسلامية المنشودة.

ماذا بين الاستخبارات والصحفي هارون

اتهم الاستخبارات بالتعاون مع حركة الشباب

تنسيق الاستخبارات مع الإرهابيين في عمليات التفجير

تسهيل مرور أفراد الحركة من بعض النقاط الأمنية

اتهام ياسين لمعروف بالقيام بأعمال تتنافى مع مهنته