كشف مدير إدارة الشؤون الزراعية بفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالأحساء المهندس نبيل الوصيبعي لـ»الوطن» أن بعض أسراب الجراد تلتهم خلال 60 - 120 ثانية ما يصل إلى كيلو متر مربع من المساحات الخضراء، خاصة الجراد «الأحمر» منها، لأنها تبحث عن الغذاء حتى تصل مرحلة النضج الجنسي للتزاوج.

وأشار إلى أن بعض أسراب الجراد التي وصلت إلى المملكة يتجاوز تعدادها الـ50 مليون جرادة في مساحة كلم مربع، وبدأ فرع الوزارة بالأحساء بتغطية جنوب محافظة الأحساء والهجر المحيطة بها وحاضرة الدمام والجبيل والقرية العليا عبر تشكيل 8 فرق قامت برش الجراد، إضافة إلى تشكيل فرق استكشاف وموجهين.

صيد وغزو

بيّن الوصيبعي أنه لا صحة لعلاقة الصيد الجائر لبعض الطيور بغزو الجراد الصحراوي للمنطقة خلال الفترة الماضية، وقال «حتى لو كان هناك ارتباط، فإنه لا يكاد يذكر، وليس سببا رئيسياً في غزو الجراد».

وأوضح «الجراد يأتي من القرن الإفريقي، ومن القارة الهندية، وليس له ارتباط بالصيد الجائر أو عدمه، ولكن ضعف مكافحته في أماكن تكاثره الرئيسية يؤدي إلى غزوه للجزيرة العربية لكبر مساحتها».

وأشار إلى أن «حركة وسلوك الجراد يرتبط بدرجة الحرارة والرطوبة وقوة الرياح وتوفر الأراضي المناسبة لتكاثره مثل الأراضي الرملية الرطبة، خاصة بعد سقوط الأمطار، حيث تكون الطبقات الرملية العليا جافة، وتكون الرطوبة في الطبقات السفلية، وهذه البيئة المناسبة لمد الجراد شوكة التكاثر لمسافة 5 سم تحت الأرض وتفريغ البيض الذي يفقس خلال أيام الدفء».

انتشار

أوضح الصويبعي أن انتشار الجراد يبدأ من يناير ويمتد إلى يونيو، وهذه الأشهر تشكل موسم هجرته وتكاثره، حيث يبدأ التكاثر في نهاية فبراير وبداية مارس، ويصل إلى طور النضج ويتحول من اللون الأحمر إلى الأصفر وينسلخ حتى ينمو. ولفت إلى أن الجراد عندما تتم مكافحته وهو في الطور «الأحمر» يكون غير ضار نوعا ما، لأنه لم يصل إلى مرحلة التكاثر، ويقتصر ضرره على المسطحات الخضراء في حال عدم مكافحته بالشكل الصحيح، مؤكدا أن الضرر الأكبر من الجراد يكون عندما يصل إلى مرحلة «النضج» أو مرحلة الانسلاخ الأخير، ويصبح لونه أصفر، هنا يكون قد دخل في طور النضج الجنسي، أو مرحلة التزاوج، ويبدأ في التكاثر بشكل سريع.

استكشاف

تمكنت وزارة البيئة والمياه والزراعة في السعودية، من استكشاف ومكافحة الجراد الصحراوي في مساحة بلغت نحو 140.255 هكتاراً في مناطق مكة المكرمة، والباحة، وعسير، وجازان، وحائل، عبر 76 فرقة مكافحة ميدانية و18 فرقة استكشاف، فضلا عن معالجة نحو 15.475 هكتاراً من الجراد الصحراوي في المناطق المستهدفة خلال الفترة من 1 وحتى 15 يناير الماضي.

وقامت الفرق الميدانية بعمليات المكافحة المكثفة بالرش الأرضي والجوي في الساحل الجنوبي الغربي، ما بين منطقتي مكة المكرمة وجازان، بما في ذلك تهامة الباحة وساحل عسير، وبعض المحافظات بمنطقة حائل التي واجهت مجموعات تجزأت من الأسراب التي غزت المنطقة سابقاً. وتركزت الكثافات العالية لمجاميع الحوريات ما بين القنفذة ومحافظات شمال منطقة جازان، وذلك لتأثر النطاق بغزو مستمر نهاية العام الماضي 2019، ووجود إصابة في جازان والحدود السعودية - اليمنية منذ الموسم الصيفي.

مجاميع

بينت الوزارة أن الغزو المستمر أثر على محافظات الساحل عموماً، حيث سمح للجيل الأول من ناتج تلك الأسراب بتشكيل مجاميع بمساحات كبيرة وكثافات عالية، لافتة إلى أن 55 فرقة استكشاف ومكافحة تعمل في منطقة مكة المكرمة، في كل من العاصمة المقدسة، والليث، والقنفذة، و11 فرقة استكشاف ومكافحة في منطقة الباحة، في قلوة، والمخواة، و11 فرقة استكشاف ومكافحة في منطقة عسير، في محافظات سعيدة الصوالحة، والحريضة، والمجاردة، إضافة إلى 12 فرقة استكشاف ومكافحة في منطقة جازان بمحافظتي بيش والشقيق، و5 فرق استكشاف ومكافحة في منطقة حائل، مشيرة إلى أن عدد التقارير الصادرة من كل الفرق الميدانية بلغ 780 تقريراً، كما شكلت الوزارة فرقا ميدانية، واستخدمت طائرة رش جوي، وتجهيز دعم لوجستي متكامل (معسكرات مجهزة، محروقات، مستلزمات المكافحة)، وذلك للحد من خطر الآفة والحد من انتشارها، فضلا عن مضاعفة أعداد الفرق الأرضية بكفاءات من منطقتي الرياض والشرقية للمشاركة في التدريب وعمليات المكافحة.

- تصل أسراب الجراد في مساحة كلم واحد إلى 50 مليون جرادة

- يحتاج الجراد 60 ثانية للقضاء على مساحة خضراء كلم x كلم

- خطورة الجراد «الأصفر» تكمن في جاهزيته للتكاثر والانتشار

- خطورة الجراد «الأحمر» تكمن في سرعة قضائه على المسطحات الخضراء حتى يصل لمرحلة النضج