أكدت مصادر في ساحة التغيير في العاصمة اليمنية صنعاء أن اشتباكات وقعت فجر أمس بين مسلحين يستقلون سيارة شرطة هاجموا الساحة وجنود تابعين للفرقة الأولى مدرع الذين يتولون حراسة مدخل الساحة من جهة الجنوب قرب الجامعة القديمة. وأفادت المصادر أن المسلحين ألقوا بقنبلتين نحو مدخل الساحة مستهدفين جنود الفرقة وناشطين شباباً يساهمون في عملية حراسة ساحة التغيير من تلك الجهة، مما أدى إلى سقوط جرحى في صفوف المعتصمين والجنود تم نقلهم إلى المستشفى الميداني بالقرب من جامعة صنعاء. وقالت المصادر إن اشتباكات عنيفة أعقبت هجوم المسلحين حينما اضطر جنود الفرقة لمواجهتهم، كما سُمع دوي الاشتباكات وإطلاق الرصاص من أسلحة رشاشة على نطاق واسع ولم يتم إلقاء القبض على المهاجمين الذين تمكنوا من الفرار.

ورفضت مصادر رسمية رواية المعارضة وشباب التغيير بشأن الحادثة، وقالت إن جنوداً من الفرقة الأولى مدرع ومعهم مليشيا قبلية مسلحة هاجموا دوريات للأمن المركزي مرابطة عند تقاطع شارعي الزبيري والدائري. وأوضحت أن الاعتداء تم بشكل مباغت وأن عربة مصفحة تابعة للواء الأحمر شاركت في الاعتداء. وأشارت إلى أنه على الرغم من عدم تكافؤ القوة بين الجانبين، إلا أن أفراد الأمن المركزي استطاعوا التصدي للهجوم بشجاعة ورد القوة المهاجمة وفرض طوق أمني على عدد من العناصر القبلية المسلحة التي شاركت في الاعتداء الذي قالت المصادر الرسمية إنه أسفر عن سقوط عدد من الجرحى في صفوف أفراد الأمن المركزي إضافة إلى بعض الأضرار التي لحقت بالممتلكات في المنطقة.

على صعيد آخر أكدت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن تكتل اللقاء المشترك المعارض وتحديداً حزب الإصلاح وقع اتفاقاً نهائياً لوقف المواجهات المسلحة مع الحوثيين في محافظة الجوف وتعيين الشريف الحسين الضمين محافظاً جديداً للمحافظة التي خرجت عن سيطرة نظام الرئيس علي عبدالله صالح في مارس الماضي. واضطر المحافظ يحيى غوبر لمغادرتها إلى العاصمة صنعاء في حين سلمت قيادة الوحدات العسكرية المرابطة هناك مواقعها لشباب الثورة، قبل أن يدخل اللقاء المشترك بقيادة حزب التجمع اليمني للإصلاح في مواجهات مسلحة مع الحوثيين الذين قدموا من محافظة صعدة محاولين السيطرة على المحافظة وتقاسم المواقع العسكرية، وأسفرت عن مقتل وجرح العشرات من الجانبين.

وأوضحت مصادر محلية في الجوف أن وساطة قادها محافظ إب السابق علي القيسي ومجموعة من المشايخ ومجموعة من الشخصيات تمكنت من التوصل إلى هدنة لوقف إطلاق النار ورفع النقاط وإزالة التوتر بين الطرفين، على أن يبقى موقع لكل طرف وليس كنقطة تفتيش وأن يتم تعيين محافظ جديد للمحافظة وتسليم المعسكرات الخاصة بالجيش. وكان الحوثيون قد نصبوا تاجر السلاح فارس مناع محافظاً لمحافظة صعدة بعد أشهر قليلة من اندلاع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبدالله صالح، وطردوا المحافظ المعين من قبل الرئيس صالح بقرار جمهوري وهو طه هاج. واعترف نائب الرئيس عبدربه منصور هادي بأن خمس محافظات أصبحت خارج سيطرة الدولة من بينها صعدة.