بلغت قيمة المساهمات التي جمعت عبر «منصة جود الإسكان» نحو 268.873.986 ريالا، وذلك لتوفير مسكن وسداد إيجار لنحو 10610 مستفيدين حتى الآن. وتعدّ هذه المبادرة إحدى مبادرات مؤسسة الإسكان التنموي الأهلية، التي تهدف إلى إشراك المجتمع من أفراد ومنظمات، لتقديم يد العون للعطاء الخيري السكني، خلال منصّة إلكترونية تحقق الشفافيّة والدقة والاحترافية في تقديم المساهمة الخيرية.

المبادرة الأبرز

رأى ناشطون في المجال الخيري والأسري، أن هذه المبادرة تعدّ الأبرز من نوعها، من ناحية وضع الجهات الحكومية يدها في أيدي المواطنين، وتلمّس احتياجاتهم، مطالبين الجمعيات الخيرية أن تحذو حذوها، وتكوين تحالف تكاملي لخدمة المجتمع وأفراده من المحتاجين. ووصفت الناشطة في المجال التطوعي منيفة الشمري، مبادرة «جود الإسكان» بأنها «رائعة، كونها وضعت يد جهة حكومية في يد المجتمع لإشباع حاجة الإنسان للأمان، خلال إيوائه واستقراره بتوفير سكن خاص له، وهي أشدّ الحاجات التي يتطلبها في حياته». وحول سرّ انتشار هذه المبادرة على نطاق واسع، أكدت أن «السعوديين -ولله الحمد- لديهم ميزة جميلة وهي التكاتف والتكافل، والوقوف إلى جانب المحتاج، وكون المبادرة جاءت في رمضان المبارك، والذي تزيد فيه الرغبة في أعمال البر، لأن فيها أيضاً خدمة محتاج ومن جهة موثوقة، تهافت الناس عليها وانتشرت بصورة سريعة جدا، لرغبة كثيرين في نيل الأجر والثواب». وقالت، «خلال متابعتي، فقد خدمت جود أكثر من 1500 مستفيد بين دفع إيجارات وتوفير سكن وسدّت عوزهم». وأردفت، «إذا لم تلتفت الجمعيات الخيرية إلى مثل هذه الفكرة فمن سيلتفت؟، ولا بد من التكامل هنا لأنه من السهل جداً ربط أسرة هذه الجمعيات الخيرية بالمنصة، وتكاتف جهودهم جميعاً لسدّ كل حالة، كون الجمعيات لها دور مهم في توثيق الاحتياج، خلال زيارة الباحث الاجتماعي، وتحديد نوع السكن المطلوب».

الاستقرار الأسري

أكدت المستشارة الأسرية والتربوية آثار الزهراني، أن توافر المسكن يعدّ أحد أسباب الاستقرار الأسري، وتنمية الجوانب التربوية للأبناء، وهذا ما قامت به «منصّة جود»، إذ حققت رقما قياسيا خلال الأيام الماضية القليلة، وأصبحت المبادرة الأولى من نوعها في حلّ أشدّ أنواع المعوقات التي كانت في السابق، للأسر التي تعيش في هذا المجتمع، مشيرةً إلى أن وجود المسكن يعيد الشعور إلى ربّ الأسرة بالارتياح والاطمئنان، للاستمرار في مواجهة ما يقابله من ظروف وتذبذبات في ظلّ الظروف الراهنة. ولفتت إلى أن وقوف المجتمع السعودي جنباً إلى جنب ليس بالأمر الجديد، إذ يحسب له التكاتف المستمر، وحبّه للخير والعطاء، وتلمس الاحتياجات التي هي في الأساس ميزة نتعلمها من قادتنا ومسؤولينا على كل الأصعدة.

الاحتياجات الأولية

ذكرت المدرب الدولي والمستشار النفسي والأسري الدكتورة سحر رجب، أن السكن مطلوب ومن الضروريات، حين توافره بلا مقابل شهري أو سنوي أو نصف سنوي، إذ يشكل عبئاً على ربّ الأسرة أو الأسرة، وذلك ما تم بفضل اللهن ثم بفضل حكومتنا الرشيدة التي وضعت القرار، وكان التنفيذ على أكمل وجه من الجهات المخوّلة. وأكدت أن الاستقرار دومًا يبدأ من المنزل، وبعد التوفيق من الله تهدأ النفسية وتستقر، وتبدأ الأسرة بوضع احتياجاتها الأولية الأهم فالمهم، ليكون التصرف سليما، بعد ذلك من الناحية النفسية تجد الأسرة منهكة ماديا طوال الشهر. وأضافت، «إن الخوف كل الخوف عندما يأتي الشعور بالإحباط والاكتئاب، وهذا السلوك سيئ جدًا من كل النواحي، وينعكس على كل أفراد الأسرة، لذلك لو توافر المسكن -ولو كان صغيرا- فإن المتطلبات بعد ذلك تكون في يسر وسهولة من رب كريم، فالجهود الخيرية وكذلك الإعلامية حينما تنصب في بوتقة الخير، فإن اليد التي تبني تسهم وتساعد في فتح الأفق».