لم تترك السعودية لألد أعدائها فرصة للنيل من سمو أهداف قيادتها لتحالف دعم الشرعية في اليمن، حيث مارست صنع الحياة بتوجيهات دائمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، مقابل صناعة الموت التي تمارسها بين اليمنيين إيران وذراعها الانقلابية جماعة الحوثي.

تمسكت السعودية طويلا بضبط النفس، ولكن ما لم يفهمه الحوثي ومن خلفه إيران أن ذاك الضبط هو ضبط المتمكن الذي لا يهرع للحروب ولا يبحث عن الدمار، لكن انفلات عقال الحوثي الذي غادر جباله في شمالي اليمن واندفع ليقتحم العاصمة صنعاء ويطرد الحكومة الشرعية، والذي على الرغم من كونه مجموعة قبلية صغيرة رأى أنه لا بد أن يتمدد ويسيطر على مقدرات بلد كامل، ويصبح تهديدا للجيران، ولممرات التجارة والملاحة العالمية، ويمارس القرصنة في أحد أهم الممرات المائية في العالم.

بعد 6 أشهر من الانقلاب الحوثي وسيطرته على العاصمة، وبعد مناشدة الشرعية اليمنية للمملكة للتدخل لإنقاذ البلد من براثن الخضوع لتعليمات طهران وأذنابها وأذرعتها، أطلقت المملكة عاصفة حزم في مارس 2015، وسرعان ما أعقبتها بنسائم تهدي الحياة لليمنيين، عبر المساعدات التي قدمت لهم، وعبر برنامج سعودي واعد وضخم لتنيمة وإعمار اليمن، أطلق مشاريع ضخمة وكبيرة في كل الأماكن.

يد تبني

أطلق البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن منذ تأسيسه أكثر من 188 مشروعاً في اليمن في قطاعات رئيسة وهي: (الصحة، الطاقة، النقل، المياه، التعليم، الزراعة والثروة السمكية، بناء قدرات المؤسسات الحكومية)، وذلك من خلال مكاتبه في اليمن، وبالتعاون مع الحكومة اليمنية والقطاع الخاص اليمني.

ويتبنى البرنامج أفضل ممارسات التنمية والإعمار والريادة الفكرية بمجال التنمية المستدامة في اليمن، تعزيزاً للعلاقة التاريخية والثقافية والاقتصادية التي تربط بين المملكة واليمن.

وكان البرنامج قد تأسس بأمر سام كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عام 2018، بهدف بناء الإنسان وإعمار المكان في اليمن الشقيق سعياً لأن يتعافى ضمن بيئة آمنة مزدهرة ومستقرة، وكمبادرة إستراتيجية تهدف لتقديم الدعم الاقتصادي والتنموي في جميع المجالات لليمن، والمساهمة في تحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية المقدمة للشعب اليمني وخلق فرص عمل من خلال العمل مع الحكومة اليمنية والسلطات المحلية ومنظمات المجتمع المدني.

اهتمام بالصحة

اهتم البرنامج بالصحة كمحور أساسي لبناء الإنسان وتنميته، وركز على إنشاء مستشفيات جديدة أو توسعة وتأهيل المستشفيات اليمنية الحالية وإمدادها بأحدث الأجهزة الطبية والتدريب التقني عليها.

ومن هنا فقد دعم وأعاد تأهيل 17 مستشفى ومركز طبي، وأنشأ وصمم 10 مراكز صحية، وقدم تجهيزات طبية وأدوية ومعدات لـ9 مراكز طبية، وأنشأ مركزا للكلى.

التعليم

وإيمانا من البرنامج بأهمية التعليم كعملية منظمة تهدف إلى إكساب الأفراد الأسس التي تُبنى عليها المعرفة، فقد بنى البرنامج مدينة الملك سلمان التعليمية والطبية التي تتكون من جامعة تتضمن عدة كليات علمية وأدبية لتخريج الطلاب وتأهيلهم لسوق العمل، كما تحتوي على مستشفى الملك سلمان بسعة 300 سرير.

وبنى البرنامج المدارس، ووفر التجهيزات المدرسية، وسلم 20 حافلة مدرسية لنقل الطلاب.

المياه

لأن الماء هو أساس الحياة على الأرض، وهو عصب الحياة لجميع الكائنات الحية، فقد اهتم البرنامج بتوفيره حيث ورد صهاريج الماء، وأهل شبكات المياه، وخطوط نقلها، وحفر عشرات الآبار الإرتوازية، ووفر المياه الصالحة للشرب والزراعة.

الزراعة

اهتم البرنامج بمجالي الزراعة والثروة السمكية، فدعم الثروة السمكية بالقوارب، ووفر ثلاجات حفظ الأسماك ومعدات الصيد، ودعم مصانع الثلج والجمعيات السمكية ودراسات تسويق الأسماك في أسواق جديدة.

وزرع نحو 120 فدان بما يعادل 480,000 متر مربع من الأراضي الزراعية.

الكهرباء والطاقة

وفر البرنامج الطاقة الكهربائية للمراكز، وبنى محطات توليد الكهرباء، وأوصل التيار الكهربائي بموثوقية عالية وقلّل نسب الانقطاعات، وزاد نسبة المناطق المغطاة بالطاقة الكهربائية، وحقق اشتراطات السلامة في أعمال التوصيل، وأهل ودرب العاملين في أعمال إنشاء وتشغيل وصيانة الشبكات، وورد مولدات كهربائية، ووفر المشتقات النفطية لمحطات الكهرباء في 10 محافظات بمديرياتها وقراها.

المواصلات

أنشأ البرنامج مطارا كامل الخدمات في مأرب - بما في ذلك مدارج معبدة وصالات حديثة ومواقف للسيارات في الموقع، وفتح الطرقات بين المديريات، وزاد قدرات ميناء نشطون فطور ساحات التنزيل وزاد القدرة الاستيعابية بمعدات رفع ونقل، وأهل مباني الجمارك وشركة النفط وغرفة الجوازات، وأنشأ بوابة رئيسية.

مبان حكومية

ركز البرنامج على إنشاء مجمعات سكنية من 50 إلى 100 وحدة سكنية، تتوفر على جميع الخدمات الأساسية والتعليمية، وأطلق مشروع مبنى الأمن القومي ومكافحة الإرهاب، ويتضمن أحياء للضباط وبيت ضيافة ومسجد، ومركز قيادة ومرافق تدريب.

كما أنشأ 6 مراكز بحرية على ساحل بحر العرب، و3 محطات حدودية على الحدود العمانية.