يتكرر ذكر مصطلح القمة والموجة في جائحة كورونا، وفي الأوبئة بشكل عام، وحول الفرق بينهما، صرّح الأستاذ المساعد في علم الوبائيات والإحصاء الحيوي بجامعة الباحة الدكتور إبراهيم الجعفري الغامدي لـ»الوطن» بأن الأوبئة عادة تبدأ بالموجة الأولى التي تتخللها عدة قمم ولا تكون قمة واحدة فقط.

ولا يوجد مصطلح علمي للتفريق بين الموجة الثانية والقمة الثانية، ولكن من الملاحظ وبائياً في التفريق بينهما أن القمة الثانية عادة تكون أقل في عدد ومعدل الوفيات من لقمة الأولى بشكل كبير أو متساوية، ومثلما هو ملاحظ حالياً مع انتشار فيروس كورونا في أوروبا وغيرها، بخلاف الموجة الثانية التي قد تكون أشد فتكاً من الأولى ولها معدلات عالية جداً في الوفيات طالما تم قياسها وبائياً بجائحة الإنفلونزا الإسبانية التي حدثت في عام -1918 1920، وتحدث القمم في جميع الأوبئة وليست مقتصرة على الأوبئة التنفسية.

القمة الثانية والوفيات

حول ما إن كان تزايد الأعداد الحاصل في أوروبا ودول العالم يندرج تحت الموجة أو القمة أوضح الغامدي، أن ما يحدث في أوروبا حالياً هو قمة ثانية للجائحة ويرجح السبب الرئيسي في زيادة أعداد الفحوصات من 3 إلى 4 أضعاف ما كانت عليه في بداية ومنتصف الجائحة، كما أنه إن تمت المقارنة بين أعداد ومعدلات الوفيات في القمة الأولى والثانية من الموجة الأولى لوجدنا بأن هناك انخفاضا كبيرا في معدلات الوفيات في القمة الثانية مقارنة بالقمة الأولى، وفي هذه الفترة يهمنا كثيراً أعداد الوفيات والحالات الحرجة فقط فهي المؤشر الأدق لتحديد قوة الفيروس في إحداث الوفيات.

الفحوصات والأعداد

أشار الغامدي إلى أن العامل الرئيسي حالياً في زيادة الأعداد هو ارتفاع أعداد الفحوصات المخبرية، فعلى سبيل المثال لو أخذنا أعداد الحالات المؤكدة بأمريكا في شهر يونيو، لوجدنا أن أعداد الحالات المؤكدة تتراوح ما بين 17 و 40 ألف حالة يومياً وبعدد فحوصات يومية تتراوح ما بين 500 و 700 ألف، وبمقارنة تلك الأعداد في شهر يونيو مع شهر سبتمبر وأكتوبر التي تتراوح الأعداد المؤكدة بها ما بين 40 و 70 ألفاً يومياً وبعدد فحوصات يومية تتراوح ما بين مليون إلى مليون وثلاثمائة ألف. نلاحظ من الطبيعي زيادة أعداد الحالات المؤكدة قرابة الضعف في أمريكا بعد رفع سقف أعداد الفحوصات من 500 إلى مليون وثلاثمائة ألف، وبالتالي فإن ارتفاع أعداد الفحوصات اليومية بشكل كبير يلعب دورا في تضخم أعداد الحالات المؤكدة في أوروبا وأمريكا. إضافة لما ذُكر فإن عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية الوقائية يسهم في زيادة أعداد الحالات لفيروس كورونا.

- الموجة الأولى تتخللها عدة قمم ولا تكون قمة واحدة فقط.

- لا يوجد مصطلح علمي للتفريق بين الموجة الثانية والقمة الثانية.

- القمة الثانية أقل في عدد ومعدل الوفيات من القمة الأولى بشكل كبير أو متساوية.

- الموجة الثانية أشد فتكاً من الأولى ولها معدلات عالية جداً في الوفيات.

- القمم تحدث في جميع الأوبئة وليست مقتصرة على الأوبئة التنفسية.