بدأ الركض بالدوري السعودي للكبار في دورته الـ45 والذي يفصله عن الموسم الفارط خطوات قليلة، تكاد تكون الأقل على صعيد التنافس الماضي، بل إن هناك فرقا لم يجف عرقها من عناء المشوار الآسيوي ووجدت نفسها تقارع محلياً ولم تأخذ القسط الكافي من الراحة. صفقات محلية وأجنبية دخلت إيقاع الصراع الجديد وبقدر انتظار الجماهير للنتائج الإيجابية كانت ترنو للعناصر التي دخلت للتو على أمل ظهورها بصورة توازي الطموح، اللافت أن قضاة الملاعب المحليين حضروا من البداية بقضهم وقضيضهم على غير العادة في العامين المنصرمين، واللذين شهدا غيابا مؤثرا للحكم السعودي بعد سطوة الأجنبي على جل المباريات، ومع إطلالة الحكم المحلي لاحت التأويلات والتفسيرات، وكأن هناك كتابا مغلقا أعيد فتحه، والأكيد أنه رغم وجود تقنية (var) إلا أن الأخطاء وتباين القرارات لا تزالان جاثمتين بدليل الهدف الذي سجله الهلال في مرمى العين من ضربة ثابتة، واختلفت الآراء حوله بين صحته من عدمه، هذا على صعيد المحلليين، ولم تخلو الآراء من المناكفات الجماهيرية، كلٌ يغني على ليلاه، الجميل قبل ضربة البداية للموسم الجاري كان هناك صلح بين إدارتي الاتحاد والنصر على خلفية الشكوى التي رفعها الاتحاديون، بحجة أن هناك مفاوضات نصراوية للاعبي فريقهم قبل دخولهم الفترة الحرة، وكادت الأمور تأخذ منحنى خطرا قبل أن يسحب رجالات العميد الشكوى، بعد أن ظفروا بمكاسب نصراوية لعل أبرزها انتقال المدافع عمر هوساوي، وربما أن هذه الحادثة تعيدنا لأجواء معاكسة تتمثل بموقف إدارة الهلال مع الاتحاد، عندما عرض وكيل اللاعب البرازيلي (روماريو) فسارع الهلاليون بالتأكيد لرجالات الاتحاد على أنه خارج اللعبة، ولن يدخلوا في مزايدات حول مستقبل اللاعب، وأبدى رجالات العميد الثناء على هذا الموقف. وفي خضم الأحداث المتوالية يتجهز الرباعي السعودي الهلال والأهلي والنصر والوحدة للدخول في دائرة الصراع الآسيوي، بداية بتأمين الرخصة التي يتعين توافر العديد من الشروط لتواجدها، وربما أن الساعات المقبلة ستعلن مفاجآت مدوية حول انتقال بعض اللاعبين، والمشاركة الآسيوية التي قد تبعد فرقا وتدخل أخرى إذا لم تستكمل إجراءاتها النظامية. بقى أن نشيد بضيف الكبار فريق العين من الباحة الذي دخل للمرة الأولى في تاريخه مع الكبار، وسجل حضورا رائعا في خطوته الأولى أمام الزعيم الآسيوي، وإذا ما استمر على هذا المنوال سيكون الحصان الأسود في الدوري.