قال محافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان، إن أسواق الأسهم ورأس المال تأثرت بشكل كبير جراء جائحة كورونا، مبينا أن جائحة كورونا غيرت مفاهيم الاقتصاد في العالم، وأن مديري الأصول يرون أن الجائحة قد تحمل فرصا جيدة.

يأتي ذلك في وقت أكد فيه وزير الاستثمار خالد الفالح، في إحدى جلسات مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، إن الاستثمار الأجنبي المباشر زاد في المملكة خلال عام 2020 أكثر من عام 2019.

وأكد الرميان خلال فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار، في دورتها الرابعة، التي انطلقت أمس، أن المملكة تهدف إلى جذب الاستثمارات إليها المملكة، وأن الصندوق السيادي أعلن المرحلة الثانية من استراتيجيته وسيتبع ذلك مراحل أخرى لتحقيق الرؤية في 2030.

تنويع الاستثمار

قال محافظ صندوق الاستثمارات: «استثمارنا ليس فقط من خلال الشركات الكبرى، ونتطلع ونتجه إلى جميع أطياف التقنية». وأوضح الرميان أن الصندوق يطمح للاستثمار في المشروعات الجديدة وليس فقط البنية التحتية، كما أن مجتمع الاستثمار العالمي لديه فرصة لتصميم استراتيجيات لإعادة شكل الاقتصاد. وحول القطاعات التي ينصح بالاستثمار بها في المملكة، قال الرميان: نحن نركز على 13 قطاعا كالسياحة والترفيه والبنية التحتية والطاقة المتجددة، والصندوق سيستثمر في الاقتصاد الحقيقي وليس في الأسواق المالية فقط. وكان الرميان قد افتتح النسخة الرابعة لمؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بمدينة الرياض، تحت شعار «النهضة الاقتصادية الجديدة»، بمشاركة أكثر من 140 متحدثا بارزا.

ارتفاع الاستثمار الأجنبي المباشر

قال وزير الاستثمار خالد الفالح، في إحدى جلسات مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، إن الاستثمار الأجنبي المباشر زاد في المملكة خلال عام 2020 أكثر من عام 2019، لافتا إلى أن الجائحة أظهرت قدرات بعض الدول وصانعي السياسات الذين يمكنهم إدارة الأزمات.

وأضاف الفالح أن السعودية تعاملت مع الأزمة بشكل أفضل من دول كثيرة، مؤكدا أن المملكة توفر للمستثمرين الكثير من الفرص، مشيرا إلى وجود تحديات كبيرة وأمور بدأت منذ فترة وهناك الكثير من التقنيات والكثير من الأمور، التي سبقت في العقود الماضية، وكانت هناك آفاق تتعلق بالمضي قدما بالتغير في الاستراتيجيات. ولفت الوزير، إلى أن المملكة أصدرت 400 تشريع بشأن الاستثمار، نصفها تمت إعادة النظر فيه، وقفزت في مؤشرات ممارسة الأعمال، يجب التركيز على تقنيات وقطاعات المستقبل، مثل الرقمنة، هناك تشريعات معينة مثل الاكتتاب وملكية المعلومات.

تسارع النمو الاقتصادي

توقع الرئيس والعضو المنتدب في شركة «جولدمان ساكس» ديفيد سولومون، في كلمته تسارع النمو الاقتصادي العالمي في العام 2021. وقال إن أهمية تواجد رأس المال في الأسواق، تعني أن المستقبل يبشر بالخير لعمليات الاندماج والاستحواذ.

وأوضح أن نشاط صفقات الاستحواذ والاندماج تقوده الثقة، وفي بداية العام الماضي تضاءلت الثقة لدى المستثمرين وتأثرت صفقات الاستحواذ والاندماج في العالم بزيادة نشاط الملكية الخاصة، بينما الآن الكل يتطلع لنهاية الخروج من نفق جائحة كوفيد-19، ومع النظرة الاستراتيجية للمستثمرين فإن هذا النشاط سينتعش بمرور الوقت.

الثورة التقنية

قال الرئيس التنفيذي لشركة «بلاك روك» لورنس دي فينك إن القطاعات الأكثر ارتفاعا في 2020 ستشهد بعض التباطؤ هذا العام. وأضاف «هناك تدفقات هائلة للأموال المتوجهة للاستثمار حول العالم». وأشار فينك إلى أن هناك ثورة في التقنية، وأن الرأسمالية ازدهرت بشكل واضح في 2020.

وتابع: «الواقع أنه توجد مبالغ كبيرة في جانب الادخار والتقاعد الآن، ونأمل أن تدخل مجال الاستثمار، علينا ضخ 50 تريليون دولار للوصول إلى صفر كربون وهذه الأموال هائلة».

وأشار إلى أن الأسواق ستكون جيدة في 2021، وحالتها ستكون مستقرة، وقد مضينا قدما في الربعين الأول والثاني لإعادة الحسابات، وأن نضفي طابعا عاديا لاقتصاداتنا. وأضاف: «هذا سيفيد في سفر الناس وعودة الأحداث الرياضية وربما قطاعات كانت جيدة في 2020. ستتراجع بعض الشيء في 2021».

وأشار إلى أنه يجب التنبه إلى الضغوط التضخمية، التي سترافق النمو الاقتصادي، وتوقع تحقيق مناعة القطيع لغالبية الدول الناشئة بحلول سبتمبر المقبل.

مبادرة مستقبل الاستثمار في دورتها الرابعة

* تقام تحت شعار «النهضة الاقتصادية الجديدة» بمشاركة 140 متحدثا بارزا

* تعقد حضوريا في الرياض وافتراضيا بالتزامن في 4 عواصم عالمية «نيويورك وباريس وبكين ومومباي»

* تهدف المبادرة لتشجيع الاستثمار في المملكة

* من الأهداف إعادة تصور الاقتصاد العالمي في ظل استمرار جائحة كوفيد- 19