الفترة الذهبية لتطبيقات التسوق كانت خلال فترة حظر التجول، بهذه العبارة لخص مختصون ومستهلكون وضعية التسوق قبيل شهر مضان الذي تتنافس على كعكة مشترياته المولات والأسواق الكبرى مقابل التطبيقات الإلكترونية، حيث يفضل الكثير من المتسوقين اقتناء مقتضيات الشهر الكريم بصورة مباشرة لرؤية جميع الأصناف والمقارنة بينها من حيث السعر والنوعية وأيضًا لفرق الأسعار بين التطبيقات وبين المجمعات التجارية، وفق ما رصدته «الوطن» في هذا التقرير قبيل أيام من حلول الشهر الكريم.

ازدحام شديد

أظهرت لقاءات أجرتها «الوطن» مع عدد من المواطنين أن هناك عودة قوية للتسوق عبر الأسواق مع قرب شهر رمضان المبارك حيث ازدحمت الأسواق في أكثر من منطقة ما أدى لإغلاق عدد منها بسبب عدم الالتزام بالاحترازات وتطبيق التباعد الاجتماعي.

وذكرت فاطمة علي التي قضت بالتسوق لشهر رمضان 3 ساعات بأنها تقريبًا حاولت أن تشتري كل احتياجات الشهر في جولة تسوق واحدة إلا أن الازدحام الشديد تسبب بتأخيرها حيث إن عدد المتسوقين كان كبيرًا جدًا بالإضافة لعدد آخر كان ينتظر الدخول بعد خروج مجموعة من المتسوقين، مضيفة بأنها فضلت التسوق المباشر على الطلب من التطبيقات لتكون قادرة على رؤية جميع الأصناف والمقارنة بينها من حيث السعر، ومن حيث تاريخ الانتهاء على عكس التسوق عبر التطبيقات الذي يتيح أصناف محددة ولا يمكن من خلاله التأكد من تواريخها وبلد إنتاجها وقد يتم تغيير الصنف المعروض بصنف آخر، مشيرة إلى أن تجربتها في التسوق الإلكتروني كانت مفيدة خلال فترة الحظر، ولكنها كانت تعتمد عليها للتسوق الأسبوعي، أما التسوق لشهر رمضان والذي يحتاج رؤية اللحوم ومعرفة جودتها، والتأكد من تواريخ المنتجات فالافضل أن يكون التسوق مباشرة من الأسواق القريبة.

ثقافة التسوق الإلكتروني

ذكر المشرف على تطبيق سوق الحوت الإلكتروني المهندس محمد العوامي أن الفترة الذهبية لتطبيقات التسوق كانت خلال فترة حظر التجول حيث ارتفعت نسبة الطلبات بأكثر من 200% وأدى ذلك إلى انضمام عدد من الأسواق لتوفير منتجاتها عبر التطبيقات، وتوسع التطبيقات في أقسامها لتغطي كل احتياجات العائلة إلا أن الطلبات بدأت بالانخفاض التدريجي بعد رفع الحظر ومن ثم عودة الحياة لطبيعتها، مشيرًا إلى أنه ما زال هناك فئة لا بأس بها تستخدم التطبيقات للتسوق خصوصًا أن تلك التطبيقات أصبحت توفر كل شيء من اللحوم والأسماك، لاحتياجات البقالة، للكماليات، بل وحتى طلبات الصيدلية تم توفيرها في التطبيقات، مؤكدًا أنه بالرغم من عودة الناس للتسوق المباشر في الأسواق ولكن أصبحت لديهم ثقافة الطلب الإلكتروني، وهذا بحد ذاته مشجع لأن تسعى هذه التطبيقات لخدمة زبائنها بالشكل الذي يناسبهم.

العروض والتخفيضات

في الوقت الذي رصدت فيه «الوطن» قيام عدد من المتاجر الكبيرة بتقديم العروض والتخفيضات على مستلزمات شهر رمضان الذي سيدخل الأسبوع المقبل، طالب مستهلكون بمراقبة الأسواق لا سيما أسواق اللحوم والخضار والفواكه التي تشهد ارتفاعًا كبيًرا في كل عام وسط استغلال لحاجة المستهلكين للشراء في شهر رمضان.

ارتفاع أسعار اللحوم

علي سعيد والذي تسوق هو الآخر بأسواق الدمام فيرى أن الأسعار تعتبر جيدة ضمن العروض والتي تجبر المتسوق على شراء كميات كبيرة من أغلب الأصناف قد تكون أكبر من احتياجاته ولكن أسعار كثير من الأصناف خارج العروض يعتبر مرتفع فالفيمتو على سبيل المثال كان لا يتجاوز 10 ريالات أصبح الان يباع بـ 15 ريالًا، أما اللحوم فهي الأخرى شهدت ارتفاع وهو ارتفاع موسمي يبدأ قبل شهر رمضان ويستمر طوال شهر رمضان المبارك، أما الأعلى في الارتفاع فكانت الأسماك التي ارتفعت جميع أنواعها سواء في السوبرماركتات الكبيرة، أو لدى باعة السمك في سوق السمك والارتفاع يصل الى 50% من الأسعار قبل عدة أيام.

استغلال الشهر

رفع بعض الملاحم أسعار اللحوم فيها بالرياض لتصل إلى 65 ريالاً لكيلو لحم الإبل «الحاشي» و75 ريالًا للأغنام بعد أن كانت أقل من هذا السعر في الأسابيع الماضية.وبرر أحد باعة اللحوم رفع سعره إلى 65 ريالًا لكيلو لحم الحاشي بارتفاع الضريبة حسب قوله، وحينما واجهناه بأن الضريبة فرضت منذ وقت طويل وأن رفع السعر قبل رمضان ماهو إلا استغلال حيث كان يتراوح السعر بين 40 و50 ريالًا قال إن «صاحب المحل» هو من أمره بالبيع بهذه الأسعار.

أصناف محددة

خلال الجولة رصدنا متاجر كبيرة تروج لتخفيضات وعروض مغرية للزبائن لكن تلك العروض تكون على أصناف محددة وغالبيتها من بعض الأنواع التي لا تجد إقبالاً من المشترين وبالتالي تخفض أسعارها بشكل لافت لتضرب عصفورين بحجر حيث تقوم بـ«تصريف» بضائعها السابقة وكذلك تجذب الزبائن لزيارتها وشراء مستلزمات أخرى.

كما رصدت «الوطن» قيام أحد المحلات في الرياض بعرض الورقيات كالبقدونس والجرجير والكزبرة وغيرها بنصف سعرها المعتاد منذ الأسبوع الماضي، حيث يبيع الحبتين منها بسعر ريال واحد، يتوقع مستهلكون أن تعاود تلك المحلات استغلالها السنوي حيث ترفع أسعارها 200٪ مع دخول رمضان، وينسحب ذلك على بعض المنتجات التي تستهلك في رمضان خاصة الخضار والفواكه، مطالبين بتحديد الأسعار مسبقًا ومراقبة الأسواق لمنع الاستغلال.

كما طالب المستهلكون بتكثيف الرقابة على الملاحم والتأكد من مصادر اللحوم ومطابقتها للاشتراطات الصحية كونها أكثر المنتجات التي ربما يستغلها ضعاف النفوس في غش المستهلكين.

أفكار جذابة

قال علي الزهراني أحد مستخدمي منصات التوصيل: أتت الظروف التي فرضها فيروس «كورونا» بتداعياته الاجتماعية لتبرز دور تطبيقات التوصيل بشكل لافت في مجتمعنا بتنافسية عالية وأفكار جذابة في العديد من جوانب خدمة شرائح المجتمع في الحياة اليومية لتوفر الجهد والوقت والمال في شراء المستلزمات الغذائية والأدوية والمستحضرات الطبية والمنتجات الاستهلاكية من الملابس والأحذية والأواني بأسعار مغرية بين شركات التسويق ذات المنافذ الإلكترونية في جميع مناطق المملكة. وقد لاقى الضبط الحكومي وتفاعل أعمال أنشطة خدمات التوصيل ردود أفعال إيجابية بين المستهلكين إذ تبرز الإجراءات الوقائية كأولوية عند تسلم طلب التوصيل.

انتشار وتطور

قال عضو الجمعية السعودية للاقتصاد الدكتور عبدالله المغلوث لـ«الوطن» لقد حققت التطبيقات الإلكترونية في السعودية حضورًا لافتًا في مجال توصيل الطلبات من خلال الخدمات التي تقدمها حيث استحوذت على مساحة كبيرة في التسوق الإلكتروني، وعزز ذلك ما تميزت به من انتشار وتطور وتنوع وتصميمات جذابة وسهولة استخدام، أتاح لجميع أفراد المجتمع فرصة قضاء الاحتياجات اليومية وهو في منزله أو مقر عمله دون الحاجة للخروج في ظل ما اتخذته المملكة من قرارات وإجراءات احترازية ضد تفشي فيروس كورونا و أن أزمة انتشار فيروس كورونا في العالم أحدثت تأثيرًا على جميع مناحي الحياة والاقتصاد والتجارة من بينها، وفي ظل ما تم اتخاذه من إجراءات وتدابير احترازية ووقائية لمنع انتشار الفيروس في العالم أجمع ومن بينها السعودية فقد تعزز لدى المستهلك التوجه إلى استخدام تطبيقات التوصيل للحصول على المنتجات والمستلزمات الأساسية عوضًا عن الذهاب إلى مراكز التسوق ومنافذ البيع.

فرق الأسعار

في جدة، أكد العديد من المتسوقين انهم يفضلون التبضع بأنفسهم في بعض المنتجات خصوصًا منتجات رمضان ومنتجات الشهر وأنهم لا يستخدمون تطبيقات التوصيل إلا في الضرورة نظرًا لفرق الأسعار بين التطبيقات وبين المجمعات التجاريه وأيضًا رسوم «تطبيقات التوصيل» ولكن البعض الآخر مرحبين بفكرة تطبيقات التوصيل ويرون إنها مفيدة للمجتمع وتقدم جميع التسهيلات خصوصًا في وقت جائحة كورونا، وقد أوضحوا لنا إنهم يلاحظون فرق الأسعار وليس لديهم مشكلة كبيرة في هذا الأمر وأنهم في كثير من الأحيان لا يترددون في الطلب من تطبيقات التوصيل.