مكالمات الفيديو مع الأهل والأصدقاء، والتواصل الإلكتروني بشكل عام خلال جائحة كورونا وما تبعها من إجراءات حظر التجول في أغلب دول العالم، كانت العامل المشترك في جميع المجتمعات، واعتبرها البعض فرصة للتواصل الاجتماعي بوجه عام، وفيما بين كبار السن وغيرهم على وجه الخصوص.

وأثبتت دراسة حديثة تم إجراؤها على الفئة العمرية ٦٠ فأكثر أن الاتصال الافتراضي خلال فترة الجائحة جعل العديد من عينة الدراسة يشعرون بالوحدة والاكتئاب مقارنة بنظرائهم القادرين على التواصل مع الآخرين مباشرة.

وتعد الدراسة من أوائل الدراسات التي أجرت تقييمًا للتفاعلات الاجتماعية بين الأسرة والرفاهية العقلية أثناء الوباء، ووجدت أن العديد من كبار السن قد عانوا من زيادة في الشعور بالوحدة واضطراب الصحة العقلية نتيجة التحول إلى التواصل الإلكتروني مقارنة بأولئك الذين قضوا فترة الحجر بمفردهم.

ويؤكد الدكتور «يانج هو» المشارك في كتابة الدراسة أن المشكلة تكمن في أن كبار السن غير المعتادين على التكنولوجيا وجدوا صعوبة في تعلم كيفية استخدامها، ولكن حتى أولئك الذين كانوا على دراية بكيفية استخدامها غالبًا ما وجدوا أن الاستخدام المكثف للوسيلة أمر مرهق للغاية لدرجة أنها كانت أكثر ضررًا على صحتهم العقلية من العزلة والوحدة.

وينوه «يانج هو» على الحاجة الماسة للتركيز على السبل الآمنة لإجراء اتصال وجهًا لوجه في حال الحالات الطارئة المستقبلية، ولابد من تزويد كبار السن بالمعرفة الرقمية ليكونوا قادرين على استخدام التكنولوجيا في الكوارث المشابهة.