لم يمنع ضعف وفقدان البصر، 3 فتيات سعوديات، من تأليف وإصدار نحو 4 كتب إبداعية، متخصصة في القصص بشتى فنونه، وفي عالم السيناريوهات المتخصصة في أشكال الأفلام الأجنبية، متطلعات إلى الدعم الحقيقي في التعاون والتشجيع واحتضان المواهب، وتسليط الأضواء عليهن.

جهاز للكفيفات

أشارت مؤلفة: «لا سبيل أنجى من النجاح»، زينب المرزوق، أن الكتاب يضم مجموعة من القصص الخيالية والواقعية، ولكل قصة حكمة فيها، واستغرقت في تأليفه 3 أشهر، مع شعورها بالحماس الدائم لإنجازه سريعاً، واستعانت بجهاز خاص للكفيفات، وتحويله إلى هاتفها المحمول، وجمع تلك القصص في مستند، ومن ثم تنظيمها وترتيبها، ولها توجه في المستقبل لإصدار كتاب آخر، وواجهت صعوبة في التدقيق الإملائي لبعض المحتوى.

فقدان كل النصوص

أبانت مؤلفة كتابي: «همسات الحياة»، و«حناجر لا تبوح»، نور جاسم الحميد، أن محتوى الكتابين يركز على القصة القصيرة جداً، والومضة، وانتقت نصوصها في كتاباتها المتفرقة على مدى عامين، موضحة أنها منذ طفولتها عاشقة للاطلاع والقراءة، وكانت مادة التعبير والإنشاء، محببة لها، ووالداها يدعمانها ويشدان على يديها في الدراسة في المدارس الحكومية، وليس في معهد النور للمكفوفين، وتخرجت في المرحلة الثانوية، مشيرة إلى أنها ليست بكفيفة كليا، وإنما لديها صعوبة في النظر، ومن خلال تسليط الضوء القوي على الصفحات، أما بالنسبة لنصوصها الكتابية فجميعها مخطوطة على شاشة الهاتف؛ لقوة الإضاءة فيه، وتتطلع لإصدارات لكتب أخرى في قادم الأيام، وستكون بشكل مختلف عن الكتابين السابقين. وقالت: كل مشوار لا يخلو من عقبات، ولكن الطموح يستطيع تخطيها بعزيمة وإصرار، وتعرضت لعقبات منها تعطل هاتفي المحمول، وفقدان كل النصوص.

تطبيقي في السيناريوهات

أوضحت مؤلفة كتاب: «ذليلاً بين عينيها»، فاطمة الصالح، أن الكتاب متخصص في طريقة عرض السيناريو بأشكاله الثلاثة «الأمريكي، والإيطالي، والفرنسي»، ويشتمل على مسار تطبيقي في السيناريوهات، وهو مخصص للمخرجين والمنتجين لتصويره كعمل تلفزيوني، وتجاوزت فترة كتابة السيناريو للفيلم الخاص بالكتاب أكثر من عام، وهي فترة طبيعية في كتابة السيناريوهات للأفلام، لافتة إلى أنها استطاعت تطوير قدراتها الكتابية في عالم سيناريوهات الأفلام، ومضت بقولها: الحمد لله الذي جعل لي جزءا من البصر، يمكنني من الكتابة وممارسة هوايتي، مبدية استعدادها لإصدار كتب أخرى، وليس هناك ما يعيق عندما تتوفر فكرة جيدة، متمنية دعم من القنوات التلفزيونية والمسؤولين القائمين على تنفيذ المسلسلات والأعمال السينمائية، لترى هذه الأعمال النور.

الاحتفاء وتوقيع إصداراتهن

وكان الوكيل الأدبي المرخص من هيئة الأدب والنشر والترجمة (ليكون ممثلاً للكتاب والمؤلفين) الدكتور عبدالله البطيان، احتفى بالمؤلفات، وتوقيع إصدارتهن. وبدوره، عبر مشرف على موقع: «مشهد الفكر الأحسائي» الإلكتروني، المهندس عبدالله الشايب، عن سروره بتلك الإصدارات، التي أضافت جديداً لمشهد الفكر الأحسائي ولقراء العربية، مضيفاً بقوله: إن عطاءهن كفئة غالية علينا، أوجد فينا المثابرة عبر همة وعطاء طموحه لا يحده إلا الأثر الطيب، ونبارك من الأعماق للكاتبات هذا النشاط الجميل، ألا يحق لنا أن نبتهج؟