بينما تسلَّمت 44 شركة عالمية تراخيص مقراتها الإقليمية، لمزاولة نشاطها في السعودية، الأربعاء، وذلك ضمن برنامج جذب المقرات الإقليمية للشركات العالمية، الذي تشرف عليه وزارة الاستثمار والهيئة الملكية لمدينة الرياض، تم إعلان، على هامش مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار»، المنعقد في الرياض بمشاركة دولية، استهداف المملكة نقل 480 مقرا إقليميا للعاصمة خلال 10 سنوات، ليسهم البرنامج في إضافة نحو 67 مليار ريال للاقتصاد المحلي، وتوفير نحو 30 ألف فرصة عمل جديدة بحلول 2030.

44 شركة

أكدت 44 شركة حتى الآن نيتها نقل مقراتها الإقليمية إلى العاصمة السعودية، ومن بين تلك الشركات أسماء كبرى مثل شركة «سامسونج» و«سيمنز» و«بيبسيكو» و«يونيليفر» و«فيليبس» و«ديدي» الصينية. ومن المتوقع أن يجلب البرنامج 18 مليار دولار للاقتصاد السعودي، ويخلق 30 ألف وظيفة، حيث تحتل الرياض المرتبة الـ40 في اقتصادات مدن العالم.

وكانت شركة فيستاس ويند Vestas الدنماركية لطاقة الرياح أول المعلنين، الأربعاء، نقل مقرها الإقليمي إلى السعودية، وذلك على هامش مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار».

تعد Vestas شريكا عالميا في مجال حلول الطاقة المستدامة، إذ تصمم وتصنع وتركب وتقوم بخدمة توربينات الرياح في جميع أنحاء العالم.

مستقبل الاستثمار

جاء تسليم تراخيص المقرات الإقليمية لممثلي 44 شركة عالمية على هامش جلسة حوارية خاصة بالبرنامج، شارك فيها كل من وزير الاستثمار، المهندس خالد الفالح، والرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض، فهد بن عبدالمحسن الرشيد، وذلك خلال فعاليات اليوم الثاني من النسخة الخامسة لـ«مبادرة مستقبل الاستثمار».

يعد المقر الإقليمي كيانا تابعا لشركة عالمية، ويُؤسس بموجب الأنظمة المطبقة بالمملكة، لأغراض الدعم والإدارة، والتوجيه الإستراتيجي لفروعها وشركاتها التابعة لها والعاملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

زيادة الاستثمار

تعليقًا على هذه المناسبة، قال وزير الاستثمار: «يسعدني أن أشهد انضمام هذا العدد الكبير من الشركات إلى برنامج جذب المقرات الإقليمية للشركات العالمية، مما يدل على أن الرياض مدينة عالمية جاذبة للأعمال، والوجهة الاستثمارية المفضلة لدى المستثمرين من مختلف أنحاء العالم. لقد أدركت هذه الشركات الفرص الاستثنائية التي توفرها لهم «رؤية 2030»، وسيقطفون ثمارها قريبًا. يأتي ذلك بعد أسبوعين من إطلاق الإستراتيجية الوطنية للاستثمار في المملكة العربية السعودية، التي ستوفر المزيد من الفرص من خلال سلسلة من المبادرات التي صممت لتحسين بيئة الأعمال في المملكة».

وأضاف المهندس خالد الفالح: «شهدنا، خلال الأعوام الماضية، ردود فعلٍ مشجعة من المستثمرين، أدت إلى زيادة تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر إلى اقتصاد المملكة، ونتوقع وجودًا أكبر للمستثمرين، من شأنه أن يوسع من حجم الاستثمار في السوق المحلي».

30 ألف فرصة عمل

قال الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض: «ستجلب الشركات المشاركة، ضمن برنامج جذب المقرات الإقليمية للشركات العالمية، خبراتٍ عالمية، ستعمل وتعيش مع عائلاتها في المملكة، وتسهم في تطوير مجالات البحث والابتكار، مما يؤدي، على المدى المتوسط والبعيد، إلى توفير بيئة داعمة، تنقل المعرفة والخبرة للمواهب الوطنية الشابة التي ستعمل مع هذه الخبرات، وتُطوِّر من مهاراتهم».

وأضاف: «سيسهم البرنامج في إضافة نحو 67 مليار ريال (18 مليار دولار أمريكي) للاقتصاد المحلي، وسيوفر نحو 30 ألف فرصة عمل جديدة بحلول 2030. كما أن كل وظيفة تستحدث في المقر الإقليمي ستنتج وظيفتين على الأقل في الاقتصاد الأساس، وسيوفر البرنامج فرصًا واعدة للمواهب الوطنية، للعمل في الشركات العالمية، وسيمكنها من العمل في قطاعات جديدة، مما يسهم في إعداد جيل قيادي شاب يعمل في إدارة وتشغيل تلك المقرات».

وأوضح فهد بن عبدالمحسن الرشيد: «نشهد تحولًا سريعًا يومًا بعد يوم في عاصمتنا، لتصبح مركزًا إقليميًا رئيسًا للشركات العالمية. سنواصل العمل على تحقيق رؤيتنا، لمضاعفة عدد سكان المدينة، وزيادة أثرها الاقتصادي إلى ثلاثة أضعاف ما هو عليه الآن بحلول 2030. في سبيل ذلك، نشهد تنفيذ أكثر من 80 مشروعًا في المدينة، ستسهم في جعل الرياض ضمن أفضل 10 اقتصادات مدن في العالم».

السعودية الخضراء

تشهد مدينة الرياض تطوير عددٍ من المشاريع الضخمة، التي ستسهم في تعزيز مكانة مدينة الرياض، من حيث مستوى المعيشة على الصعيد العالمي، منها مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض، وحديقة الملك سلمان، والرياض الخضراء، والرياض آرت، والمسار الرياضي، ومشروع القدية. كما تُعد الاستدامة جزءًا لا يتجزأ من تحول المملكة، خصوصًا بعد إعلان إستراتيجية الرياض للاستدامة، على هامش منتدى مبادرة «السعودية الخضراء»، والتي ستضخ 346 مليار ريال، منها 150 مليارا لتحفيز القطاع الخاص على الاستثمار في مبادرات ومشاريع خضراء في المدينة.

وفي ظل هذه التحولات المتسارعة التي تشهدها العاصمة (الرياض)، يجري تطوير البنية التحتية للمطارات، مما سيضيف وجهات إقليمية ودولية جديدة للشركات العالمية. ومن المتوقع أن يؤدي هذا التحول والنمو السريع إلى زيادة الطلب على الخدمات، وتوفير فرص عمل جديدة في قطاعات مختلفة.

جذب المدارس الدولية

أقرَّ مجلس الوزراء أخيرًا مجموعة من التوصيات، لتمكين المدارس العالمية من الاستقرار والعمل في مدينة الرياض، ضمن برنامج جذب المدارس الدولية، الذي يعد جزءًا من برنامج جذب المقرات الإقليمية للشركات العالمية. ففي سبتمبر الماضي، انضمت مدرستان دوليتان إلى هذا البرنامج: مدرسة كنجز كولدج ومدرسة إس. إي. كاي (SEK) الدولية، واستقبلتا حتى الآن أكثر من 200 طالب.

في هذا السياق، قال وزير التعليم، الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ: «وزارة التعليم تواصل جهودها، بدعم من القيادة الرشيدة، لتحقيق مستهدفات «رؤية المملكة 2030» في تقديم مناهج حديثة ومتميزة، تسهم في تطوير نظام تعليمي عالمي المستوى، حيث يوفر برنامج جذب المدارس الدولية قيمة مضافة لتبادل الخبرات والتجارب بين طاقاتنا الوطنية المميزة في قطاع التعليم والكوادر الدولية المتخصصة، بينما تتمتع هذه المدارس بالمرونة الكافية، بما يضمن توفير بيئة تعليمية محفزة، وتحقيق نتائج أكاديمية مميزة، وتوفير رحلة تعليمية مختلفة لأولئك الطلبة الراغبين في ذلك».

في الختام، أكد الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض: «نحن عازمون على توفير مزيد من فرص الاستثمار، وتنويع الاقتصاد، وتوفير فرص عمل جديدة للمواطنين، وهذا بالتحديد ما يهدف إليه برنامج جذب المقرات الإقليمية للشركات العالمية من خلال تسهيل دخول الشركات العالمية السوق المحلي، ليستمتعوا بفرص كبيرة للنمو والتوسع في الاقتصاد الأضخم بالمنطقة».

أبرز الشركات

شركة فيستاس ويند Vestas الدنماركية لطاقة الرياح

شركة سامسونج

سيمنز

بيبسيكو

يونيليفر

فيليبس

ديدي الصينية

فلور

بكتل

برنامج جذب المقرات الإقليمية للشركات العالمية

67 مليارا يضيفها للاقتصاد الوطني

30 ألف فرصة عمل يوفرها

كل وظيفة تستحدث في المقر الإقليمي ستنتج وظيفتين على الأقل في الاقتصاد الأساس

سيوفر فرصًا واعدة لعمل المواهب الوطنية في الشركات العالمية