تعتبر لعبة البوكر الورقية إحدى أشهر ألعاب القمار ـ أبعدنا الله عن القمار والمقامرين!

تعتمد البوكر أساسا على الحظ.. يفترض باللاعب أن يمتلك الحظ.. الحظ وحده.. اللعبة لعبة رهانات بحتة.. الكل يسعى للجائزة الكبرى!

المؤسف أن ثمة مواقع على الإنترنت تجتذب مئات الآلاف من الشباب للعبة البوكر.. اللعبة أصبحت لا تعترف بالجغرافيا.. أحد الباكستانيين خسر ابنته بعدما راهن عليها عندما كانت طفلة.. وعندما كبرت جاء الفائز مطالبا بالجائزة!

قبل أيام في باريس، كنا أربعة من الأصدقاء نتناول "شاي كشري" مع " الموالح" في أحد المقاهي.. كانت السماء مكسوة بالغيوم.. الهواء عليل "يرد الروح".. ناهيك أن الكهرباء مشتعلة على الدوام.. شركة الكهرباء الفرنسية لا تقوم بقطع التيار الكهربائي عن الحي اللاتيني وتعيده إلى سان جيرمان.. ثم تقطعه عن سان جيرمان وتعيده لمونمارت.. لم تصلهم أفكار شركة كهرباء حفر الباطن حتى الآن!

كان المقهى رائعاً.. والصبايا من مختلف الجنسيات والأعمار يتناثرن حولنا كالفراشات في موسم الربيع.. العطور الفرنسية تعبق بالمكان ـ "إن النساء رياحين خلقن لنا.. وكلنا يشتهي شم الرياحينا" ـ كان الحديث ممتعاً/ ماتعاً، يليق بالمكان، ولا يُمل.. حتى وإن تجاوز حدود الثقافة و.. الأدب، إلى قضايا جوهرية أخرى صحية وتعليمية.. كنا نستعرض القضايا.. قضية تلو أخرى.. وفجأة.. اقتحم أحدهم جلستنا.. كاد أحد الأصدقاء أن يهرب من هول المفاجأة.. ظناً منه أن الرجل يعمل في الهيئة!

عرفنا بنفسه، وكان يعمل في مكان مرموق؛ ومن باب التأدب مع الأساتذة.. قدمت له أولاً أستاذنا "عبده خال"، قائلاً: "هذا عبده خال الروائي السعودي الفائز بجائزة بوكر"..

ليفاجئنا الرجل مرة أخرى بقوله :" أوووه.. مبرووك.. مبرووك.. شكلك لاعب خطير يا عبده خالد.. كم دولار ربحت"؟!

للحديث بقية فالحديث لم يبدأ بعد..!