تمتد انتهاكات إيران وميليشياتها، وتلحق الضرر بمن حولها، سواء في اليمن أو لبنان وغيرها، فهي مستمرة في الانتهاكات السافرة، والتدخل في شؤون غيرها، بينما داخلها يعاني أزمة اقتصادية كبرى، ولديها تاريخ في عدم الاعتراف بالمحاولات الفاشلة، كما تستغل انشغال العالم بإجراء تجارب صاروخية «فاشلة» .

ووفقا لوكالة «AP»، فإنها من المحتمل أن تكون قد عانت إطلاقا فاشلا آخر لصاروخ يحمل أقمارا صناعية خلال الأيام الأخيرة، في محاولة لإعادة تنشيط برنامج انتقده الغرب، حتى في الوقت الذي تجري فيه طهران مفاوضات في اللحظات الأخيرة مع القوى العالمية، لإنقاذ برنامجها النووي الممزق.

وزعمت الولايات المتحدة، في وقت سابق، أن إطلاق الأقمار الصناعية الإيرانية يتحدى قرار مجلس الأمن الدولي، ودعت طهران إلى عدم القيام بأي نشاط يتعلق بالصواريخ البالستية القادرة على حمل أسلحة نووية.

علامات الحروق

تُظهر صور الأقمار الصناعية من Maxar Technologies، التي شاهدتها وكالة «أسوشيتيد برس»، علامات الحروق عند منصة الإطلاق في ميناء الإمام الخميني الفضائي بمقاطعة «سمنان» الريفية الإيرانية، ويبدو أن منصة صاروخية مثبتة على المنصة محترقة ومتضررة، وتحيط بها السيارات. لذلك توصلوا لفشل عملية الإطلاق، نظرا لأنه لا تؤدي عمليات الإطلاق الناجحة عادةً إلى إتلاف جسور الصواريخ، لأنه يتم إنزالها قبل الإقلاع.

وعادةً ما تتباهى إيران على الفور بعمليات الإطلاق التي تصل إلى الفضاء على قنواتها التلفزيونية التي تديرها الدولة.

وتشير الصور المنفصلة من Planet Labs PBC إلى أن محاولة الإطلاق حدثت على الأرجح في وقت ما بعد الجمعة. ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة على الفور على طلب للتعليق، ولا الجيش الأمريكي والبيت الأبيض.

حظر الأسلحة

قال جيفري لويس، الخبير في مركز جيمس مارتن لدراسات حظر انتشار الأسلحة النووية بمعهد ميدلبري للدراسات الدولية، الذي لاحظ لأول مرة محاولة الإطلاق مع زملائه، إن الصاروخ المعني يبدو أنه كان مركبة إطلاق القمر الصناعي «الزلانة» الإيرانية. يبدو أن العملاقة التي تضررت في الإطلاق تشبه أخرى تم استخدامها سابقًا في إطلاق ناجح العام الماضي لـ«Zuljanah».

ولم يتضح بعد سبب الانفجار. وأوضح «لويس» أن المرحلتين الأوليين من «الزلانة» عبارة عن وقود صلب، لكن مرحلته الأخيرة سائلة، وستحتاج إلى الوقود على منصة الإطلاق.

وبيّن للوكالة: «هذا يبدو وكأنه قد توقف، وكأن شيئًا ما انفجر».

عمليات فاشلة

على مدى العقد الماضي، أرسلت إيران عدة أقمار صناعية قصيرة العمر إلى المدار، وفي 2013 أطلقت قردًا إلى الفضاء. ومع ذلك، فقد شهد البرنامج مشكلات في الآونة الأخيرة. كانت هناك 5 عمليات إطلاق فاشلة على التوالي لبرنامج Simorgh، وهو صاروخ آخر يحمل الأقمار الصناعية. وقالت السلطات في ذلك الوقت إن حريقًا منفصلًا في ميناء الإمام الخميني الفضائي بفبراير 2019 أسفر عن مقتل 3 باحثين.

كما أن منصة الإطلاق المستخدمة في عملية الإطلاق الأخيرة لا تزال تعاني ندوب انفجار وقع في أغسطس 2019، حتى إنه لفت انتباه الرئيس آنذاك دونالد ترمب، وغرد بعد ذلك ما بدا أنه صورة مراقبة سرية لفشل الإطلاق.

معلومات استخباراتية

كشف الحرس الثوري الإيراني، شبه العسكري، في أبريل 2020 عن برنامجه الفضائي السري من خلال إطلاق قمر صناعي في المدار بنجاح. وفي وقت لاحق، رفض رئيس قيادة الفضاء الأمريكية القمر الصناعي، ووصفه بأنه «كاميرا ويب متداعية في الفضاء» لن تقدم معلومات استخباراتية حيوية لإيران على الرغم من أنها أظهرت قدرة طهران على الوصول بنجاح إلى المدار.

ومع ذلك، يأتي هذا الإطلاق في الوقت الذي يحذر فيه دبلوماسيون غربيون من أن الوقت يمر لاستعادة الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية، والذي شهد تقييد طهران بشكل كبير تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات الاقتصادية. وانسحب ترمب من جانب واحد من الصفقة في 2018، مما مهد الطريق لسنوات من التوترات والهجمات الغامضة عبر الشرق الأوسط الأوسع.

تناقضات واضحة

ذكرت إيران أنها لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، وأكدت في السابق أن إطلاق أقمارها الصناعية واختباراتها الصاروخية ليس له أي عنصر عسكري. بينما تقول وكالات المخابرات الأمريكية والوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران تخلت عن برنامج نووي عسكري منظم في 2003.

واليوم، تُخصب طهران اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهي خطوة فنية قصيرة من مستويات تصنيع الأسلحة بـ90%، وأكبر بكثير من سقف الاتفاق النووي، البالغ 3.67%. وبينما يستمر مخزونها من اليورانيوم المخصب في النمو، يواجه المفتشون الدوليون تحديات في مراقبة تقدمه.