أدى ممثلون سعوديون، تابعون لفرقة مسرح الشباب في الهيئة العامة للرياضة بالأحساء، أول من أمس، عرضا مسرحيا بعنوان: «للحكاية بقية»، في أحد شوارع بغداد الرئيسية، مثلوا من خلاله المسرح السعودي بمهرجان مسرح «الشارع» بالعراق، ضمن فعاليات بغداد عاصمة الشباب العربي، بمشاركة مجموعة من الدول العربية.

كفاءة الممثلين

أشار المتحدث الرسمي في فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الأحساء سلطان النوه (مؤلف العرض المسرحي)، لـ«الوطن» أمس، إلى أن العرض، حظي بإشادة المسرحيين والنقاد والإعلاميين العراقيين، والجمهور العراقي، الذي احتشد لمشاهدة العرض، مؤكدا أن مسرح «الشارع»، هو عرض مسرحي خارج القاعات المسرحية، ومجرد من كافة التقنيات المسرحية، بلا إضاءة وبلا صوتيات وبلا ديكورات باستثناء قطع بسيطة فقط، وتكمن صعوبة هذا النوع من العروض المسرحية، في أداء العرض لجذب المشاهدين الخارجيين والمارة في الشارع واستمتاعهم بالعرض من خلال قدرة وكفاءة الممثلين والطاقم المسرحي في أداء الدور باحترافية عالية، وتطويع كافة العناصر المسرحية من خلال الممثلين.

الطائف والعلا

بين أن من مزايا مسرح «الشارع»، خارج خشبة المسرح، واختيار الموقع الذي يتوافق مع مشاهد العرض، كاختيار موقع زراعي أو تراثي أو تجاري أو بحري، وغيرها، وتكييف مشاهد العرض من خلال الموقع، إضافة إلى تقنين الحوار «لا يتجاوز الـ 30 دقيقة»، واختيار بدائل للمؤثرات الصوتية كبديل للأغاني، وذلك من خلال الاستفادة المثلى من أصوات الممثلين، واستخدام الأدوات الموسيقية البسيطة «العود، الطبل، وغيرها»، ومن سلبيات مسرح الشارع، افتقاده للتقنيات وعناصر العرض المسرحي، لافتًا إلى ندرة ومحدودية مسرح الشارع في السعودية، باستثناء مهرجان سوق عكاظ في الطائف، كالحكواتي وقصص تاريخية وسير ذاتية لشعراء من العصور السابقة، وحاليًا تجربة كذلك في محافظة العلا لتقديم مسرح الشارع من خلال شخصيات تاريخية للجمهور والسائحين.

الماضي والحاضر

أضاف أن الفرقة المسرحية، يمتد عمرها لأكثر من 35 عامًا، وحققت العديد من الجوائز في المحافل المحلية والدولية، مبينًا أن العرض المسرحي، مقتبس من نص مسرحية للمسرحي السعودي الراحل عبدالرحمن المريخي، بعنوان: «حكاية ما جرى»، وذلك بعد إجراء لمسات وتعديلات توائم عرضها في الشارع، وتركز مفرداتها على الجوانب الشعبية والتراثية، واستعراض لحزمة من الفلكلورات والموروثات الشعبية في السعودية، إضافة إلى حكاية الصراع بين الماضي والحاضر، ورفض كبار السن للحياة الحالية وتطوراتها، وأن الماضي هو النموذج الأمثل والمفقود حاليًا، وعلى النقيض تمامًا رفض الآخرين للماضي، وفي ذلك الاختلاف ينشأ التصادم بين الآراء والأفكار بين طرفي الأجيال.