مع أن السعوديين يأملون أن يتجاوز منتخبهم الكروي نظيره الأسترالي في 29 فبراير المقبل ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، ويرد اعتباره من هزيمته أمامه في الدمام، ويتأهل للدور الرابع الصعب والناري من التصفيات على حساب عمان وتايلاند إلا أن السؤال العريض الذي يطرحه السعوديون يقول "ماذا لو تأهلنا للدور الثاني؟"، والإجابة على هذا السؤال تعلن أن هناك أكثر من تخوف في حال التأهل.

ويبدو التخوف الأول في أن الأخضر لم يستطع الفوز على معظم المنتخبات الآسيوية القوية في آخر المباريات الرسمية التي جمعته بها، حيث خسر أمام اليابان والأردن وأستراليا والكويت والعراق وتعادل مع كوريا الجنوبية وقطر، وفاز فقط على أوزباكستان وإيران.

والتخوف الثاني، هو أن التصنيف الحالي للمنتخبات الآسيوية حسب الفيفا يضع السعودية في المرتبة 10 بين منتخبات القارة الصفراء، وتسبقها جميع المنتخبات المتوقع تأهلها للدور الرابع باستثناء المنتخب اللبناني الذي يحتل الترتيب رقم 25 آسيويا، وبالتالي سيعد الأخضر السعودي من بين أضعف المتأهلين ـ حسب هذا التصنيف ـ.

ويرى متابعون أن على المهتمين بالكرة السعودية ألا يشتاطوا غيظا إن لم يتأهل المنتخب للدور المقبل، وأن عليهم البدء في الإعداد لثورة تصحيحية في كرة القدم السعودية، على أن تعطي نتائجها بعد سنوات عدة تمكن المنتخب من التأهل السهل لنهائيات مونديال 2022 في الدوحة وليس مونديال 2018 في موسكو، على أن يكون العنصر الأهم في هذه الثورة هو تغيير منهجية الاهتمام فلا تبدأ كما يحدث حاليا من قمة الهرم (المنتخبات السعودية وفرق دوري زين) دون أن يصل إلى القاع بالدرجة المأمولة.

والقاع المقصود يتمثل في عدد من الجوانب التي تهدف لإعادة الموهبة للملاعب السعودية بعدما غابت هذه الموهبة لقلة عدد الممارسين للعبة بسبب الطغيان العمراني الذي قضى على ملاعب الأحياء.

ويرى البعض أن الاهتمام بأنديـة الدرجتين الثالثة والثانية التي تعاني من رداءة المنشآت وقلة الدعم المادي يمكن أن يقود إلى ثمار أفضل في إطار العملية التصحيحية.

في المقابل يرى آخرون ضرورة استنساخ تجربة رئيس الاتحـاد الدولي لكرة اليد، رئيس الاتحاد المصري حسن مصطفى التي أوصلت كرة اليد المصرية إلى العالمية، والتي كان من أهم تفاصيلها إجبار اللاعبين كبار السن في الأندية (الذين لا يمثلون المنتخب) على الاعتزال باعتبارهم عثرة أمام الشباب الصاعـد، وفي كرة القدم السعودية يمكن تطبيق هذه النظرية على اللاعبين "الهواة" غير المحترفين، كأن يلزم بألا يتعدى عمر لاعبي الدرجة الثالثة الـ23 عاما، والثانية الـ25، ويكون عمر اللاعب مفتوحا في الأولى ودوري زين.