يرسم العملاق محمد الدعيع اليوم، آخر لوحة له داخل المستطيل الأخضر من خلال حفل اعتزاله المقرر اليوم لتوديع عشاقه ومحبيه من خلال مهرجان ضخم باستاد الملك فهد الدولي بحضور النادي الإيطالي الشهير يوفنتوس.

ويطوي حارس مرمى الهلال والمنتخب اليوم، مسيرة رياضية طويلة امتدت لقرابة الربع قرن حققها خلالها العديد من الإنجازات الشخصية وعدد من البطولات على المستوى الخليجي والعربي والآسيوي والعالمي مع المنتخب ومع ناديه.

وكان الدعيع وضع حدا لمسيرته الكروية وقرر خلع قفازيه في صيف 2010 بعد مشوار عريض بدأه عميد لاعبي العالم المولود بحائل (شمال العاصمة السعودية 1972) باللعب في الحواري كلاعب مهاجم في لعبة كرة القدم ولم يحقق نجاحات مقنعة بيد أنه اتجه بعد ذلك لنادي الطائي بحائل عام 1987 لكن ليس كلاعب كرة قدم بل كحارس مرمى في فريق كرة اليد بالنادي واستمر معه إلى أن نجح المدرب فرج الطلال في تحويله من لاعب في اليد إلى لاعب في كرة القدم ساعده في ذلك اضطرار فريق الناشئين لكرة القدم بالنادي للاستعانة بالدعيع نظرا لإصابة حارس فريق كرة القدم وعدم وجود بديل.

وانطلق الدعيع نحو النجومية بمساعدة مكتشفه المدرب فرج الطلال وبتوجيه من شقيقة الأكبر عبدالله الذي كان الحارس الأول في المملكة في ذلك الحين.

لعب الدعيع أول مباراة رسمية له في لعبة كرة القدم ضد فريق النصر ضمن دوري الناشئين الممتاز وقدم مستوى مبهرا وقرر الاستمرار في اللعبة من ذلك الوقت.

وواصل مشواره مع كرة القدم وجذب أنظار المدربين له واختير ضمن منتخب الناشئين وساهم بشكل فعال في تحقيق المنتخب اليافع للقب كأس العالم للناشئين 1989 مما أهله للانضمام بعدها مباشرة لمنتخب الشباب وخلال عام واحد انضم للمنتخب الأول لكرة القدم، وتوقف بعدها عن اللعب لمدة موسم ونصف بعد إصابته في الرباط الصليبي عام 1991 ليعود بعدها عام 1993 بمستوى لافت وساهم في تأهل المنتخب لمونديال 1994 في الولايات المتحدة الأميركية. استمر بعدها في الدفاع عن ألوان فريق مدينته حائل الطائي رغم أنه الحارس الأول للمنتخب الأول لكرة القدم حتى جاءت نهاية علاقته بالنادي الشمالي عام 1999 حيث تنافس قطبا العاصمة السعودية الهلال والنصر على ضم الحارس الأول في المملكة وبعد شد وجذب قرر حامي عرين الأخضر الانتقال لنادي الهلال وكان لشقيقه عبدالله دور بارز في توقيعه للهلال إبان رئاسة الأمير بندر بن محمد للنادي في ذلك الحين.

ولعب مع الهلال لمدة 10 مواسم ساهم خلالها في حصول الفريق على العديد من البطولات وصل عددها إلى نحو 20 بطولة، بدأها بكأس المؤسس الملك عبدالعزيز عام 2000 واختتمها ببطولة دوري المحترفين السعودي لكرة القدم 2010.

أسطورة القرن ومعجزة آسيا والأخطبوط وعميد لاعبي العالم وغيرها من الألقاب، ستردد اليوم أكثر من مرة قبل إسدال الستار على مسيرة سيد حراس آسيا.