لم يكن "طلال" يعلم أن ممارسته هواية صيد الأسماك منذ الصغر ستقوده للعمل في إحدى شركات الأسماك، لينتهي به المطاف ليكون صاحب واحد من أكبر مطاعم السمك والطعام البحري في المنطقة الشرقية.

طلال الدوسري أحد الشباب السعوديين الذين برزوا مؤخرا في مجال المأكولات البحرية، ليثبتوا تميزهم وتحولهم من مجرد هواة إلى رجال أعمال وأصحاب مؤسسات تنافس الشركات الأجنبية وبتقديم خدمات على أعلى مستوى وبأعلى جودة، حيث استطاع وفي مدة قصيرة منافسة أكبر المطاعم في المنطقة الشرقية. وعن بداية الفكرة يقول الدوسري، "لاحظت الطلب الكبير على الأسماك في الآونة الأخيرة، ففكرت في إنشاء مشروع يلبي هذه الطلبات، وكانت تنقصني معلومات عن كيفية إنشاء المشروع، والتكلفة، فتقدمت إلى معهد ريادة الأعمال الوطني بالفكرة عن طريق موقعهم الإلكتروني، والتحقت بدورة "حدد فكرة مشروعك"، وبرنامج لكيفية "إعداد دراسة الجدوى للمشروع"، وبالتدريج تبلور المشروع وأخذ شكله النهائي، وحصلت على دعم عن طريق ريادة بمبلغ 190 ألف ريال". وأضاف أن "في البداية استحوذ على تفكيري الخوف بسبب المنافسة القوية في المنطقة، ولكن بمرور الوقت بدأ عملاء المحل في الازدياد، وكان ذلك دافعا لبذل كل ما أستطيع لإتمام مشروعي بشكل احترافي ومنافس، وخلال سنتين وصلت لدرجة التنافسية فاضطررت لفتح فرع جديد للتمكن من تغطية طلبات الزبائن".

وعن أهم المعوقات التي واجهته أوضح الدوسري أن "المعوق المادي أهم ما يواجه الشاب في بداية تحقيق طموحه، لذلك تبرز الحاجة لوجود مؤسسات غير ربحية تؤهل وتشجع الشباب السعودي على الاستثمار. وأكد الدوسري أن مركز ريادة الذي مول المشروع بعد دراسة جدواه وإمكانية نجاحه، وكان بذلك البوابة الاقتصادية التي تمكن من خلالها تحقيق مشروعه، خاصة مع ارتفاع أسعار إيجارات العقارات، واشتراط البلدية مساحة لا تقل عن 140 مترا مربعا للمطعم، وهو ما دفعنا لتوجيه 40% من قيمة الدعم للإيجار فقط".

وعن الفوائد التي عادت عليه من مشروعه أوضح طلال، أنه "إضافة إلى المكسب المادي، هناك مكسب في العلاقات الاجتماعية، والذي تطور بشكل كبير، فضلاً عن تشجيع كثير من الشباب على التفكير في فتح مشاريعهم الخاصة". ونصح الشباب باستثمار هوايتهم ومواهبهم في مشاريع ناجحة تفيدهم وتفيد المجتمع، وعدم الوقوف في طابور الوظائف.