من ماليزيا إلى المملكة رحلة ستقطعها مجموعة من المدربات المحترفات بصناعة السعف بعد موسم الحج المقبل، بدعم مادي من البنك الإسلامي للتنمية، لتعليم السعوديات على صناعة السعف المتطورة بعد أن كانت مجرد حرفة تقليدية، من خلال مشروع ينظمه مركز "سليسلة" أحد مشاريع الجمعية الفيصلية الذي يعنى بتدريب وتأهيل وتحسين المستوى الاقتصادي لفتيات الأسر المحدودة التعليم والدخل من الصم والبكم والمعاقات جسديا.

وقالت مديرة الجمعية الفيصلية الخيرية النسوية بجدة فوزية عبدالرحمن الطاسان، إلى "الوطن" على هامش المشاركة ضمن فعاليات برنامج أرامكو الثقافي الصيفي، إن "الجمعية وضعت استراتيجية لنقل صناعة السعف المتطورة من ولاية "ترينجانو" الماليزية التي نجحت في تطوير هذه الصناعة إلى المملكة التي يكثر بها النخيل، وتقل فيها الاستفادة منه بطريقة صحيحة".

وأضافت أن الجمعية أجرت خلال الفترة الماضية عددا من المراسلات مع الماليزيين لنقل تطويرهم لهذه الحرفة التقليدية، وتحويلها إلى صناعة في المملكة، وأسفر عن ذلك إرسال مجموعة من الحرفيات السعوديات وعضوات الجمعية إلى ماليزيا للتأكد من النتائج الحقيقية للتجارب والاختبارات.

وبينت الطاسان أن الجمعية تتواصل حاليا مع الهيئة العامة السياحة والآثار لجذب فتيات الأسر المحدودة التعليم والدخل على مستوى مناطق المملكة إلى جدة لتأهيلهم وتدريبهم على صناعة السعف في جدة، مشيرة إلى أن ذلك يعد نقلة نوعية لهذه الصناعة في المملكة.

وأشارت إلى أن الجمعية تتعاقد مع الشركات، والفنادق، والبنوك، والمؤسسات الحكومية لعمل الهدايا التذكارية، حيث تدرب الجمعية الفتيات اللواتي يعملن على تحضير الطلبيات بحسب تصاميم تضعها الجمعية، وتشارك في جميع المناشط بدعوات رسمية، ومنها مشاركتها في برنامج أرامكو الثقافي بدعوة من الهيئة العامة للسياحة والآثار.

وعن جناح الجمعية في البرنامج أوضحت الطاسان أنه يتضمن عرضا لبعض منتجات المركز منتجة بأيادي شابات سعوديات، حيث يحرص المركز على المحافظة على التراث وتقديمه بطريقة عصرية مطورة، إضافة إلى تقديم ورش عمل عن الإنجاز الناطق، وإظهار إبداعات فتيات الصم والبكم، وورشة الفنون التي تقدم إبداعات الفتيات في الرسم واختيار الألوان المتناسقة، وورشة الإكسسوارات المنزلية والخياطة التي تظهر إبداعات فتيات سعوديات، ومنهن معاقات جسديا".

وأوضحت رئيسة الجمعية أن صناعة السعف تعتمد على شجرة النخيل التي توصف بأنها صديقة البيئة لاستفادة الإنسان من جميع مخلفاتها، سواء من ثمرها أو أليافها التي تصنع منها الحبال ومواد الحشو للأثاث، وأوراقها التي تصنع منها القبعات الشعبية، وجريدها الذي يصنع منه السلال وأوعية نقل الفواكه والخضراوات، ويدخل في صناعة الأثاث الخفيف مثل الكراسي والأسرة، ونوى التمر الذي يستخرج منه الزيوت وتستخدم البواقي كعلف للحيوانات وجذع النخلة المقطوعة الذي يستخدم لتسقيف المنازل الريفية وكدعامات.

وبينت أن السعف قديما كان يستخدم في صناعات قليلة منها الأوعية، والقبعات، والمظلات، والمراوح اليدوية، وأسقف الأكواخ، والمنازل الطينية، وأصبحت حاليا تشمل صناعة الأثاث إلى جانب عدة أشياء، كما غدت تدرس في معاهد الفنون الجميلة.