كان رئيس الأهلي الأمير فهد بن خالد واضحاً وحاسماً، وهو يضع حداً للشائعات التي لاحقت الفريق الأول وأجهزته المختلفة، في ظل استمرار خسائر الفريق المتلاحقة، والتي كان آخرها أمام الاتفاق أول من أمس.

وقد أعجبتني تغريدات "أبو سعود " التي مثلت الرأي الرسمي للنادي، وهو يكذّب كل الأقاويل التي انتشرت في أغلب مواقع التواصل الاجتماعي، حول إلغاء عقد المدرب ياروليم، أو ما كان يختص بإقالة إدارة كرة القدم.

وأياً كان رأي المحللين أو النقاد، أو جمهور النادي، فلن يكونوا أقرب إلى الفريق من إدارة النادي، فهي الأكثر التصاقاً بالفريق، والأكثر معرفة بواقعه وأجهزته المختلفة، وهي الوحيدة التي تملك صلاحية بقاء أو ذهاب أي جهاز يعمل في الفريق.

ومع ذلك يبقى رأي الجمهور والنقاد وخبراء التحليل الرياضي، محلّ تقدير وعناية إدارة النادي، وكثيراً ما جاء التجاوب من الإدارة ومن كبار المسؤولين فيه، موافقاً ومنسجماً مع رأي هؤلاء، وعلى وجه الخصوص جمهور النادي.

لكن على كل هؤلاء الذين نحترم آراءهم، ألا يتعاملوا مع النادي على أن ما يقولونه ويكتبونه يجب أن يؤخذ به في كل الأحوال أو أنه يمثل "فرض رأي"، وهنا تكون وجهة النظر قد تحولت إلى عبارة "ما أحد يسمعنا"!.

إن على الناقد والمحلل والجمهور أن يشاركوا بآرائهم وأفكارهم في معالجة وضع الفريق، لا أن يتحولوا إلى"أداة ضغط"، فإما أن توافقهم الإدارة على ما يطرحونه ويطالبون به، وهنا تكون إدارة "تسمع الكلام"!، أو تخالفهم الرأي، وذلك من خلال قناعتها بأن ما يحدث للفريق ما هو إلاّ كبوة جواد سينهض منها، خصوصاً أن المجموعة بكامل أجهزتها لم تتغير منذ الموسم الماضي.

ولعلي لا أبعد كثيراً عن آراء المتابعين لوضع الفريق الأهلاوي، لكنني أرى أن ما يحدث لوصيف بطل آسيا، هو ما يمكن أن نطلق عليه حالة "عدم توازن"، وهي حالة تمر على أغلب الأندية، وسبق أن مرّ بها الاتحاد، ومن قبله الهلال.

ولذلك، فإن على إدارة الأهلي وجهاز الكرة، الإسراع في محاولة إخراج الفريق من هذه الحالة التي يمرّ بها، مع إراحة بعض اللاعبين الذين بدا عليهم الإجهاد، حتى وإن كانوا أسماءً كبيرة، وإن لزم الأمر منحهم راحة لفترة معينة.

والحقيقة أنني أستغرب من مدرب الفريق ياروليم، إصراره على إشراك بعض اللاعبين الذين شهدت مستوياتهم هبوطاً كبيراً، في الوقت الذي يوجد على دكة البدلاء البديل الذي يمكن أن يفيد الفريق، ومحسن العيسى وحيدر العامر خير مثال.

كما أن من الملاحظ على ياروليم عدم استقراره على تشكيلة واحدة في مباراتين متتاليتين، وهذه إحدى فلسفات "الأصلع"، لكنها لم تخدم الفريق منذ مباراة أولسان في كوريا، مروراً بالتعاون ثم رباعية الهلال، وحتى مباراة الاتفاق الأخيرة.

لن يطول غياب الأهلي، فالفرق الكبيرة تمرض لكنها لا تموت، وهذا ما سيكون عليه الأهلي في المباريات المقبلة، والدور الآن على جمهوره الوفي، الذي استقبله في المطار بعد خسارته نهائي أبطال آسيا، فقد يتوقف مسلسل "تساقط الشعر"، أقصد تساقط النقاط!.

ولا أظن أن جمهوراً بهذا الوفاء، وما يقوم به من أدوار تفوق في مفعولها وتأثيرها ما يقوم به مدربو علم تطوير الذات وإطلاق القدرات، سيبخل على فريقه بالدعم والمؤازرة، وزرع الثقة في اللاعبين وتحفيزهم قبل المباراة المهمة أمام الاتحاد الجمعة المقبل.

وقبل ذلك أقترح على لاعبي الأهلي أن يجتمعوا في مكان خارج النادي، ليراجعوا أوضاعهم، ويصارحوا أنفسهم، ويخرجوا بعد ذلك ببيان اعتذار لجمهورهم وللأمير خالد ولإدارتهم، فهؤلاء يستحقون منكم الكثير.


* لافتة:

غاية الأدب، أن يستحي المرء من نفسه أولاً!.