مجاهد الرفاعي

سورية


اختلف المؤرخون بشأن حدود المنطقة المعروفة تاريخياً باسم سورية.. واليونانيون يعرفونها بالمنطقة الواقعة ما بين النهرين، وأجزاء من أرمينية كما ذكر ذلك المؤرخ الروماني فلينيوس الأكبر.. أما أنطون سعادة مؤسس الحزب القومي السوري الاجتماعي، الذي تقوم فلسفته على تحقيق سورية الكبرى، التي تشمل سورية ولبنان والأردن وفلسطين ولواء الاسكندرون، وقيليقية من جنوب تركية وحتى جبال طوروس بالإضافة إلى سيناء وقبرص، فقد جاء مشروعه ليكون رداً على من يطالب بالوحدة العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي.

واليوم ومع محاولات إيران بعث حلم الإمبراطورية الفارسية من جديد، تحت غطاء توظيف العمامة الشيعية؛ فإن طهران طلبت من حلفائها وشركائها في سورية القرداحية تشجيع بعث حلم مشروع سورية الكبرى، وذلك لإضعاف وتمزيق الجدار العربي الذي يمثل العقبة الكبرى دون تحقيق حلم انبعاث إمبراطورية أجدادهم.

ومن أبرز ملامح انصياع العصابة القرداحية لتوجهات إيران.. الهجوم الكاسح على العروبة والعربية الذي برز في خطاب رئيس القرداحة (الاسكندروني الأصل).. وإعطاؤه الضوء الأخضر لأبناء طائفته من مؤسسي الحزب القومي السوري الاجتماعي في استئناف نشاطهم والتبشير بفلسفة حزبهم، والسماح لهم بإطلاق قنوات فضائية تبشر بهذا المشروع الخبيث ومقاصده المدمرة.

وبعد.. ينبغي على أبناء شعبنا السوري الأبي.. الحذر ثم الحذر، فنحن نواجه هجمة طائفية عرقية شعوبية حاقدة شرسة.. تسعى للالتفاف على ثورتكم المباركة وغاياتها الوطنية النبيلة في تحطيم وإفشال كل المشاريع الوافدة الغادرة.. التي تسعى بحقد ومكر لانتزاع سورية من نسيجها وانتمائها العربي.. وتمزيق بنيتها الإنسانية الحضارية الفريدة.

ونحن - بعد الله - وطيدو الثقة بوعي شعبنا السوري وأصالة انتمائه لأمته وتاريخها الحضاري الإنساني المجيد؛ وبأنه قادر بكل شمم وإباء على إفشال مخططات القرداحية، والوقوف ضد كل الخونة الضالعين معهم في تحقيق هذا المشروع.. والعزة لله ثم للثورة السورية ولشعبنا السوري البطل الأبي الأشم، والمذلة والقهر لكل العابثين بقدسية دماء شهدائنا الأبرار.