يروى أن اليهود جاؤوا للمسيح عليه السلام بامرأةٍ مخطئة، فلم يرد عليهم وانحنى يكتب على الأرض.. ولما ألحوا عليه بالسؤال - قيل ليحرجوه - اعتدل وقال لهم: "من كان منكم بلا خطيئة فَلْيَرْمِهَا أَولاً بحجر"..

ثم انحنى برأسه مرة أخرى وعاد يكتب على الأرض.. أما هم فقد انسحبوا من المكان واحداً تلو الآخر والمرأة واقفة في مكانها.. ثم اعتدل مرة أخرى وقال: "أين هم أيتها المرأة.. ألم يحكم عليك أحد منهم"؟!

فقالت:" لا أحد يا سيّد"..

فقال عليه السلام :" وأنا لا أحكم عليك، اذهبي، ولا تعودي تخطئين"..

استوقفني هنا - مع فارق التشبيه - أكرر: مع فارق التشبيه؛ فليس ثمة مشترك بين ما سبق ذكره، وما سيأتي - ما نقله مراسل "الوطن" في المنامة إن الجماهير الكويتية الحاضرة لمباراة منتخبها أمام الأخضر السعودي مارست ضغطاً كبيراً على اللاعب ياسر القحطاني من خلال ترديد عبارات مسيئة له، وذلك بين شوطي مباراة المنتخبين، ويضيف الزميل قائلاً: إن الشيخ أحمد الفهد قدّم الاعتذار باسم دولة الكويت عن الإساءة إلى ياسر القحطاني من قبل بعض الجماهير الكويتية، وقال: "إن ياسر نجم كبير ونحمل له وللإخوة في السعودية كل التقدير والاحترام، ونعتذر لهم".

ليسمح لي الزميل محرر الخبر أن أختلف معه.. لا تلام الجماهير الكويتية كثيراً، حينما تردد تلك العبارات المسيئة ضد اللاعب السعودي ياسر القحطاني.. ولا تلام أيضاً الجماهير الإماراتية التي رددتها قبل سنتين أثناء مشاركته كمحترف في الدوري الإماراتي.. هؤلاء لم يكونوا أول من رددها.. الذي ردد هذه الإساءات هم إعلاميون سعوديون.. هم الذين نشروها ورددها من خلفهم الجمهور الرياضي المتعصب.. آخرها إحدى الصحف المحلية التي كتبتها قبل أيام بالمانشيت العريض بشكل مباشر صريح للأسف.. وستستمر هذه العبارات المسيئة وسنسمعها في المدرجات طالما أن التعصب الرياضي هو الذي يؤصل لها في الشارع الرياضي السعودي.