أعلن بيان وزعه الاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة أمس أن أعضاء إدارة الاتحاد، ومن طالتهم تهم تمت إذاعتها في برنامج "أكشن يا دوري" في قنوات أم بي سي، وكذلك في قناة لاين سبورت أول من أمس، سواء لاعبين أو إداريين أو مدربين، أو من كان له صلة ببعثات منتخبات ذوي الاحتياجات الخاصة، سيمارسون حقهم الشرعي في المطالبة بحقهم القانوني حيال من كان له دور في تشويه سمعتهم.

واستنكر الاتحاد وجميع منسوبيه تناقل بعض وسائل الإعلام الخبر كما ظهر في برامج أول من أمس، وكأنه حقيقة ثابتة دون أخذ رأي جميع الأطراف ومعرفة حقيقة الموضوع.

وركض الإعلام الرياضي أمس لاستجلاء حقيقة ظهور راقصة في معسكر منتخب ألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة، وهو ما قدمه البرنامج نقلا عن لاعب المنتخب عبدالله الفيفي.

في المقابل ظل مقدم برنامج "أكشن يا دوري" الزميل وليد الفراج صامتا ولم يتجاوب مع اتصالات ورسائل "الوطن"، فيما نفت مصادر صحفية إيقاف برنامجه عن البث، وأكدت عرضه في وقته المعتاد الثلاثاء المقبل، وسط تحقيقات سريعة لمعرفة الأسباب الكامنة وراء نشر وبث لقطات قيل إنها خضعت للمونتاج من حديث لأمين عام الاتحاد، وأثارت جدلا واسعا في الأوساط الرياضية.

وجاء في بيان الاتحاد أمس أنه "إشارة إلى ما تم تناوله من قبل بعض القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي حول الأحاديث الإعلامية للاعبي ذوي الاحتياجات الخاصة عبدالله الفيفي وعلي البيشي والخاص باتهامهما عددا من الإداريين والفنيين بالاتحاد بعدم القيام بواجباتهم تجاه اللاعبين والذهاب بهم إلى أماكن غير لائقة مستدلين بذلك بتسجيل مصور لإحدى المناسبات التي دعي لها أعضاء منتخب المملكة لذوي الاحتياجات الخاصة وهي مناسبة عشاء أقيمت لهم في تونس عام 2008 من قبل الفندق بمناسبة ختام المعسكر، وبحضور عدد كبير من نزلاء فندق فيبس بتونس، وكان الحفل يضم جميع أعضاء الوفد البالغ عددهم 47 شخصا بينهم الإداريون والمشرفون والفنيون لمنتخبي ذوي الاحتياجات لرفع الأثقال وألعاب القوى، إضافة لمنتخب اليد الأردني للأسوياء، وشهد الحفل عروضا تمثل الفلكور الشعبي التونسي، وحين فوجئ الوفد السعودي بوجود راقصة ضمن العرض طلب علي الغامدي وإبراهيم السويلم إيقاف الفقرة، وتم سحب المنتخب السعودي من مكان الحفل بمساعدة الإداريين ومشرفي الإعاقة".

وتابع البيان "ما يثير الاستغراب أن يتم عرض هذه المادة بعد أربع سنوات من تصوير اللاعب الفيفي لها وعرض رأيه دون أخذ آراء مسؤولي الاتحاد، وعرض حديثه وكأنه الحقيقة".

وتابع البيان "أما الاتهامات التي ساقها اللاعب علي البيشي الذي ادعى واتهم المدرب وقلل من شأن مسؤولي الاتحاد الذين يحملون مؤهلات علمية تؤهلهم للتعامل مع فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ويتولون مناصب قيادية في مختلف قطاعات الدولة، فإنه كلام مردود عليه، حيث حاولوا القيام بواجبهم تجاهه والعمل على دمجه مع المجتمع لكنه لم يستجب لمحاولاتهم، وكان الأجدر أن يتحدث عن سبب غيابه لأكثر من عام عن أنشطة الاتحاد وبرامجه بسبب حكم شرعي صدر بحقه (في قضية أخلاقية)، وتقديرا لوضعه الأسري ووالدته استمر الاتحاد في صرف راتبه الشهري لأكثر من خمسة أشهر كانت تعطى لخاله لصرفها على أفراد أسرته".

وأكمل البيان "فيما يتعلق باللاعب الفيفي، فقد تقدم بشكوى للرئيس العام لرعاية الشباب، رئيس الاتحاد يتهم فيها المدرب التونسي سامي الزرلي بإبعاده عن المنتخب لأهواء شخصية واتهامه للمدرب بأنه يقوم بتصرفات غير إخلاقية، وقد شكلت لجنة للتحقيق، تبين لها بعد التحقيق مع المدرب واللاعب والرجوع للتقارير الفنية وأعضاء إدارة الاتحاد ورؤساء الوفود للدورات والمعسكرات التي شارك بها اللاعب وممثلو الرئاسة واللاعبون والعديد من اللاعبين المرافقين لهم زيف ما يدعيه تجاه المدرب".

وتابع "حقق اللاعب عددا من الإنجازات مع المدرب سامي منذ عام 2006 وحتى انقطاعه عن معسكر الرياض الإعدادي لأولمبياد لندن 2012 بحجة عمله، وبحجة عدم رغبته بمشاركة المنتخب بوجود هذا المدرب، والحقيقة أنه تم استبعاده حيث كانت آخر مشاركة له في بطولة الشارقة بالإمارات في رمي القرص بعد تراجع مستواه في سباق 100م، والسبب غير فني سواء من اللاعب أو المدرب بل بسبب إعاقته فهو مصنف T42 وهي تعني في التصنيف الطبي لمنظمة IPC بتر فوق الركبة للذين يحملون هذا التصنيف وهو مصنف من ضمن هذه الفئة وفي نفس الدرجة رغم أن إعاقته كانت تشوه خلقي من الولادة فليس لديه عضلات خلفية ولا يمكن أن ينافس ضمن هذه الفئة في أولمبياد لندن حيث إن الزمن الذي يحمله في بطولة فزاع 2011 قدره (15,21) ثانية، والرقم الذي تحقق في أولمبياد لندن 2012 هو (12,32ث) وهي مسافة شاسعة بينه وبين المنافسين، لذلك تم تحويله إلى لعبة القرص أسوة بالبطل الأولمبي هاني النخلي الذي بدأ مسابقات الجري وتم تحويله إلى رمي القرص.

عقب ذلك تقدم اللاعب الفيفي بشكوى أخرى بعد اطلاعه على تقرير اللجنة التي حققت في شكواه ضد المدرب، وأحيلت الشكوى الثانية إلى نائب رئيس الاتحاد إبراهيم العلي وأجرى تحقيقا موسعا اتضح فيه بطلان ادعاءات اللاعب، لذا خرج اللاعب عبر بعض وسائل الإعلام واتهم أعضاء لجنة التحقيق دون وجه حق من أجل أن يثير المزيد من البلبلة"

وكشف البيان أيضا أن "اللقاء الذي تم عرضه في أحد البرامج الرياضية للأمين العام للاتحاد الدكتور ناصر الصالح لم يكن بالأصل متعلقا بالموضوع الذي أثاره الفيفي وعرضهم التسجيل الخاص بوجود راقصة، فلم يكن اللقاء على الهواء مباشرة حيث كان جزء من لقاء مطول أجراه أحد منسوبي البرنامج في 10 ذي القعدة 1433 للتحدث عن الإنجاز والمشاركة في أولمبياد لندن، واقتطع النص الذي بث في الحلقة فقط".

من جانبه كان مدير عام الإعلام والنشر بالرئاسة العامة لرعاية الشباب الزميل سليمان النافع أوضح عبر "تويتر" أول من أمس أن الموضوع قديم ويعود لعام 2008، وأن إدارة المنتخب اتخذت إجراءاتها في حينها، مستغربا إظهار هذه الحادثة بعد أربع سنوات.

وكان اللاعبان البيشي والفيفي، واصلا قبل إصدار البيان نقدهما للاتحاد عبر قناة "لاين سبورت"، ما دعا رئيس تحرير صحيفة "جول أون لاين" الناقد الرياضي خلف ملفي، إلى التساؤل عبر موقعه في "تويتر" عن تزامن توقيت الحادثتين مع اختلاف الأسلوب، حيث قال "ما شاهدناه أمر خطير جدا والأغرب أن تكون القضية في قناتين في توقيت متزامن مع اختلاف الأسلوب".

وأضاف "سمعت كلاما يناقض بعضه.. القضية تعود إلى عام 2008 في معسكر تونس ولن أصادق على أي من القصص.. إنها مسؤولية الرئيس العام لرعاية الشباب، رئيس اتحاد ذوي الاحتياجات الخاصة الآن".