لا يمكن الجزم من الآن بأن فريق الفتح قد ضمن الفوز ببطولة دوري زين لهذا الموسم، رغم صدارته للفرق وتمسكه بهذه الصدارة، وإصراره على تحقيق هذا الحلم الكبير.

ذلك أن هناك ست جولات ما زالت في حكم المجهول، وقد تحدث نتائجها تغييراً في مراكز الترتيب، خصوصاً أن فريق الشباب قد دخل منافساً قوياً بعد فوزه الأخير على الهلال!

كما أن الهلال الذي كان أقرب المنافسين المزعجين للفتح، لم يسلّم الراية حتى وهو يخسر آخر لقاءاته، فلعبة النقاط لا تزال في الملعب، وكل ذلك يتوقف على قرار من فريق الفتح!

وعلى الرغم من كل هذه الحسابات، إلاّ أن فريق الفتح الذي أبلى بلاءً كبيراً في هذا الموسم، واستطاع أن يتغلب على فرق لها بطولاتها وتاريخها، لا أظنه سيتنازل عن ـ حدث ـ لن ينساه التاريخ!

لكن كرة القدم عرفت على مرّ التاريخ بأنها لعبة ليس لها أمان، وهذا ما يجب أن يعرفه الفتحاويون، لأنهم إن أرادوا المحافظة على تقدمهم واستمرارهم في الصدارة، فعليهم أن يخوضوا مبارياتهم المقبلة على أنها نهائيات مفصلية!

ولو أن بطولات كرة القدم تمنح بطريقة الاستفتاء لأعطيت صوتي لهذا الفريق الرائع "النموذجي"، فما فعله في هذا الموسم غيّر الكثير من المفاهيم، وأعطى إشارات لأصحاب الاحتكارات السابقة تقول إن كرة الإحساء قادمة!

ومع أنني لا أميل إلى حسابات الافتراضات، إلاّ أنني سأفترض أن فريق الفتح قد تعثر في الجولات المقبلة، وتقدم الشباب أو الهلال إلى الصدارة، وتراجع الفتح إلى المراكز التالية!

عندها، وهذا هو السؤال المهم، كيف ستتعامل إدارة الفتح مع اللاعبين، وكيف يمكنها أن تخرجهم من حالة الإحباط التي قد يتعرضون لها، وهم يرون أن حلمهم الذي اقتربوا من تحقيقه، والذي قد لا يعود مرة أخرى، قد انتهى؟.

كل ما علينا هو أن ننتظر لنرى الفصول الأخيرة، بل الحلقات الأخيرة من مسلسل البطل، فقد كان مثيراً منذ الحلقات الأولى، ومن المؤكد أن تكون الحلقات الأخيرة أكثر إثارة وتشويقاً.

ولا شكّ أن الظروف والإرادة والإصرار والروح، كلها عوامل ساهمت وساعدت الفتحاويين ليقدموا أنفسهم بهذه الصورة الرائعة، التي أكسبتهم الثقة، ومنحتهم تعاطفاً كبيراً من الشارع الرياضي.

ولعلّ هذه الظروف لا تتكرر في مواسم مقبلة، فاللعب مع الكبار يحتاج إلى إمكانات كبيرة في المستقبل، وإن برهن الفتح على أن فنّ الإدارة قد يأتي أولاً، ثم يأتي المال بعد ذلك، إلاّ أن مثل هذه الفلسفة لا يمكن أن تصلح لكل وقت!

أما الوقت الحالي، فلن يكون في صالح رئيس النادي الأهلي الأمير الرائع فهد بن خالد، لأن قضية اللاعب حسين عبد الغني هي قضية ناديه النصر، وليست قضية النادي الأهلي، فأي شهادة يريدونها، هل هي للأهلي أم عليه؟

أقولها بصدق وتجرد، فلو كنت مكان رئيس النادي الأهلي لرفضت الخوض في هذه القضية، لأنني أعلم أنها ستبدأ من وقت إغلاق ملفها، سواء كان ذلك لصالح اللاعب أو ضده، وهنا تكمن القضية الكبرى!.