يبدو المغرب في مواجهة الأزمة لدى شركائه الأوروبيين الرئيسيين وتباطؤ نمو اقتصاده، مصمما على تعزيز تعاونه الاقتصادي مع دول الخليج التي قام فيها الملك محمد السادس مؤخرا بجولة طويلة. وسيضطر المغرب المعتاد على معدلات نمو تقدر بـ4%-5%، إلى الاكتفاء في 2012 بنمو دون 3% من إجمالي الناتج الداخلي؛ بحسب أرقام رسمية.

وهذا التباطؤ ينعكس سلبا على المالية العامة، إذ بلغ العجز أكثر من 6% في 2011، وعلى الأجواء الاجتماعية في بلد بلغت فيه بطالة الشباب 30%.

وفي هذا الإطار الذي يجعل من تطوير شراكات أمرا ضروريا، أنهى العاهل المغربي للتو جولة دامت أكثر من أسبوع زار خلالها دولا في الشرق الأوسط الأردن والسعودية وقطر والإمارات والكويت، وعلق عليها الإعلام المغربي بإسهاب. وقالت خديجة محسن فنان الأخصائية في شؤون المغرب العربي إنه لفترة "تراجعت" الاستثمارات مع هذه المنطقة.

وبحسب أرقام رسمية لم تكن أي دولة في المنطقة في 2010 بين الزبائن العشرة الأوائل للمغرب ما عدا السعودية التي جاءت في المرتبة الخامسة (1.6 مليار يورو أي 5.9%من الواردات المغربية.

وأضافت أن "لكل بلد خليجي تاريخه مع المغرب". لكن اليوم يبدو أن دول مجلس التعاون الخليجي مستعدة لترسيخ الروابط. ووقعت شراكة استراتيجية مع مجلس التعاون الخليجي تنص على تمويل مشاريع تنموية في المغرب بمستوى 5 مليارات دولار على خمس سنوات. وعرضت هذه المشاريع على الملك المغربي خلال جولته.

وقالت صحيفة كو" إن زيارة الملك محمد السادس "سمحت بقياس أهمية المغرب لدى هذه الدول" التي يملك مستثمروها "حاليا أكبر قدرة عالمية في مجال الاستثمارات الأجنبية المباشرة".