بقي مسلسل "السوق السوداء" حاضرا في المباريات الكبيرة خاصة الدولية التي تقام على الملاعب السعودية، حيث عمل عدد كبير من الجماهير قبل مباراة أمس على شراء كميات كبيرة من تذاكر الدرجة الثانية وبيعها خلف أسوار إستاد الملك فهد الدولي مقابل 50 ريالا، علما أن الشركة الراعية المسوقة لبيع التذاكر، حددت سعر تذكرة الدرجة الثانية بقيمة 20 ريالا فقط.

وكانت أعداد كبيرة من الجماهير السعودية داخل وخارج العاصمة الرياض، حضرت إلى إستاد الملك فهد الدولي منذ وقت مبكر وسط تنظيم مميز من الجهات الأمنية والمسؤولين في درة الملاعب، الذين بدأ عملهم منذ الصباح لتسهيل مهمة دخول الجماهير ووصولهم إلى المدرجات من خلال تفتيش ميسر مع منع حاملي الشعارات التي تحمل عبارات، من الدخول وهي بحوزتهم، فيما سمح للجماهير بدخول أعلام الأندية الأوروبية، وكان لبرشلونة الإسباني نصيب الأسد منها، في الوقت الذي حرصت فيه جماهير غير سعودية على حضور المباراة لمشاهدة لاعبي المنتخب الأرجنتيني عن قرب.

ولم تخل المدرجات من حضور عوائل أرجنتينية وأخرى من أميركا اللاتينية وأوروبا، حيث خصصت لهم مقاعد خاصة.

وتسلل قرابة الـ 20 بائعا آسيويا نحو بوابات الدخول وبالقرب من الميدان المحيط بالملعب لتسويق التذاكر، وذلك بعد سمع البائعين بالقبض على ثلاثة منهم وتسليمهم للجهات الأمنية بمحضر رسمي، حيث اعترفوا بأنهم اشتروا التذاكر من المقرات التابعة لمؤسسة البريد السعودي، فيما أكد عدد من الجماهير التقت بهم "الوطن" أنهم اشتروا تذاكر المباراة من تحت الأسوار الخارجية المحيطة بالملعب.

وتجولت"الوطن" بين المقاعد الجماهيرية لمدرجات الدرجة الثانية "المقابلة للمقصورة الملكية" حيث أكد المشجع مصطفى الحميدان أنه اشترى تذكرة المباراة عبر السوق الإلكتروني ولم تستغرق عملية الشراء إلا 30 دقيقة وذلك عبر رسالة الـ sms, وقال" لقد كان الأمر مريحا لي وبنسبة كبيرة، فقد وجدت كل السبل ميسرة لي في الوصول إلى المدرجات". وعن سعر تذاكر المباراة أجاب بأن "سعرها مناسب قياسا بأهمية المباراة وأهميتها في تاريخ لقاءات المنتخب السعودي".

من ناحيته، يرى المشجع أبو هتان الدلبحي أن بيع التذاكر عبر السوق الإلكتروني طريقة جيدة إلا أنه يحرمهم من الالتقاء بالأصدقاء الذين اعتادوا لقاءهم قبل هذه المباريات نتيجة للالتزام بأرقام المقاعد، وأكد أنه حضر إلى الاستاد منذ الـ 3.30 عصرا.

في المقابل، دفع المشجع نواف الناصر ثمن ترك تذكرته مع ابن عمه مهند بعد خروجه لاحتساء الشاي وهو فقدان مقعده، وقال "لقد منعني الأمن من العودة إلى مقعدي، ولم أستطع الوصول لابن عمي عبر الاتصال بجوالي الخلوي الذي يتعذر فيه الاتصال لثقل في الشبكة نتيجة لكثافة الحضور الجماهيري".

من جانبه، قال أحد العاملين في شركة "آر بي إم" إنهم واجهوا حرجا كبيرا في دخول الجماهير إذ خصصت المدرجات السفلى للدرجة الأولى للذين اشتروا التذاكر من السوق السوداء، والعليا للذين اشتروها من نقاط البيع داخل ملعب الملك فهد الدولي، وهذه المنهجية سببت لغطا كبيرا لدى الجماهير.

وكانت الطرق الرئيسية خاصة طريق خريص بعد تعديل مساره إثر انفجار صهريج الغاز قبل أسبوعين، شهدت ازدحاما في الحركة المرورية قبل المباراة.

وكان المنتخب السعودي أول من حضر إلى الملعب وسط استقبال مميز من الجماهير للاعبين، فيما سبق لاعبي المنتخب الأرجنتيني، والد ميسي وشقيقه في الدخول إلى الملعب، قبل أن يلحق بهم أفراد المنتخب وسط ترحيب كبير من الجماهير التي رددت أسماء اللاعبين وحرصت على استقبالهم بحفاوة، خصوصا نجم المنتخب لاعب برشلونة، أفضل لاعب في أوروبا، ليونيل ميسي.