لا تخلو حياة الطلاب والطالبات المبتعثين من الخطورة، إذ إن الأغلبية منهم لا يعلمون ما تخفيه لهم الأيام التي يقضونها في الغربة، ورغم ندرة تلك الحوادث مقارنة بأعداد المبتعثين في الخارج، إلا أنها تسبب آلاماً متعددة لأسر كانت تنتظر عودة أبنائها وبناتها بفارغ الصبر حاملين معهم شهاداتهم العلمية.

وتتجسد تلك الخطورة في قصة إحدى المبتعثات، إذ لقيت طالبة سعودية مبتعثة للدراسة في الولايات المتحدة مصرعها في مدينة جولدن التابعة لولاية كولورادو الأميركية بعد أن ارتطمت بها سيارة على البوابة الرئيسة للحرم الجامعي، وأصيبت طالبة الجيوفيزياء رقية العوامي ذات الـ20عاماً بنزيف داخلي، بعد أن وقع لها حادث في حرم جامعة (Colorado School of Mines).

المبتعث الذي يدرس الإخراج السينمائي في ولاية متشجن الأميركية مهند آل عبدالله، توفي نتيجة تعرضه لحادث مروري، بينما أصيب مبتعث آخر كان يرافقه، وأشارت التفاصيل التي رواها عبد الله آل عبدالله والد المبتعث مهند لـ"الوطن" أن ابنه ومرافقه المبتعث الآخر أحمد بن حسين آل مرشد كانا في طريقهما من جامعة متشجن إلى مقر سكنهما في الولاية نفسها، وتعطلت سيارتهما الخاصة "كامري" بسبب نفاد الوقود على الطريق السريع في الولاية، وأثناء إحضارهما الوقود، وعند الشروع في تعبئة السيارة بالبنزين فاجأتهما شاحنة كبيرة، واصطدمت بهما مباشرة، مما أدى إلى مصرع نجله مهند على الفور، وإصابة مرافقه بإصابات متفرقة.

ولم تكن حوادث السير هي الوحيدة التي كانت سبباً في مخاوف كثير من المبتعثين، بل كان لحوادث الاعتداء جانب آخر، وهو ما حدث مع الطالب في جامعة إربد الأردنية عبد الله الأشجعي، والذي تماثل للشفاء بعد أن أجرى عملية جراحية لترميم الأذن في مستشفى ابن النفيس في محافظة إربد، إثر تعرضه للإصابة في حادثة الاعتداء على 3 مبتعثين سعوديين في الأردن مؤخراً، وفي سبيل القبض على أحد المعتدين على المبتعثين تم عرض كثير من صور المشبوهين في محافظة إربد، وتعرف بدر الحيدري أحد المعتدى عليهم على بعضهم، وتم القبض على أحدهم في ميدان عام، فيما قامت السفارة بجهد كبير في هذه الحادثة.

وكان الطلاب الثلاثة قد تعرضوا للطعن بآلات حادة في مدينة إربد أثناء خروجهم لشراء بعض المستلزمات المكتبية، وذلك بعد يوم واحد من تحذيرات السفارة السعودية للمواطنين من التجول في الشوارع والميادين العامة في العاصمة عمان.

ولا تعتبر العصابات من ضمن الأخطار التي تواجه الطلاب فقط، فالغضب أيضاً كان أحد أسباب إصابة المبتعثين، حيث يمثل المبتعث (ي. م) والبالغ 26 من عمره أمام محكمة مقاطعة كاملوبس ليواجه تهمتي الاعتداء المسلح بعصا البلياردو، وإحداث إصابة في رأس زميله (ع. ح) نتج عنها دخوله في غيبوبة بمستشفى أنلاند الملكي في كندا.

وذكرت الشرطة، أن الحادثة وقعت في نادٍ وسط المدينة عند الساعة الواحدة من فجر السبت الثالث من نوفمبر، حين باغت الأكبر سنا ويبلغ الـ28 من عمره زميله بضربة على وجهه إثر خلاف بينهما، ليبادره الآخر بضربة من عصا بلياردو كانت في يده، خرقت عين الضحية لتدخل محجر العين، ومن ثم الدماغ محدثة فيه إصابة خطيرة.

في منطقة مانشستر الكبرى وزّعت الشرطة صورة التقطتها من إحدى كاميرات المراقبة العامة تظهر رجلاً أبيض قد يكون من إحدى دول أوروبا الشرقية تقول إنه مطلوب لديها بتهمة الاعتداء بضربة واحدة في الرأس على الطالب السعودي إبراهيم الحربي (19 عاماً) فجر السبت الماضي وسط مانشستر، حيث شوهد الرجل وهو يغادر مكان الاعتداء على الحربي متجهاً إلى أحد الكازينوهات.

الضربة التي تعرض لها الحربي في مؤخرة الرأس أدت إلى نزف داخلي، لكن جراحة دقيقة أجريت له أدت إلى تحسن حاله الصحية، وكان الحربي قد جاء مرافقاً لشقيقته وبدأ يدرس اللغة الإنجليزية في معهد خاص على نفقته.

ولم تكن الحوادث الفردية هي التي يتعرض لها طلاب وطالبات، بل تعدت ذلك إلى وجود عصابات امتهنت الاحتيال على المبتعثين، إذ حاول شخصان الاحتيال على عدة رؤساء أندية طلابية سعودية في الولايات المتحدة عبر الادعاء بأنهما من قدامى الطلاب بأميركا وبأن قسم الهجرة بالمطار سحب منهما كل شيء بما فيه محفظتاهما، وأنهما بحاجة لتحويل بعض المال عن طريق ويسترن يونيون كي يستطيعا تسيير أمورهما، وقد تم اكتشاف حيلتهما من خلال أحد رؤساء الأندية السعودية بعد أن تلقى اتصالا من مجهول يدعي بأنه مواطن سعودي اسمه الدكتور سامي الراجحي، وادعى بأنه في أحد المطارات، وأنه بحاجة لمساعدة مادية وعند سؤاله عن تفاصيل القصة، ومحاولة إقناعه بالاتصال بمصلحة شؤون المواطنين في السفارة، تهرب وقطع المكالمة بطريقة مثيرة للريبة.