كشف رئيس الهيئة العامة للطيران المدني الأمير فهد بن عبدالله لـ"الوطن" أنه تم إنجاز ما بين 33 إلى 34% من مشروع تطوير مطار الملك عبدالعزيز الجديد بجدة، مشيرا إلى أن الحريق الذي شب في مجموعة من الأخشاب في مبنى المواقف لم يتسبب بأي تأثير على البنية الأساسية للمشروع، وما نتج عن الحريق هو التهام النيران لبعض الأخشاب الموجودة في مشروع تنفيذ مبنى المواقف، والبحث لا يزال جاريا من قبل الدفاع المدني بمشاركة الطيران المدني والجهات المختصة ذات العلاقة للوصول لمسببات الحريق، مؤكدا أن الإسراع في إنجاز المشروع لا يمكن السماح فيه بالإخلال بالمواصفات والسلامة.

وقدم الأمير فهد بن عبدالله خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته الهيئة في مقرها بمطار جدة أمس، لإلقاء الضوء على فعاليات المؤتمر الدولي الـ5 لمفاوضات الخدمة الجوية للطيران المدني، والذي سيعقد 8 ديسمبر المقبل بفندق الهيلتون بجدة، شكره إلى خادم الحرمين الشريفين على موافقته لاستضافة المملكة للمؤتمر، إلى جانب جميع الجهات التي تعمل جنبا إلى جنب لإنجاحه، مشيرا إلى أن مشاركة 75 دولة في المؤتمر الحالي بالمملكة تعد أكبر مشاركة منذ عام 2003 حين نشأ المؤتمر للمرة الأولى.

وبين أنه تم التأكيد على تنظيم 350 اجتماعا ثنائيا بين الدول المشاركة في المؤتمر الذي يصادف تنظيمه هذا العام مع مشاركة المملكة المجتمع الدولي بالاحتفال باليوم العالمي للطيران المدني، فيما طلبت 38 دولة الاجتماع مع المملكة للتباحث في فتح مجالات جديدة في الخدمة الجوية وتطوير المعاهدات الحالية وزيادة عدد الركاب، مشيرا إلى أن المملكة ستركز خلال الاجتماعات على الحديث عن زيادة الرحلات أو تعديل الاتفاقيات القائمة، إلى جانب التحسينات في البنية الأساسية للطيران المدني، مبينا أن هناك دولا لا يوجد بينها وبين المملكة اتفاقيات ومن الممكن أن ينتج عن الاجتماعات اتفاقيات مشتركة معها، مثل البرازيل، المكسيك، أورجواي وبروجواي.

وذكر أن صناعة الطيران تحولت إيجابيا واتسعت على المستوى الدولي بشكل عام والشرق الأوسط بشكل خاص، بالرغم من الأزمات المالية التي يشهدها العالم في أكثر من مكان، غير أن قطاع الطيران استمر كمحفز رئيسي على دعم الاقتصاديات وتوفير فرص العمل ودفع عجلة النمو الاقتصادي بالعالم، فالأرقام تشير إلى الدور البارز لهذا القطاع حيث وفر على مستوى العالم أكثر من 56 مليون وظيفة، كما تبلغ نسبة مساهمته في الناتج الإجمالي المحلي العالمي 3,5% وفي الشرق الأوسط أسهم في توفير 2,7 مليون فرصة عمل بشكل مباشر أو غير مباشر، كما أضاف 129 مليار دولار للناتج المحلي الإجمالي للمنطقة.

وتوقع الأمير فهد بن عبدالله أن يكون النمو كبيرا في هذا المضمار ليصل إلى 6.3% سنويا من حيث القيمة الحقيقية خلال السنوات الـ20 المقبلة، مشيرا إلى أن ذلك ما دفع المملكة إلى توقيع العديد من الاتفاقيات مع الدول المختلفة في مجال النقل الجوي، وتوسعة وتطوير المطارات وإدخال شركات جديدة إلى السوق عبر منحهم رخص مشغلين.

وأشار إلى أن المنظمة العالمية للطيران المدني تضم 191 دولة، منها 36 دولة في مجلس المنظمة، فيما بلغ عدد رؤساء الوفود المشاركة والأعضاء المرافقين من خارج المملكة 700 شخص، مبينا أن المؤتمر نشأ في عام 2003 على أساس عقده سنويا في إحدى الدول، حيث إن عقدها في مدينة واحدة يخفف من الأعباء التي تثقل كاهل بعض الدول من حيث الأعباء المالية والتنقل والسفر، وبناء على ذلك أوصت المنظمة بإمكانية توفير مكان واحد تتجمع فيه كافة الدول مرة واحدة كل عام للتفاوض وإبرام الاتفاقيات الثنائية والجماعية فيما بينها.

وذكر أن الهيئة لديها مستحقات عند شركات الطيران والجهات الحكومية وسيتم الانتهاء منها خلال شهرين إلى 3 أشهر المقبلة، كما أن الأسعار التي فرضتها هيئة الطيران المدني لن تتغير وهي ثابتة بالنسبة للتذاكر، وما يهم الهيئة هو المواطن بحيث لا يزيد الأسعار عليه ولا يتأثر بذلك مع وجود بعض المناطق لا توجد عليها كثافة تغطي قيمة الرحلات، ولكن لا نترك العنان لشركات الطيران لزيادة الأسعار، مع تأكيدنا للمحافظة على سقف الأسعار التي حددتها الحكومة للتذاكر، وبالنسبة للناقل الجوي نحن نتكلم حاليا عن طرح رخصة مع إمكانية طرح رخصة ثانية، وصدر تصريح سابق بتأخر الموضوع للبت فيه لإعادة النقاش وإعادة النظر في العرض المقدم من الشركات، أما بالنسبة للواجهة الجنوبية للمطار أوضح أنه اطلع على مخطط عرضته أمانة جدة وهو لإخلاء المنطقة الصناعية وتحريكها إلى شمال الحافظة، وتحسين مدخل جدة بواجهة حضارية تعكس أهميتها، فيما أن محطتي القطار المتواجدة في المطار تمر إحداهما للحجاج والأخرى للركاب، كما أن المطار وضع في اعتباره عند بناء المحطة الخاصة بالركاب بأن تتماشى مع مشروع المترو الذي سينشأ في جدة.