في الأسبوع الماضي، تشرفت خلال يومين متتاليين بحضور مناسبتين كان لهما وقع على نفسي، الأولى كانت في النادي الأهلي، حيث افتتاح قاعة الملكي بحضور الأمير خالد بن عبد الله، الرجل الذي أعطى وما زال يعطي الأهلي من فكره وجهده وماله.

وفي اليوم التالي، كنت في مناسبة اجتماعية برعاية وحضور أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير خالد الفيصل، وكانت المناسبة حفل جائزة مكة للتميز، وهي المرة الأولى التي أحضر فيها مناسبة اجتماعية في هذا العام.

وما بين حفل افتتاح قاعة الملكي بالنادي الأهلي، وحفل جائزة مكة للتميز، حضر الفكر في أجمل صوره، فالأميران "خالد وخالد "عرف عنهما ولعهما بالعمل المنظم، والأفكار الخلاقة، وهذا من حسن حظ المدينة الحالمة "جدة". لقد وجدت نفسي وأنا أتابع هنا وهناك، أنني أمام شخصيتين ليس لهما شبيه، فالأمير خالد الفيصل، شاعر ومثقف، وفوق هذا فهو رسام، وهذا ما يجعلنا نتصور أن كل ما نشاهده له، رسمه بريشته، وما أجمل لوحات خالد الفيصل.

أما الأمير خالد بن عبد الله، فلا علاقة له بالشعر والرسم، لكنه إنسان وهبه الله الفكر والقدرة على التخطيط والتنفيذ برؤية لا يجيدها إلاّ خالد حتى أصبحت كل زاوية من زوايا النادي الأهلي بها لمسة من سحره!

كم أنت محظوظة يا جدة، فأمير يرسم لوحتك من جديد، ليضعك على طريق ينفذه بنفسه، اختار له عنواناً يقول" نحو العالم الأول"، وعليك يا جدة أن تثقي في خالد الفيصل، فإن قال، فقد صدق، وها أنت تسيرين في هذا الاتجاه.

وهناك خالد آخر، مفتون بك مذ كان صغيراً، فزاد تعلقه بك وعشقه لك، لكن عشقه لك يشاركه عشق آخر للنادي الأهلي، فقد ارتبط به محباً ومشجعاً، وبعد ذلك لاعباً ثم رئيساً للنادي، ثم رئيساً لهيئة أعضاء الشرف، ليؤكد بذلك نظرية جديدة تقول إن القلب يمكن أن يحب اثنين.

إن الأحلام عند خالد الفيصل وخالد بن عبد الله، ليست كأحلام الآخرين، فعندهما تتحول الأحلام إلى حقيقة وواقع، وما أكثر ما حولا الأحلام إلى واقع نراه ونعيشه، فجولة في جدة هذه الأيام تجعلك تشعر بأنك في مدينة اختلفت وتغيرت، على الرغم من أنها ما زالت تعيش ورشة عمل لا ينتهي.

والحال نفسه في النادي الأهلي، فمنذ خمس سنوات وأكثر نفذ الأمير خالد بن عبد الله أول أحلامه، فكانت أكاديمية هي الأولى في المملكة، وبعدها بعامين شيّد الأمير صرحاً آخر أطلق عليه اسم مركز الأمير عبد الله الفيصل للناشئين والشباب والأولمبي.

قلت للأمير خالد بن عبد الله يوم افتتاح قلعة الملكي، الأهلي في ورشة عمل مثله مثل المدينة التي يسكنها، فردّ بكل تواضع "هذا حق الأهلي علينا"، وزاد" كان لا بدّ من ربط الأكاديمية بالمركز وربط المركز بالفريق الأول".

ومن هنا جاءت فكرة إنشاء مبنى "الأهلي هاوس"، وهنا يعلق الأمير خالد" لقد نظرنا إلى ما يصرفه النادي مقابل سكن اللاعبين القادمين من مدن ومناطق أخرى في الفنادق والشقق المفروشة، فرأينا أن إنشاء مبنى الأهلي هاوس سيوفّر لنا الكثير".

هل رأيتم كيف يفكر خالد بن عبد الله، وبماذا يحلم للنادي الأهلي؟ فهو بعد كل هذا العمل يريد أن يضع الأهلي في مكان يرضاه له، وهو" النادي الأول"، فانتظروه واحتفلوا مع خالد غداً بمشروع جديد ومركز يسر المحبين والعشاق من المجانين!