أبدى مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة اليد، الدنماركي نينادا، تفاؤله بظهور مشرف في نهائيات كأس العالم المزمع إقامتها في إسبانيا العام المقبل، مرتكزاً في ذلك على توفر الشجاعة الكافية لدى اللاعب السعودي لمواجهة أي منافس، ومعتبراً أن تحقيق إنجاز التأهل للدور الثاني لأول مرة في تاريخ مشاركاتهم المونديالية سيكون ممكناً، معترفاً في ذات الوقت بوجود نواقص فنية يعاني منها اللاعبون أبرزها غياب التركيز وبطء الارتداد الدفاعي، سيسعى خلال الفترة المقبلة لتجاوزها، وكشف المدرب الكرواتي خلال حواره مع "الوطن" أنه كان يرغب في البدء بالتحضير للمونديال منذ لحظة التأهل للنهائيات والاستفادة من أيام الاتحاد الدولي لليد بملاقاة منتخبات قوية، مبيناً أنه يتطلع للاستفادة من برنامج الإعداد بصورة مثالية وخوض مباريات مع منتخبات عالمية متأهلة لكأس العالم.

فترة الإعداد المبرمجة للمنتخب، هل ترى أنها تتناسب مع منافسات قوية مثل كأس العالم؟

كنت أفضل أن يبدأ برنامج إعداد المنتخب لمثل هذه المنافسة العالمية قبل ثلاثة أو أربعة أشهر، وتحديداً منذ إعلان التأهل رسمياً، وأن يكون هناك فرصة في كل أسبوع لتجمع اللاعبين.. المنتخبات الأوروبية على سبيل المثال تخوض أسبوعياً مباراة قوية ضمن فترة إعداد تبدأ مباشرة بعد تأهلهم لكأس العالم، خصوصاً وأن اللاعب الأوروبي المحترف يلعب مباراتين أسبوعيا مع ناديه في مسابقات مختلفة وبالتالي تعود الفائدة على منتخباته ، إلى جانب أنهم يستغلون أيام الاتحاد الدولي.. للأسف هذا غير متوفر للمنتخب السعودي بل حتى أيام الاتحاد الدولي انقضت دون استفادة منها ولأسباب خاصة ليس لي يد فيها، فلم يتم التعاقد معي إلا في الـ15 من سبتمبر الماضي وكنت أتمنى أن أشارك مع المنتخب في مباريات خلال أيام الاتحاد الدولي، ولكننا عوضناها بمعسكر داخلي وقفت خلاله عن قرب على مستويات اللاعبين رغم وجود غيابات في المعسكر لم يكتمل معها كل عناصر المنتخب.

وهل تعرفت على اللاعبين؟

بالنسبة للاعبين أستطيع أن أصفهم بالجيدين وهم يتحسنون من وقت لآخر.

وكيف تقيمهم فنياً بشكل عام؟

أبرز عائق لمسته هو عدم قدرتهم على التركيز طيلة الستين دقيقة "زمن المباراة" وعدم الانضباط التام بصورة مستمرة أثناء المباراة ، إلى جانب عدم وجود لاعبين طوال القامة، ولكن هذا يتم تعويضه من خلال المرونة والقوة العضلية التي يمتلكها اللاعبون بيد أن هناك جانبا إيجابيا لمسته وهو إمكانية مواجهتهم لأي منتخب في العالم بالشجاعة الكافية ولا يخشون أي خصم ، وبالطبع سنسعى في فترة الإعداد الأخيرة قبل كأس العالم لمعالجة مسألة التركيز أثناء المباريات، أضف إلى ذلك أن اللاعب السعودي سريع في الهجوم ولكنه في نفس الوقت بطيء في الارتداد والعودة للدفاع، وسنعمل على تحسين هذا الجانب في المباريات الودية.. أعتقد أن هذا لن يكون صعب علينا إطلاقاًَ مع وجود الرغبة لدى اللاعبين بإظهار أفضل ما لديهم وتطوير مستوياتهم الفنية قبل الدخول في منافسات كأس العالم بإسبانيا.

ماذا سيتضمن البرنامج الخاص بالإعداد؟

نتمنى أن نتمكن من تحقيق البرنامج بشكل كامل، وطلبنا أن نخوض تسع مباريات ودية قبل دخول كأس العالم ، اثنتان في سلوفينيا وأربع في كرواتيا وهناك مباريات أخرى، وعلى العموم جميع المباريات التي سنخوضها ستكون تقريباً مع منتخبات متأهلة لكأس العالم؛ وهذا سيعطي المباريات قوة وسيساهم في إنجاح البرنامج الإعدادي للمنتخب، وكل ما أود أن أنوه عنه هنا أننا سنطبق كجهاز فني أسلوبا تدريبيا حديثا في عالم كرة اليد يختلف عن الأساليب السابقة سعياً للظهور بمظهر مشرف لكرة اليد السعودية في العالم.

بصراحة هل ترى أن المنتخب السعودي بمقدوره التأهل للدور الثاني في كأس العالم؟

التأهل لدور الـ16 لأول مرة في تاريخ مشاركات المنتخب السعودي في كأس العالم لن يكون مستحيلاً.. إذا أردنا تحقيق ذلك علينا أن نفوز بنتيجة مواجهتين على أقل تقدير، ومجموعتنا قوية وليست سهلة وتضم معنا كوريا الجنوبية وهو الأفضل في آسيا وهو بطل القارة وسنسعى بجدية للتغلب عليه في الدور الأول.

مجموعة المنتخب السعودي تضم بجانبه إضافة إلى كوريا الجنوبية، منتخبات صربيا وسلوفينيا وبولندا وبيلاروسيا ، فأي من هذه المنتخبات ترى أنه بإمكانكم تخطيه والعبور للدور الثاني؟

لم أتعود طيلة حياتي المهنية أن أحدد أيا من المنتخبات سأفوز عليها قبل انطلاق المباراة رسمياً، بل الاستعداد جيداً بغرض تقديم أفضل ما لدينا وربما يحالفنا الحظ ونقدم المفاجأة في البطولة، مع العلم أنه لا يوجد شيء مستحيل في الكرة، ومتى ما قدم لاعبو المنتخب أفضل ما لديهم وكانوا في يومهم وخطوطهم متجانسة فإن الفوز لن يكون صعباً على الإطلاق، ومع وجود الانضباطية وتطبيق ما نريده من اللاعبين فإننا سنكون في أفضل مستوياتنا الفنية، كما أننا لن نستهين بأي خصم نواجهه مهما كان وضعه.. ربما ستكون احتمالية الفوز أكبر لنا أمام منتخبي كوريا الجنوبية وبيلاروسيا ومن الممكن أيضاً أن نفاجئ سلوفينيا في مباراتنا الأولى.