تعثر المنتخب السعودي لكرة القدم في أولى مبارياته في "خليجي 21"، أمام منتخب العراق بهدفين دون مقابل، جاءت بمثابة ضربة موجعة للجهاز الفني والإداري واللاعبين، بالذات مع أمل تحقيق كأس هذه البطولة؛ كي يعود جزء كبير من الثقة المفقودة حول المنتخب السعودي.

ورغم فوز العراق بهدفين خلال هذه المباراة، إلا أنه لم يكن الأفضل فنيا طوال شوطي المباراة، ولم يكن المنتخب الشرس ميدانيا حتى يجد نفسه كاسبا هذه المباراة بهدفين نظيفين، ولكنه استفاد من كرتين ثابتتين مكنته من الوصول لشباك وليد عبدالله، وتحقق له 3 نقاط جعلته يعزز موقعه في هذه المجموعة، عدم تفوق العراق ميدانيا على المنتخب السعودي لا يعني عدم أحقيته بنقاط الفوز، فنتيجة كرة القدم تسجل من ولوج الكرة في المرمى، وليست في نسبة الاستحواذ أو في عدد فرص التهديف الخطرة.

لاعبو "الأخضر" والمعاناة

رغم التشكيل غير المثالي، وطريقة اللعب غير المناسبة لإمكانات لاعبي المنتخب السعودي من قبل المدرب ريكارد، إلا أنهم بذلوا جهدا كبيرا خلال مباراة العراق، حتى والكثير من هذا الجهد لم يكن ذات إيجابية تذكر على مستوى المنتخب، بسبب الأدوار المزدوجة التي يؤديها أكثر من لاعب سعودي، وألقت بظلالها السلبي على تكامل الأدوار ما بين خطوط المنتخب، ووضح التداخل في الأدوار ما بين لاعبي الوسط حتى حضرت العشوائية والاجتهاد في بعض فترات الشوطين، خصوصا مع بناء الهجمة في ظل التكتل البشري من لاعبي العراق، وإغلاق مناطقهم الدفاعية بأكثر عدد بمجرد خسارتهم للكرة.

الطريقة دون انسجام

لم يوفق ريكارد كثيرا على رهانه بنجاح طريقة اللعب التي تعتمد على 4 /2 /3 / 1، حينما زج بلاعبيه خلال هذه المباراة دون أن يكون تجهيز يطمئنه ويطمئنهم كلاعبين بالأدوار الجديدة على البعض منهم، بالذات الشق الهجومي، الذي تواجد فيه الثلاثي: سالم الدوسري وفهد المولد وياسر القحطاني خلف المهاجم الوحيد ناصر الشمراني، هذا الرباعي وجد صعوبات في اختراق الدفاعات العراقية؛ بسبب افتقاده للانسجام أولا، ولغياب الممول في هذه المساحات الضيقة، لذلك كان اللجوء لاستخدام المهارة الفردية أحد الحلول لعلها تسعفهم في الوصول لمرمى نور صبري، وكادت أن تحدث في مناسبتين، الأولى في كرة فهد المولد الشوط الأول، وكرة أسامة المولد منتثف الشوط الثاني، خلاف ذلك لم يكن هناك ما يستحق التوقف عنده كثيرا.

خطر العرضيات مستمر

ما زال لاعبو المنتخب السعودي، ومن خلفهم حارس المرمى وليد عبدالله، يقعون في نفس الأخطاء السابقة بسوء التمركز، والتفاعل مع الكرات العرضية، هذه "المعضلة" الحقيقية ما زالت تسبب خطرا على مرمى المنتخب السعودي، بعد أن انتقلت إليه من الأندية السعودية التي للأسف لم ينجح مدربوها في إيجاد العلاج المناسب لهذه الكرات، وبالتالي من الصعوبة بمكان أن يتم علاجها في معسكر المنتخب الذي لا يتجاوز 10 أيام. استمرار هذه الإشكالية جعل العراق يستفيد من إحداها بتحقيق سلام شاكر هدف العراق الأول، حتى برهن أسامة هوساوي على وجود مشكلة مع الكرات العرضية، وأسكن الكرة في مرمى وليد عبدالله دون أي مضايقة مع أحد لاعبي العراق.

بدلاء دون فائدة

تأخر ريكارد كثيرا في استخدام أحد الأوراق البديلة، رغم تقدم العراق من الدقيقة (18)، خاصة وهو كمدرب لم يوفق في طريقة اللعب، ولا الأسماء المشاركة في التشكيل الرئيس للمنتخب، لذلك لم تكن في مشاركة تيسير الجاسم ولا أحمد عطيف ولا محمد السهلاوي أي فائده فنية تذكر بسبب الوضعية الصعبة التي وجدها لاعبو المنتخب مع تقدم العراق بهدفين، أو في تسيير منتخب العراق للمباراة كما يريد.

قراءة مختصرة

استحق منتخب الإمارات نجومية الجولة الأولى، بفضل الأداء المتوازن والحيوية والانسجام، التي ظهرت على لاعبيه خلال مباراة قطر، مما مكنهم من تعديل تأخرهم بهدف إلى أن وصل الحال بتسجيلهم 3 أهداف كانت قابلة للزيادة بفضل السيطرة الميدانية والثقة العالية، اللتين كانوا عليها طوال المباراة، حققوا منها مكاسب عديدة خلاف نقاط المباراة، وهي تتمحور حول الأسماء الشابة التي ستقود "الأبيض" في مشواره المقبل، وبخلاف منتخب الإمارات صاحب نجومية المرحلة الأولى، يأتي عن بعد منتخب الكويت الذي أظهر قدراته وحسن تعامله مع اندفاع منتخب اليمن، واستطاع تحقيق مبتغاه بالفوز دون أن يبذل لاعبوه جهدا كبيرا تحسبا لمباراة الغد أمام العراق، وتعتبر مباراة الافتتاح ما بين البحرين وعمان من أسوأ مباريات كرة القدم في ظل العشوائية والاجتهاد اللذين طغيا على شوطي المباراة، وحسب تأكيدات المحللين والمراقبين، من الصعب تكرار ما حدث في هذه المباراة خلال مواجهات هذه الدورة أو الدورات المقبلة.