تراجعت المستويات الفنية للمنتخبات خلال مباريات الجولة الثالثة والأخيرة للدور الأول من "خليجي 21" رغم أهمية لقاءات بحجم مواجهة السعودية والكويت، وعمان والإمارات، والبحرين وقطر. ويعتبر منتخب البحرين المستفيد الأكبر من نتائج هذه الجولة حينما أزاح منتخب قطر وقفز بديلا له في التأهل إلى نصف النهائي، مقابل فشل لاعبي عمان في تحقيق ثلاث نقاط كانت سانحة لهم خلال مواجهتهم لبدلاء منتخب الإمارات الذين كسبوا المباراة بهدفين نظيفين في الدقائق الأخيرة.

ريكارد غامر ولكن..

واصل مدرب المنتخب السعودي، الهولندي فرانك ريكارد مسلسل تبديلاته المفاجئة من مباراة إلى أخرى وكانت هذه المرة أمام منافسة على بطاقة التأهل منتخب الكويت صاحب الأفضلية في عدد الأهداف. ووسط موجة من النقد الفني التي طالت ريكارد من بعد خسارة العراق مرورا بالفوز الضعيف على اليمن وحتى قبل مباراة الكويت، أجرى المدرب تبديلات في منطقة الوسط لعل وعسى أن تجدي نفعا في تغيير رتم وأداء المنتخب، إلا أن هذه المغامرة غير المدروسة تسببت في تركيز لاعبي الكويت على اتخاذ أسلوب وطريقة لعب تناسب الاندفاع السعودي، وتوفر مساحات ما بين دفاع ووسط الأخضر، وهو ما جعل الكويتيين ينتظرون 13 دقيقة فقط حتى يصطادوا الدفاع السعودي بكرة مرتدة حولت المباراة إلى مواجهة خاصة بين الدفاع الكويتي والهجوم السعودي.

ما بعد الهدف

الهدف الكويتي الذي وقع عليه يوسف ناصر في الدقيقة 13، حول مجرى ومسار المباراة حينما وضح تركيز الكويتيين على التكتل حول منطقة الجزاء، ومنح المساحة في وسط الملعب للاعبي المنتخب السعودي من أجل الحفاظ على مميزات التأهل، بأن يكون الفوز الورقة الأولى بيدهم، ومن ثم التعادل كورقة ثانية متى ما سجل منافسهم السعودي هدف التعادل. كما سعى الأزرق الكويتي إلى المحافظة على التقدم مع نهاية الشوط الثاني ليقينهم أن الجهاز الفني السعودي حتما سيتخذ خطوات المغامرة بشكل تدريجي وهو ما حصل دون أن يكون لهذه التدخلات تأثير يستحق الإشادة، خصوصا والكويتيون يسيرون المباراة كما يرغبون بأن تلعب الكرات العرضية المحببة لمدافعيهم في ظل قصر قامة لاعبي المنتخب الس`عودي، حتى أطلق حكم المباراة صافرة النهاية بالفوز الكويتي.

المولد والواجبات المعقدة

النقد الفني الموجه لمدرب المنتخب السعودي ريكارد لم يأت لمجرد خسارة مباراة العراق أو تحقيق فوز ضعيف على اليمن، إلا أن تدخلاته وقراءته للمباريات جانبها الصواب خصوصا مع القرارات التي لم يختلف عليها محللو المباريات أو النقاد الرياضيون، ومن هذه التدخلات المفاجئة لريكارد حينما عطل خطورة لاعب بسرعة ومهارة فهد المولد خلال مباراة الكويت الحاسمة والمصيرية وأوعز له التواجد في عمق الهجوم خلف ناصر الشمراني وياسر القحطاني كدور تكتيكي صعب جدا على لاعب حديث خبرة وتجربة ميدانية ما جعل المولد يكون ضيف شرف خلال المباراة، في الوقت الذي كان على ريكارد أن يفعّل أطراف المنتخب حتى يمنح أحمد عطيف وتيسير الجاسم ويحيى الشهري مساحة من أجل التوغل من العمق في الأوقات المناسبة.

الإمارات تزداد ثقة

مشاركة بدلاء منتخب الإمارات لم تكن محفزة للاعبي منتخب عمان من أجل الظفر بثلاث نقاط وتجديد أملهم في التأهل وتحسين صورتهم الفنية خلال هذه الدورة، بل كانت فرصة مواتية من أجل الإطاحة بالمنتخب المنافس، هذا الأمر أربك لاعبي عمان ومدربهم الفرنسي لوجين الذي احتفظ بهداف الفريق عماد الحوسني وحينما استعان به كانت الثقة في قمتها لدى لاعبي الإمارات، فاستغلها المدرب مهدي علي في الزج بلاعبين لأجل أدوار محددة في ظل الاندفاع العماني. وكانت هذه التدخلات مثمره جدا حينما سجل أحمد خليل هدفين في الدقائق العشر الأخيرة من المباراة التي شهدت اندفاعا هجوميا للاعبي عمان قابله التنظيم والانسجام كسلاح للإماراتيين من أجل اقتناص النتيجة بهدفين مرسومين.