علق عاملون في المخابز الشعبية المنتشرة في مدن وقرى الأحساء آمالهم على وزارة الزراعة في سرعة إنشاء مشروع الصوامع والغلال ومطاحن الدقيق في الأحساء بطاقة 600 طن يومياً، لوقف التلاعب في أسعار "الدقيق"، وزيادة أسعار مختلف أصناف "الدقيق" بنسب متفاوتة عند معظم الموزعين وتجار الجملة في المحافظة، وسط مخاوف من الاستمرار في زيادة الأسعار، وتكبُد هؤلاء العاملين ومعظمهم سعوديون يعملون في مخابز "صغيرة" من خلال إعداد الخبز "الأحمر" الشعبي، وسعوديات يعملن في بيوتهن وفي المهرجانات الترفيهية من خلال إعداد خبز "المسح"، خسائر مالية، لا مبرر لها، على حد قولهم.

وأشار وليد أجواد "خباز" إلى أنه خلال الشهرين الماضيين، ارتفع سعر كيس الدقيق "الأسمر" زنة 45 كيلوجراما إلى 45 ريالا بعدما كان يباع بـ 35 ريالا، وكيس الدقيق "الأبيض" بـ 35 ريالا وسعره الأصلي 26 ريالاً، مردفا أن تجارا يبيعون "الدقيق" بأسعار متفاوتة على الزبائن لنفس الصنف من "الدقيق"، في إشارة إلى التلاعب الواضح في السعر لمادة غذائية مدعومة من الدولة، حيث كان وجوباً الالتزام بالسعر دون زيادة أو نقصان. وأضاف أن عدم قدرة كثير من الخبازين الشعبيين للوصول إلى مصانع ومستودعات الصوامع والغلال ومطاحن الدقيق في مناطق المملكة الأخرى "خارج الأحساء"، حفّز بعض التجار والموردين في الأحساء على الجشع ورفع الأسعار دون وجه حق. ولا تستغرب أن ترصد تفاوتا في الأسعار من متجر إلى آخر ومن مورد إلى آخر، إذ إنهم يبيعون "الدقيق" بأسعار مرتفعة، مع رفضهم الشديد تزويد المشتري "الخباز" بفاتورة تثبت تحصيلهم المبلغ المرتفع، خوفاً من رفع شكوى تتعلق بزيادة الأسعار لدى الجهات المختصة. وأبان أن العمالة "المقيمة" التي تعمل في حرفة "الخبازة" داخل المخابز الشعبية ترضخ للشراء بأسعار مرتفعة، وكان ذلك عاملاً مساعداً في استمرار الجشع، بيد أنه أكد أن الجميع مضطر للشراء بالسعر الذي يفرضه المورد أو التاجر لتشغيل المخبز وكسب قوت يومهم، باعتبار أن كثيرا من الخبازين يعتمدون على مخابزهم في قوت أسرهم. وشدد أجواد على أن معظم الخبازين الشعبيين "السعوديين" ملتزمون باستيفائهم للأوزان النظامية دون نقصان، مطالباً الجهات الرسمية بمتابعة أسعار "الدقيق" بما يضمن الحفاظ على قوت المواطن اليومي.

وأبانت أم محمد علي "تمارس حرفة الخبازة"، أنه في السابق، كانت مهنة صناعة خبز "المسح" مجدية للكثير من الأسر المنتجة في الأحساء بسبب السعر المناسب لمكونات الخبز، والتي من أبرزها الدقيق والزيت والسكر، إلا أنه في الوقت الحالي مع الزيادة المفرطة في الأسعار التي طالت معظم المواد الغذائية والسلع، أصبحت غير مجدية، إذ إن المبيعات انخفضت بسبب رفض الزبائن الشراء بسعر مرتفع الأمر الذي يصاحبه هامش ربح بسيط.

وذكر خالد أجواد "خباز" أن هذه الحرف الشعبية في الأحساء يجب أن تدعم من جميع الجهات الحكومية، باعتبارها تراثا وطنيا يجب أن يستمر، فهذه المخابز الشعبية، هي الأكثر تواجداً على خريطة السياحة "التراثية" في الأحساء، وهي نافذة رئيسية على ثقافة وتراث الأحساء، الممتدة في جذور التاريخ، وتستقبل تلك المخابز أفواج السياح من جميع مدن المملكة ومن دول مجلس التعاون الخليجي ومن مختلف دول العالم، مؤكداً أن استمرار التلاعب في الأسعار سيكون عاملا رئيسيا في ترك الكثير لهذه الحرفة.. حرفة الآباء والأجداد، وبالتالي اندثارها بدلاً من الحفاظ عليها. وطالب المسؤولين في وزارة التجارة والصناعة بوضع تسعيرة "معتمدة" لا مجال للزيادة فيها، وتكون معلنة بشكل رسمي، وأخذ إقرار رسمي على الموزعين والموردين والتجار بالالتزام بالسعر.

ونقلت "الوطن" بدورها، معاناة الخبازين الشعبيين في الأحساء إلى عضو مجلس الشورى رئيس غرفة الأحساء صالح بن حسن العفالق، الذي أشار إلى أن غرفة الأحساء لم تستقبل بشكل رسمي معاناة الخبازين للنظر فيها، غير أنه أكد أن افتتاح مشروع الصوامع والغلال ومطاحن الدقيق في الأحساء سيكون له دور كبير في وقف التلاعب بأسعار الدقيق، وسيكون كفيلا بأن يكون السعر موحدا لجميع المخابز الصغيرة والكبيرة على حد سواء.