لست موظفاً في شركات عبداللطيف جميل، ولا تربطني بأي مسؤول عندهم، صغيراً كان أو كبيراً، أي علاقة، بل على العكس من ذلك، فعلاقتي معهم "فاترة جداً" منذ أن كنت طالباً أيام الثانوية العامة بسبب تأخر بعض أقساط السيارة التي اشتريتها من الشركة بنظام التقسيط في ذلك الوقت!.

لكنني، وللإنصاف يعجبني كثيراً الفكر التجاري والإداري الذي تدار به هذه المجموعة، التي يقف على رأسها السيد محمد عبداللطيف جميل، صاحب المبادرات الرائعة في خدمة وطنه، والمنطلقة من إيمانه بالمسؤولية الاجتماعية، والتي تبلورت في المشروع الاجتماعي الكبير الذي أطلق عليه

اسم "باب رزق جميل".

وبالتأكيد فإن قائدي السيارات في جدة يشعرون ويلمسون مبادرات هذه الشركة العملاقة في وضع لوحات إرشادية على الطرق، ومنها الطرق الكبيرة التي وضعت بها لوحات عملاقة توضح لسائقي السيارات السرعة المحددة والأماكن والمتاجر، وما ذلك إلاّ استشعاراً لدورها الذي تقاعست عن القيام به كثير من الشركات الكبرى!

وعلى ما يبدو فإن شركة عبداللطيف جميل، كانت تراقب عن بعد الحراك الرياضي، وهذا جزء من فلسفة هذه المجموعة، حيث لا يمكن الدخول في مشروع غير واضح لها، ما استدعى الانتظار والمتابعة ومن ثم الدراسة السرية، حتى خرج إلى النور قرار الرعاية الجزئي في الموسم الماضي.

ولأن التجربة كانت ناجحة، والعوائد كانت جيدة، اتخذت المجموعة القرار المنتظر منها برعاية الدوري السعودي الممتاز، بمبلغ هو ضعف ما كانت تقدمه شركة زين الراعي السابق للدوري، ليصبح مسمى الدوري بدءاً من الموسم المقبل "دوري عبداللطيف جميل للمحترفين".

إنها خطوة سبقت فيها هذه الشركة نظيراتها، وهي بذلك تزيل كل الخوف والتردد الذي ما زال يسيطر على أصحاب القرار في البنوك والشركات، حيث لم يعد لهم أي عذر الآن بعد أن أخذت شركات عبداللطيف على عاتقها مسؤولية الدخول في الرياضة كشريك، معلنة بذلك قيادتها للقطاع الخاص!

لقد أرادت هذه الشركة الممتدة نشاطاتها وأعمالها في كل مناطق ومدن ومحافظات المملكة، أن تؤكد على أن في الرياضة فرصا استثمارية كبيرة، وكلما تحتاجه هو كسر حاجز الخوف من الاقتراب من الرياضة، مع ما تمثله الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص من سوق مربحة، بعد تحولها إلى صناعة.

• إشارات:

• لم يعد ينقص الأهلي إلاّ وجود مدرب يعرف كيف يستفيد من هذه الأسماء من فئة الـ"5 نجوم" ليحقق بطولة الدوري، وكأس آسيا، فالأهلي حلم كل مدرب في هذا الوقت!

• أكبر خطر يواجه رياضتنا ـ إعلام ـ لا يعي دوره في التنوير والتوجيه، بل يسعى إلى تأجيج الشارع الرياضي، وزراعة الكراهية بين أبناء الوطن، والرقابة غائبة!

• لن يلغي خروج النصر من كأس الأبطال، جهد الإدارة وعملها، والمنصفون يرون أن الفريق تطور كثيراً، وبدأ في الدخول إلى دائرة المنافسة، والدليل وصوله للمباراة النهائية على كأس ولي العهد، وحصوله على المركز الرابع في الدوري، قليلاً من الإنصاف!

• لو أن السير أليكس فيرجسون، المدرب الذي ترك مهمته مع مان يونايتد بعد 27 عاماً، مدرباً في أحد فرقنا المحلية لواجه الـ"إقالة" في وسط الموسم الأول، ودون حفل وداع، ونقول تطورنا!

• مهاجم فريق الاتحاد الشاب عبدالرحمن الغامدي، بعث في داخلي الأمل على أن جيلاً جديداً من المهاجمين قادم لكرة القدم السعودية، بعد أن سجل اسمه كهداف في مباريات الحسم، بالتوفيق يا بطل!