ها نحن نستقبل الإجازة الصيفية بكل ما تعنيه من فرح للأولاد والبنات وضغط مالي ونفسي على الآباء والأمهات، فبين التمتع ببضعة أسابيع داخل المملكة أو بين السفر لخارجها يكمن الصراع الأزلي الذي سيدور بين أفراد العائلة الواحدة والتي سيفضل تيار الانفتاح فيها أن تكون في ربوع الخارج بينما المحافظ منها ماليا وفكريا دون أن يعرف أنه يوقع نفسه في مشكلة كبيرة سيفضل أن تكون ربوع المملكة هي الحاضن الأمين لصيف الأسرة وذكرياتها.

ولكن يبقى أمام هذا الواقع حقائق لم أسمع عنها ولكني عشتها في يومين اثنين تنوعت بين الاستجداء وحب الخشوم لإيجاد مقعد على الناقل الوطني يأخذني من العاصمة إلى أكبر مدن المملكة جدة، فالحصول على مقعد لرحلة داخلية أصعب من الحصول على مقعد بين الرياض وهونولولو، وبين أن أجد غرفة في فندق والذي وصل أحدها – وهو فندق لا أخجل في وصفه بالبائس رغم أنه يعد من فنادق الواجهة البحرية - وصل سعره لسعر أغلى فنادق دبي والواقع في برج خليفة ويحمل علامة تجارية تبلغ قيمتها السوقية ربما 3 أضغاف لأشهر علامة تجارية سعودية!

السياحة المحلية تبقى حتى الآن مجرد شعار يستخدم لدواعي الترويج المؤسسي أو لزرع الشعور بالوطنية أو حتى مزايدة البعض بها، والقول إن المصايف المحلية لديها ما تحتاجه لاجتذاب السياح يختلف جملة وتفصيلا عما سمعته ورأيت جزءا منه في أبها وخميس مشيط والمناطق المحيطة بها على سبيل المثال، والتي طالما تغنى البعض بأنها المنطقة السياحية التي أصبحت مزار أبناء الخليج وهو الأمر الذي لا تثبته المعطيات المنطقية على الأرض.

المطارات هي بدورها تعيش حالة من الارتجال الغريب والذي يستفز أي فرد تعود على الحصول على حقوقه نظير المال الذي يدفع، فكونك تدفع قيمة درجة أولى على الخطوط السعودية على سبيل المثال لن يعني أنك ستجلس في قاعة انتظار مرفهة بعيدة عن الأصوات المرتفعة وروائح الطعام والعمالة التي تنظف المكان ووجوههم المكفهرة، كما أنصحك ألا تتأمل في أن يكون هناك طابور خاص بك عند مدخل بوابة صعود الطائرة، كما أرجو منك ألا تنتظر أن تكون هناك سيارة في استقبالك في المدينة التي أنت متجه إليها لتقلك للمكان الذي تريد، وإن كنت في أبها فلا تنتظر أن تحظى بجلسة هانئة في صالة الفرسان، لأنك مطالب بأن تدفع 50 ريالا نظير ذلك، فمن يشغل الصالة شركة محلية وليست الخطوط السعودية أو هيئة الطيران المدني!