على بعد يوم من الآن ولمدة 12شهرا لن تكون وجهة قاصدي مدينة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الصلاة بالمسجد النبوي الشريف، والسلام على سيد الخلق وصاحبيه فقط، بل ستكون الفرصة مواتية لمريدي الثقافة والفكر الإسلاميين، لحضور فعاليات فكرية وإبداعية ومعارض وورش عمل تستلهم عبقها من سيرة المصطفى، عليه الصلاة والسلام، وصحابته الكرام. وتأتي هذه الفعاليات تحت العنوان الأكبر وهو (المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية 2013) بعد اختيارها من قبل منظمة التعاون الإسلامي لتكون المحطة الثقافية الأبرز إسلاميا هذا العام.

ويعطي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مساء غدٍ الثلاثاء شارة البدء لانطلاق الفعاليات في احتفال رسمي بباحة "مسجد قباء" بحضور أكثر من 130 من ضيوف المملكة من المثقفين من مختلف الدول الإسلامية, حيث انتهت اللجان التنظيمية للمناسبة من جدولة مئات الفعاليات المصاحبة للمناسبة، والتي تشمل مؤتمرات وندوات ومحاضرات ومعارض وورش عمل ودورات وفعاليات ترفيهية، على مدى العام الميلادي الجاري احتفاءً بالمناسبة. وأعرب مستشار خادم الحرمين الشريفين، الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، فيصل بن معمر عن "ثقته" في أن تضطلع هذه الفعالية التاريخية بتقديم الصورة الحقيقية للحضارة الإسلامية ذات المنزع الإنساني، إلى العالم أجمع من خلال إبراز المضامين الثقافية والقيم الإنسانية لهذه الحضارة؛ وتعزيز الوسطية والاعتدال بين المسلمين؛ وإشاعة قيم التعايش والتفاهم بين الشعوب.

كما أكد رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ أن مناسبة فعاليات المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية، فرصة سانحة لتبيان سماحة الدين الإسلامي والتعريف بديننا الحنيف وأخلاق وقيم الرسول، صلى الله عليه وسلم، خصوصاً أن هذه المناسبة تأتي بعد محاولات البعض تشويه صورة نبينا، صلى الله عليه وسلم. من جهته قال الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس، إنه إذا حان ذكر العهد النبوي فإن علينا تعريف العقيدة الإسلامية والسنة المحمدية تعريفًا صحيحًا يتسم بالاعتدال والوسطية، وتوضيحاً أكثر لدوافعه في نهضة الإسلام في المدينة المنورة، لاسيما ارتباطها بقيادة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم, وما بعده وكيف نهضت الأمة الإسلامية.

فيما اقترح إمام وخطيب المسجد الحرام، عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي الدكتور صالح بن حميد، تبني العلماء ورجال الأعمال من المسلمين والمثقفين المشاريع التي تساهم في إبراز هذه الريادة، وإنشاء الأوقاف الداعمة لها، والتواصل مع مراكز الثقافة في العالم للوقوف على الكنوز العلمية المهاجرة إلى المدينة المنورة والمنطلقة منها في حقب تاريخية سالفة.

ودعا الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز رئيس اللجنة الاستشارية للمناسبة عضو مجلس نظارة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة الدكتور فهد السماري، إلى إعادة قراءة تاريخ المدينة المقدسة، معتبراً أن الاحتفال بالمدينة المنورة، عاصمة للثقافة الإسلامية، يمثل فرصة مواتية لاستظهار القيم الإنسانية النبيلة في الإسلام وإعادة قراءتها بصوت عالمي، وتقديمها للعالم في حقيقتها الخالصة، كونها المكون الرئيس في الثقافة الإسلامية.