أسقط ثوار سورية في إدلب مروحية عسكرية، تنقل مواد تموينية إلى معسكري الحامدية ووادي الضيف المحاصرين، مما أدى إلى مقتل أربعة من جنود قوات النظام أمس. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان: "قتل أربعة عناصر من القوات النظامية، بينهم طيار ومساعده، كانوا في طائرة مروحية تم إسقاطها شمال مدينة معرة النعمان، بينما كانت تقوم بنقل إمدادات غذائية إلى معسكري وادي الضيف والحامدية". وبث المرصد على موقع "يوتيوب" شريط فيديو يظهر فيه عدد كبير من الأشخاص وقد تجمعوا حول جثث جنود في حقل، ويقول مصور الفيديو: "ها هو الطيار الخائن. ها هو الطيار الثاني". كما ظهرت في الصور بقايا طائرة مشتعلة، وأرغفة خبز على الأرض في كل مكان، ومظلات ممزقة.

إلى ذلك قتل 57 شخصا بين مدنيين ومقاتلين وجنود في عملية اقتحام نفذتها قوات النظام في بلدتي الصنمين وغباغب في محافظة درعا. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي، إن من بين القتلى ستة دون سن الـ18 عاما وسبع نساء. وأضاف: إن العملية بدأت بـ"انشقاق عشرة عساكر ليل الثلاثاء من مركز عسكري قريب والاشتباه بفرارهم إلى الصنمين وغباغب، مما دفع القوات النظامية إلى اقتحام البلدتين الأربعاء".

وتخلل الاقتحام اشتباكات عنيفة. وأشار المرصد إلى أن القتلى سقطوا في "إطلاق رصاص وقصف وإعدام ميداني واشتباكات بين قوات بشار الأسد ومقاتلين من الثوار". كما أسفر القصف عن تهدم وإحراق أكثر من 30 منزلا. ورأى المرصد أن العملية تشكل "مجزرة جديدة" يرتكبها النظام "في ظل صمت المجتمع الدولي".

وفي سياق متصل، اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" للدفاع عن حقوق الإنسان الطيران السوري بقصف المخابز والمستشفيات وأهداف مدنية أخرى، مما تسبب في وقوع آلاف القتلى، داعية إلى وقف هذه الغارات التي وصفتها بـ"جرائم ضد الإنسانية". وأكدت المنظمة أن "الغارات الجوية الحكومية التي قتلت مدنيين بشكل عشوائي ودون تمييز، تندرج على ما يبدو في إطار هجمات واسعة ومنهجية ضد المدنيين". وقالت المنظمة في تقرير إن "الأشخاص الذين يرتكبون بشكل متعمد انتهاكات خطيرة لقوانين الحرب مسؤولون عن ارتكاب جرائم حرب". واستنادا إلى تحقيق ميداني أجرته المنظمة في مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في ثلاث محافظات سورية، أشارت إلى قصف أربعة مخابز ومستشفيين وأهداف مدنية أخرى، موضحة أن مستشفى الشفاء في مدينة إدلب تعرض وحده لأربع غارات. وقال الباحث في قسم الحالات الطارئة في المنظمة أولي سولفانغ "من قرية إلى قرية وجدنا شعبا مرعوبا من السلاح الجوي التابع لبلاده". وتحدثت المنظمة عن استخدام ذخيرة ذات قدرة تفجيرية كبيرة قادرة على هدم منازل عدة في هجوم واحد. وقال مواطن من أعزاز للمنظمة إن ما لا يقل عن 12 شخصا من عائلته قتلوا في غارة واحدة على منزلهم في أغسطس الماضي. وأوضح "دفنت 12 فردا من عائلتي... بينهم والدي ووالدتي وشقيقتي وزوجة شقيقي". وتابع "شقيقي وليد تمزقت جثته إربا ولم أتعرف عليه على الفور. دفنا أطفال شقيقي أيضا. كان أصغرهم بعمر 40 يوما".

واعتبر المتحدث باسم المعارضة السورية وقوى الائتلاف الوطني وليد البني في حديث إلى "الوطن"، أن تقرير المنظمة "يمثل دليلاً على أن أصدقاء النظام لا يزالون يُمدونه بوسائل القتل، في وقتٍ يضع فيه أصدقاء الشعب السوري بعض العقبات أمام تسليح المعارضة لتخليص البلاد من النظام القمعي". وقال البني "ما لم يشعر بشار الأسد أن المجتمع الدولي سيوقفه عند حده وتقف آلة القتل الممولة بالسلاح الروسي وبالمال الايراني، وبالرجال من حزب الله، سيستمر في قتل الشعب السوري، الذي يجد نفسه بين تخاذل المجتمع الدولي، وآلة الأسد العسكرية".