55 عاماً هي عمر نادي الفتح الذي استحق عن جدارة واستحقاق لقب "النموذجي" والتتويج بلقب بطل دوري زين لأول مرة في تاريخه. وكانت بدايات الفتح عام 1378هـ حينما كوّنت مجموعة من الشبان الهواة فريقاً رياضياً للحواري لممارسة لعبة كرة القدم تحت مسمى "فريق شباب المبرز"، واتخذ اللاعبون والإداريون في ذلك الوقت منزل أحد اللاعبين مقراً موقتاً للفريق. وكان لاعبو فريق شباب المبرز يمارسون لعبتهم على ملعبهم الترابي خارج "دراويز" المدينة بالقرب من المزارع في حي يسمى "الشروفية". واستطاع هذا الفريق رغم الإمكانات المحدودة أن يتابع مسيرته الرياضية بهمم وعزائم وطموحات لا تعرف المستحيل.

وفي العاشر من شعبان من عام 1388هـ أصدرت رعاية الشباب التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية القرار رقم 776 الذي اعتمد النادي ضمن الأندية الرياضية بالمملكة، وأطلق عليه اسم "نادي الفتح"، وتمَّ اختيار ألوانه الثلاثة: الأخضر والأبيض والأزرق. ويعدّ أحمد المقهوي (الكويتي) أول رئيس للنادي بعد اعتماده، وتمَّ في ذلك الوقت استئجار منزل أحمد المغلوث في السياسب ليكون مقراً للنادي. وفي 22 محرم 1414هـ أصدرت الرئاسة العامة لرعاية الشباب قراراً بتنفيذ المنشأة النموذجية للنادي، وقد وضع الرئيس العام لرعاية الشباب آنذاك الأمير سلطان بن فهد حجر الأساس في وسط مدينة المبرز في حي المنح (حي الفتح الآن)، وعلى مساحة مقدارها 150 ألف متر مربع.

وفي عام 1421هـ تم إنجاز المنشأة الرياضية التي تعد من أفضل المقرات النموذجية على مستوى المنطقة الشرقية لتكون ميداناً خصباً ومجالاً فسيحاً للشباب الرياضيين. وتحتوي هذه المنشأة على مقر لرئيس النادي، ومكاتب لأعضاء مجلس الإدارة، ومصلى فسيح على طراز جميل، ومكتبة، وصالة ألعاب مغلقة لكرة اليد والسلة والطائرة، وكرة الطاولة، وبركة سباحة، وإستاد رياضي رائع لكرة القدم.

وبتضافر الجهود ودعم محبي النادي قفز نادي الفتح في كافة الألعاب قفزات رياضية رائعة وحقق إنجازات كبيرة، فعلى مستوى كرة القدم وعام 1408 حقق الفريق الأول إنجاز الصعود لدوري الدرجة الأولى، وفي عام 2009 صعد فريق كرة القدم لدوري الدرجة الممتازة (دوري الأضواء)، وأطلق عليه في سنته الأولى لقب "الحصان الأسود"، واستطاع هذا الفريق - البقاء في دوري زين منذ ذلك الحين، وحقق عدة إنجازات منها المركز الثالث في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال.

وأمّا فريق كرة اليد فتأسس عام 1395 على يد المدرب علي السلطان، وفي فترة وجيزة حقق مراكز رياضية متقدمة، ففي عام 1398 صعد إلى دوري الدرجة الممتازة واستطاع مقارعة الكبار من أندية المملكة العريقة في اللعبة، وفي عام 1401حصل على المركز الثالث على مستوى أندية المملكة، إلا أن ظروف المدرب واللاعبين حالت دون استمراره واستمرار لعبة كرة اليد بالنادي.

وأما فريق كرة السلة فلعب أولى مبارياته الرسمية سنة 1389، وبعدها بدأت أضواء هذا الفريق تتلألأ حتى حقق إنجازات رياضية كثيرة، منها الصعود إلى الممتاز سنة 1419، والحصول على المركز الأول للدوري والنخبة سنة 1423، ويعد الفريق الحالي من أفضل أربعة فرق في الدوري الممتاز على مستوى المملكة، وقد شارك في بطولة الخليج للأندية في البحرين وحقق فيها المركز الخامس من أصل 12 فريقاً.

وأما السباحة فقد حقق لاعبو الفريق إنجازات رياضية رائعة، آخرها حصول الفريق على المركز الأول على مستوى المملكة في المياه المغلقة والمفتوحة. وأما كرة الطاولة فبدأت سنة 1397 وما إن تمرس اللاعبون على اللعبة حتى صعدوا إلى درجة الممتاز وحققوا إنجازات رياضية مذهلة أعجبت الجميع، وعلى مستوى الناشئين والشباب حقق الفريقان بطولة المملكة والأندية للنخبة، وشارك فريق كرة الطاولة في بطولتين عربيتين، الأولى في لبنان وحقق فيها المركز الخامس بين 34 فريقاً، والبطولة الأخرى كانت في الأردن وحقق فيها المركز الثامن، وتعتبر لعبة الطاولة بالنادي أول لعبة تشارك خارجياً باسم نادي الفتح.

ويعد فريق الدراجات من أفضل الفرق على مستوى المملكة، وقد بدأت مزاولة اللعبة سنة 1395، وحققت إنجازات رياضية رائعة، أبرزها بطولة المملكة على مستوى جميع الفئات وكأس بطولة الأمير سلطان بن فهد للفريق الأول، وشارك فريق الدرجات في البطولة العربية في الإمارات وحل في المركز الثاني. وحقق فريق التايكوندو عدّة ألقاب فردية على مستوى المملكة.

ويلقب نادي الفتح الرياضي بلقب النادي النموذجي بسبب تميز الألعاب المتنوعة التي تحيط بها أسواره، فهناك كرة القدم، والسلة، والسباحة، والدراجات، وتنس الطاولة، والتايكوندو وغيرها.

ومنذ نشأة النادي وعبر مسيرة الكفاح أنجب عدداً كبيراً من اللاعبين والمدربين الذين شاركوا في المنتخبات السعودية وقدّموا إنجازات رياضية عالية.