أعلن الزعيم العشائري البارز في كركوك سعدون فندي رفض عشائر المحافظة لدعوة رئيس الوزراء نوري المالكي للحوار، ووصف اتهامه لفلول حزب البعث بافتعال الأزمة المندلعة في مناطق المحافظة بـ"الافتراءات".

وقال في اتصال هاتفي مع "الوطن" بعد دقائق من خطاب المالكي الذي دعا فيه إلى الحوار "هذه الدعوة مرفوضة، ونحن في أزمة حقيقية. كيف يريد تغليب الحوار وهو الذي أمر برفع السلاح؟". وكشف فندي عن قيام الطيران الحربي بقصف 6 جوامع في ناحية سليمان بيك. وقال "لدينا الأدلة والإثباتات على عمليات القصف التي تعرضت لها الجوامع، فما دخلها بالمعارك؟"، فيما أفاد بسقوط طائرة حربية على يد المسلحين. واعتبر أن الجيش أصبح خصماً للعشائر. وتابع "الآن خصمنا هو الجيش العراقي. أما قوات سوات التابعة لحزب الدعوة فقد نقلها المالكي بالطائرات حفاظاً على سلامتهم".وتصاعدت وتيرة الحملات الانتقامية في العراق على خلفية مقتل 50 شخصاً وإصابة 110 في اقتحام قوات الجيش لساحة الاعتصام في مدينة الحويجة بمحافظة كركوك، حيث قتل 30 شخصاً أمس في أعمال عنف متفرقة. إلى ذلك سيطر مسلحون من رجال العشائر على عدة أحياء في مدينة الموصل. كما أكدت مصادر إعلامية أن مسلحين سيطروا بالكامل على ناحية "سلمان بيك" الواقعة بمحافظة صلاح الدين على الطريق بين بغداد والمنطقة الشمالية إثر معارك مع الجيش العراقي. وقال الأمين العام لمجلس محافظة صلاح الدين أوغلو "سيطر مسلحون على المنطقة بالكامل واستولوا على دبابة وأسلحة ومعدات للجيش". وأضاف "القوات الأمنية التي اشتبكت بشكل عنيف في اليومين الماضيين مع المسلحين انسحبت بصورة مفاجئة، وأصبحت الناحية تحت سيطرة المسلحين". وكان مشيعو ضحايا الحويجة قد أكدوا أن أبناءهم لم يقتلوا بشكلٍ مباشر في عملية الاقتحام، إنما كانوا جرحى وأعدمتهم قوات الجيش بعد أسرهم.

إلى ذلك أعلن وزير الصناعة والمعادن أحمد الكربولي استقالته من الحكومة، احتجاجاً على ما قال إنها "مجزرة ارتكبها رئيس الوزراء نوري المالكي". وتأتي استقالة الكربولي بعد استقالة وزير العلوم عبد الكريم السامرائي ووزير التربية محمد تميم احتجاجاً على حادثة الحويجة.

وعلى صعيد جهود التهدئة، اعتبر رئيس وزراء العراق نوري المالكي في كلمة وجهها للشعب أمس أن البلاد تعيش فتنة، داعيا إلى العمل على إطفائها ومحذرا من أنها "لا تميز بين مجرم وبريء".

كما توصلت القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي، وجبهة الحوار برئاسة صالح المطلك، خلال اتصالات مع شخصيات عشائرية ومنظمي التظاهرات والاعتصامات في محافظات العراق الغربية إلى اتفاق أولي لإنهاء حالة التوتر التي تعم البلاد حالياً. وأسفرت الاتصالات بحسب القيادي في جبهة الحوار مشعان السعدي عن التمسك بسلمية الاحتجاجات ومنع انزلاق البلاد نحو العنف، وإيقاف الحديث عن إقليم سني، وعدم استهداف قوات الجيش على أن تبقى في ثكناتها، وتشكيل لجان شعبية تضم أبناء العشائر لحماية ساحات الاعتصام من أي اعتداء عسكري. وكانت ساحة الاعتصام بمحافظة الأنبار قد شهدت أمس اجتماعاً حضره مؤسس قوات الصحوة الشيخ أحمد أبو ريشة ووزير المالية المستقيل رافع العيساوي وممثل الأنبار في البرلمان النائب أحمد العلواني وزعماء عشائر، فضلاً عن ممثلي المعتصمين في محافظات أخرى، وأسفر الاجتماع عن التمسك بسلمية الاعتصام مقابل بقاء قوات الجيش داخل الثكنات". كما قررت رئاسة مجلس النواب إلغاء جلسته التي كانت مقررة بالأمس بسبب مقاطعة الكتل السياسية لجلسات البرلمان، على أن يعقد جلسة استثنائية بعد غد لمناقشة أحداث الحويجة بحضور اللجنة الوزارية المشكلة لهذا الغرض، ولجنتي الأمن والدفاع وحقوق الإنسان النيابيتين.