أعلنت اللجنة الأمنية للمعتصمين في ساحة الاعتصام بمدينة الرمادي، أنها اعتقلت شخصين بتهمة قتل 5 جنود عراقيين أول من أمس في ساحة الاعتصام، وأضافت أنها قامت بتسليم المتهمين إلى السلطات الأمنية. إلا أن قائد شرطة الأنبار هادي إرزيج، نفى صحة تلك الأنباء وتوعد المعتصمين "برد ساحق يحرق الأخضر واليابس" إذا لم يقوموا بتسليم المتهمين خلال 24 ساعة. ووصف هذه المهلة بأنها الفرصة الأخيرة، مهددا باقتحام ساحة الاعتصام.

من جانبه، قال رئيس مجلس محافظة الأنبار جاسم الحلوبسي، في تصريحات إلى "الوطن": إن جهودا تبذل حاليا من قبل الأجهزة الأمنية وشيوخ العشائر، وممثلي المعتصمين والحكومة المحلية للبحث عن الجناة، مشيرا إلى توفر معلومات أولية عنهم. وأضاف أن المعتصمين لن يغادروا ساحة الاعتصام. وأثار حادث مقتل الجنود الخمسة الذي وقع بعد أن أوقف مسلحون عناصر الاستخبارات الذين كانوا يستقلون سيارتين ويجولون قرب مكان الاعتصام، ردود أفعال واسعة، حيث أدانه شيوخ العشائر وقادة المعتصمين في الرمادي، مشيرين إلى أن الحكومة تسعى لتكرار تجربة الحويجة، وأعلنوا عن تشكيل جيوش لحماية ساحات الاعتصام من قوات الجيش. كما أدانه رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، ورئيس القائمة العراقية إياد علاوي. وكانت وزارة الدفاع العراقية قد شيعت أمس جثامين الجنود القتلى بمشاركة رئيس الوزراء نوري المالكي، ووزير الدفاع سعدون الدليمي، وأعضاء لجنة الأمن والدفاع البرلمانية وأهالي الضحايا.

إلى ذلك، اتهم المعتصمون وسائل الإعلام الحكومية باستغلال الحادث من أجل التحريض ضدهم، وقالوا في بيان صدر أمس: "نحذر جميع من يحاولون الاصطياد في الماء العكر من أصحاب الأجندات الخفية والقنوات الإعلامية ذات التوجهات غير الوطنية من استغلال حادث مقتل الجنود لتنفيذ أجندة طائفية، ونجدد التأكيد على أن الحكومة المركزية تتحمل مسؤولية الحادث والهدف هو تكرار سيناريو ما حصل في ساحة الحويجة". وطالبوا قوات الشرطة المحلية بالعودة إلى ساحة الاعتصام والمحافظة على سلميتها، لافتين إلى أن أبناء العشائر ستكون مهمتهم هي حماية ساحة الاعتصام وجميع المحافظة من أي اعتداء يستهدفها.

وفي ذات السياق، وصف مسؤول عسكري رفيع المستوى التحركات العسكرية لقوات البشمركة الكردية قرب مدينة كركوك المتنازع عليها بأنها تمثل "تطورا خطيرا".